الانوار: الحكومة ترتاح من مشاكلها المحلية وتنشغل بالمواضيع الدولية

زيارات خارجية بارزة استأثرت بالاهتمام الرسمي والسياسي امس، بعد تراجع الملفات الداخلية وفي مقدمتها زيادة الاجور الى رف القضايا التي تنتظر المعالجة. وقد تميزت لقاءات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع الرؤساء الثلاثة بمطالب متبادلة، بحيث شدد الجانب اللبناني على الخرق الاسرائيلي المستمر للقرار 1701 وطالب بدعم لبنان في ضمان حدوده البحرية، في حين اثار الجانب الدولي موضوع سلاح حزب الله وقدم جملة نصائح.
وقد تزامنت زيارة بان كي مون التي قوبلت بتظاهرة احتجاج في وسط بيروت مع زيارة سريعة قام بها قائد القيادة الاميركية المركزية الجنرال جيمس ماتيس والتقى خلالها الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي، اضافة الى وزير الدفاع وقائد الجيش.

وقال بيان للسفارة الاميركية ان ماتيس ناقش الوضع السياسي والامني ومواضيع اقليمية اخرى، وشدد على التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين. كما شدد على تقوية قدرات الجيش اللبناني مدركا اهميته كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لضمان حدود لبنان والدفاع عن سيادة الدولة واستقلالها.
وفيما غادر القائد الاميركي لبنان بعد ساعات على وصوله، فان زيارة بان كي مون تستمر ثلاثة ايام. وقد التقى امس كلا من الرؤساء سليمان وبري وميقاتي، على ان يلتقي اليوم وفدا من المعارضة ويزور الجنوب. وسيفتتح الاحد مؤتمرا في الاسكوا قبل مغادرته.

وفي لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين طرح الامين العام للامم المتحدة جملة قضايا اثارها في مؤتمر صحافي. فقد قال ان الامم المتحدة تشعر بقلق شديد حيال القوة العسكرية الخاصة ب حزب الله، وتتخوف من أي اختراق على صعيد التقدم في مسألة نزع السلاح. وشجعت الرئيس سليمان من اجل اطلاق دعوة لاستئناف الحوار من اجل نزع السلاح خارج الدولة، فوجود هذا السلاح أمر غير مقبول.
وعن المحكمة الدولية اوضح ان ولايتها ستنتهي في 29 شباط، ووفقا للاتفاق مع المحكمة يجب ان تمدد ولايتها، لكن لأي مدة سوف تمتد الولاية فهذا قرار سوف نتخذه بالتعاون مع المحكمة ومجلس الأمن الدولي، ونحن في خضم عملية تشاورية في هذه المسألة مع الاطراف المعنيين، بما في ذلك الحكومة اللبنانية.
وعن الاعتراض على زيارته والاعتصام ضدها اجاب:في المجتمعات الديمقراطية من الطبيعي ان تبرز آراء مختلفة حيال اي شخص، وأنا أقبل الرأي المختلف مثل اي مجتمع حيوي، وأنا متفائل بأن الشعب اللبناني يرحب بي اشد ترحيب والحكومة اللبنانية كذلك.

وعن الخروق الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، قال: هذا موضوع مهم يتعلق بالتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701، وقد ناقشنا هذه المسألة مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة في لبنان، وهناك بعض الانجازات التي تم إحرازها وهناك الكثير من الامور التي يجب تحقيقها، وهذه مسألة نناقشها أيضا مع السلطات الاسرائيلية أنها تشكل انتهاكا للقرار 1701.
ودعا بان كي مون الى ضبط الامن على الحدود اللبنانية، وحض لبنان على البدء باستثمار ثرواته النفطية في المناطق البحرية غير المتنازع عليها، على ان يتواكب ذلك مع اتصالات لحل الاشكالات بشأن المناطق المتنازع عليها.

وكان رئيس الجمهورية اكد للمسؤول الدولي عزم لبنان المضي في التحضير للتنقيب عن النفط والغاز بعدما تم اقرار قانون تحديد مناطقه البحرية وقانون النفط والغاز والمراسيم التطبيقية له، وتأكيد تمسك لبنان بكامل حقوقه في هذا المجال على قاعدة الالتزام بمبادىء القانون الدولي، لافتا إلى إمكان قيام الأمم المتحدة بدور لتأكيد الحق اللبناني في هذا المجال وتثبيته، وأخذ الإجراءات اللازمة لحماية أعمال التنقيب التي ستبدأ في اقرب وقت.
واثار سليمان كذلك موضوع الخروقات الاسرائيلية التي تناولها ايضا بري وميقاتي.
اما الرئيس فشدد خلال لقائه بان كي مون على ان روحية القرار 1701 توجب على الامم المتحدة ان ترسم الحدود البحرية للبنان كما رسمت الحدود البرية كونها قوة حفظ سلام دولية. كما اكد طلب لبنان التعويض عن البقعة النفطية التي سببها العدوان الاسرائيلي عام 2006 في المياه اللبنانية قبالة شاطىء الجية.
بدوره اكد ميقاتي تمسك لبنان بحقه في تثبيت حدوده البحرية واستغلال ثرواته الطبيعية في مياهه الاقليمية وفي منطقته الاقتصادية الخالصة لا سيما النفطية والغازية منها، مشيرا الى إنجاز إصدار القوانين الخاصة في هذا المجال والاستعداد لاطلاق المناقصات الخاصة بالتنقيب عن النفط والغاز.   

السابق
جاءكم الذئب
التالي
غليون يتفق مع رياض الأسعد على آلية تنسيق بين المجلس الوطني والجيش السوري الحر