حال الأمة: أمسها يشبه حاضرها

1- آذار (مارس) 1951، مهما اشتدت المعارك الانتخابية في مصر مثلاً، فلا يمكن أن يخرج أحد المصريين عن 25 الف جنيه ليفوز بالنيابة، أما في لبنان فبعض المرشحين ينفقون 200،00 ليرة ليفوزوا بها – ص 1129.
2- 14 نيسان (ابريل) 1951، اضطرت النيابة العامة في مصر الى تعطيل التحقيق في قضية الاختلاسات التي ظهرت في تسليح الجيش المصري، لأن بعض المقامات العالية، أبت على العدل أن يأخذ مجراه، وكوفئ بعض المتهمين بتلك الفضائح بأوسمة، إثباتاً لبراءتهم. ويل لهذه الطبقة الحاكمة في مصر يوم يستيقظ الشعب المصري – ص 1136.
3- 9 حزيران (يونيو) 1951، أخرجت الحكومة اللبنانية من لبنان 600 عامل سوري فأمرت الحكومة السورية بإقفال الحدود ومنع السوريين من الذهاب الى لبنان – ص 1158.
4- 1952، وزارة المالية تصرف رواتب شهرية لمئات من أصحاب الدكاكين وصغار الملاكين ووجوه الأحياء في بيروت، لأن أسماءهم موجودة في سجل الموظفين، لأنهم تحت حماية بعض أشقاء الرئيس أو بعض رؤساء الوزارات وبلدية بيروت العاجزة عن تنظيف الشوارع – ص 1371.
5- 1952، اعتدى أوباش من رجال الشيخ سليم الخوري على رئيس مرافقي أخيه رئيس الجمهورية، فضربوه على ملأ من الناس في عاليه – ص 1371.
6- كان للملك فاروق قواد إيطالي اسمه أنطـونيو بوللي، وهو خازن القصر الملكي، اعترف بأنه هرّب لفاروق الى أوروبا مليوني جنيه وكمية كبيرة من الذهب. ومن أطرف حكايات القواد الملكي قوله إنه كان ذات يوم يجالس ملك إيطاليا الــسابق (أمبرتو) فمرت حسناء فأعجب بها الملك (فاروق)، فسأل بوللي من تكون؟ فأخرج بوللي سجل الحسان من جـيبه، وقال لملــكه الســابق: هذه فلانة، وهذا عنوانها ورقم تلفونها، فالتفت الملك الى مرافقه الخاص قائلاً: تعلّم… انظر الى مهارة حاشية فاروق وتعلّم – ص 1388.
 7- قتل فاروق الضـابط عبد القـادر طه تمهيـداً لقتل ضـابط آخر اسمه مصطفى كمال صدقي، كانت تحبه معشوقة فاروق المدعوة هدى رشاد التي جعلها فاروق وصيفة – ص 1389.
8- فهم من تصريح لصــلاح ســلام وزير الإرشاد القــومي في مصر (حكومة الثــورة 1953) أن الحـكومة الأميركية سألت الحكومة المصرية عن نيتـها نـحو اسرائيــل وأن الحـكومة المصرية أجابتها بأنها لا تنوي لاسرائيل شراً، شرط أن تكف الولايات المتحدة عن معاملتها معاملة الولد المدلل وأن تنفذ اسرائيل مقررات الأمم المتحدة في شأن اللاجئين – ص 1502.

II ـ من سوريا… سبحان الله!

(1) 29-2-1951 «سألت توفيق بك حمزة، الوزير السـعودي هنا (أنقرة) عما في لبنان وسوريا، فقال: إن لبنان على ما كان عليه من الفضائح الإدارية والتجارية، وإن حالة سوريا الاقتصادية تحسنت بغلاء الحنطة في لبنان وغلاء القطن في العالم، لكن الناس فيها ملوا كل شيء، فهم في يأس شديد، وأكثر أبناء دمشق المعروفين قابعون في بيوتهم خشية الارهاب… والخلاصة أن الناس في سوريا ولبنان على يقين من ان الحرب واقعة… وفي سوريــا أغانٍ شعبية منها «كل شيء شكلي، إلا الشيكشكلي».. أطلـق سراح العقيد بهيج كلاس ومنير بك العجلاني، لكن سراح الفكر لما يطلق».
2) 5-2-1951 «أخبرني مأمون الحموي أن الحكومة السورية والمجلس النيابي عاجزان عن ضبط الأمور وأن إجماع السوريين على استنكار الاغتيال وتعذيب المسجونين بقضايا سياسية».
3) 1-3-1951 «أزمة سوريا إن دلت على شيء فعلى بقاء العلة… وهي سيطرة الإنكشارية».
4) «برقيات من الخارجية (السورية) تقول: امنحوا سمات للفنانات اليونانيات والصينيات فلانة وفلانة، وعددهن ليس بقليل. سبب اهتمام الحكومة لهذا الشأن هو أن بعض ضباطنا من الجيش والأمن العام يحبون التنوع».
5) الحكومة التركية تراقب العلويين في اسكندرونة ومرسين واضنة والسوريين الذين يدخـلون تلك المنـطقة ويسـوؤها أن علوييّ بلادها لم يتركوا عروبتهم. لا سوريا تريد بتركيا شراً، ولا علويو تركيا يستطيعون شيئاً وسوريا في شغل شاغل عن قضايا كهذه».
6) 13-3-1951 «أكرم الحوراني وأديب الشيشــكلي يــضمران انتخاباً نيابياً تحت الحراب والمصفحات والرشاشات ليكون لهما أكثرية النواب فيكون أكرم رئيس وزراء ويكون أديب في غنى عن الضغوط والوعيد واعتقال النواب، ولا شك في أن مصرف سوريا ولبنان هو الذي سينفق على الانتخاب إذا لم تكف قوة الجيش».
7) 1-4-1951 «… أي قحة أكبر من محاولة وزارة الدفاع إقناع الشعب السوري بأن ما رآه وسمع به ولمسه… من أعمال الجيش وتدخل رؤسائه، وتزويرهم الدعاوى السياسية، وضغطهم على المجلس النيابي والوزارات… وهل ترك رؤساء الجيش وحدة وطنية!».
8) 7-4-1951 «أكاد أجزم أن رؤساء الجيش السوري لم يسؤهم اعتداء اسرائيل على عرب الحولة وقصفهم الحمة، لأنهم يعلمون أن هذا الاعتداء سينسي السوريين أعمالهم فتنصرف الأفكار عنها الى جمع كلمة البلاد».
9) روى وزير سابق أن سيد سوريا المطلق هو الآن أديب الشيشكلي وأنه يسكر في الحانات فيأخذ يذكر رئيس الجمهورية (هاشم الأتاسي) والوزراء بكلام بذيء، فإذا بلغ أحدهم قول الشيشكلي أسرع من صباح غد ساجداً أمام العقيد».
10) «كلما أوشكت أن أيأس من إصلاح سوريا بعث الله إلي بمن يخبرني أن مصر أو لبنان أو العراق أو الاردن بما هو أقبح مما في سوريا، فأعود الى الرجاء».
11) حزيران (يونيو) 1951، «صلاح الدين الشيشــكلي عــاد من فلسطين عندما ترك أخوه قيادة الجليل، بكمية غير قليلة من السلاح والذخيرة، فباعها في بيروت ودمشق وحماه، وبعدد من السيارات منها سيارة شحن كبيرة جديدة اصحابها من عرب فلسطين، أخذها أديب بك (الشيشكلي) باسم الجيش فضبطها أخوه صلاح الدين… ثم قبض على اصحاب السيارة بحجة أنهم جواسيس لليهود وسجنهم في قلعة دمشق، مع ما يلزم من التعذيب».
12) 2-10-1951، «رشيد بك (الكيخيا) فتح باباً عريضاً لأمل السوريين بالنجاة مما هم فيه بـقوله: «إن المجـلس النـيابي سيصرّ على احترام الدستور ليكون في البلاد حكومة واحدة لا حكومتان، يعني بالثانية الجيش… رشدي بك مخطئ. فما في سوريا إلا حكومة واحدة هي أديب الشيـشكلي، أما الحكومة فخيال».
13) 17-8-1952 «أضربت مدينــة حلب لأن حكومة الشيشكلي اعتقلت آباء الطلاب الذين ادعي أنهم يشتغلون بالسياسة».

([) عادل ارسلان (1887-1954) موظف في الداخلية اللبـنانية، نائب جبل لبنان في المبعوثان في اسطنبول، سكرتير خاص لفيصل في دمشق، حكمه الفرنسيون بالإعـدام، فرّ الى أوروبــا ثم الأردن رئيســاً لديوان الأمير عبد الله الذي أبعده الى الحجاز فانتقل الى القاهرة ليلتحق (1925) قائداً في الثورة السورية، ويعيش بعدها فقيراً مشرداً ويعود من أوروبا (1936) الى السلك الدبلوماسي السوري، ثم تولى وزارة الدفاع، ثم الخارجية، ثم التربية. وقد اخترت هذه اللقطات من مذكراته لغرض لا يخفى. 

السابق
جريح بحادث سير على أوتوستراد الضبية
التالي
أربعة جرحى في تبادل لإطلاق النار بين عائلتيّ زعيتر وحميه في حدث بعلبك