أسماء الأسد… هل تشارك زوجها في القرارات المتعلقة بالبقاء ؟!

حتّى وقت قصير، كانت زوجة الرئيس السوريّ أسماء الأسد مصدر فخر للشعب، لِما أدخلته من نفحة عصريّة على الرئاسة الأولى، إلّا أنّ صمتها إزاء الأحداث المستمرّة في بلادها منذ عشرة أشهر، قسَم السوريّين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة.

أثار ظهور السيدة أسماء الأسد للمرّة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبيّة في منتصف آذار، إلى جانب طفلين من أولادها الثلاثة، وزوجها الذي تعهّد أمام حشد من مؤيّديه بالقضاء على "المؤامرة" التي يواجهها نظامه، جدَلاً واسعاً.

ويقول الخبير في الشأن السوريّ أندرو تابلر الذي عمل في العام 2003 مُستشاراً إعلاميّاً للجمعيّات الخيريّة التي ترأسها السيّدة السوريّة الأولى، إنّ ظهورها مع زوجها الأربعاء الماضي في ساحة الأمويّين في دمشق "يدُلّ على وقوفها إلى جانب زوجها وعلى توافقهما (…) من الواضح أنّها جزء من النظام".

من جهته، دوّنَ ناشط على موقع "تويتر" ساخراً: "ماما والأطفال جاؤوا ليصفّقوا لِـ بابا الطاغية"، فيما طالب مُدوِّن آخر بسحب الجنسيّة البريطانيّة من أسماء التي وُلِدَت وتلقّت دروسها في لندن، وكذلك من أفراد عائلتها "المتواطئين في ارتكاب جرائم حرب".
 وكان صمت السيّدة الأولى عن القمع الدامي للمُحتجّين المستمرّ منذ عشرة أشهر، أثار استياء المعارضين الذين وصفوها على لسان أحدهم على موقع تويتر بأنّها "ماري أنطوانيت العصر الحديث".

في المُقابل، لا يتوقّف المؤيّدون للنظام عن كيل المدائح لها. وكتب أحدهم على موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعيّ: "تستحقّين لقب السيّدة الأولى على مستوى العالم وليس سوريا فقط"، فيما كتب آخر: "خلفَ كلّ رجل عظيم امرأة، وخلف قائدنا العظيم عظيمة نساء الكون جميعاً".

ولطالما نُظر إلى أسماء الأسد (36 عاما)، إبنة طبيب القلب المرموق في بريطانيا فواز الأخرس والدبلوماسيّة السوريّة المُتقاعدة سحر عطري، على أنّها تُمثّل "الوجه اللطيف والعصريّ" للنظام السوريّ.

وقد استقبلت أسماء مع زوجها في السنوات الماضية شخصيّات عالميّة، بينها ملك إسبانيا خوان كارلوس وزوجته صوفيا، والمُمثّلين الزوجين براد بيت وأنجلينا جولي.

ويقول تابلر الذي وضع كتاباً عن النظام السوريّ بعنوان "في عرين الأسد"، أنّ أسماء "جزء مهمّ من جهاز العلاقات العامّة للنظام".

وقد صرّحت السيّدة الأولى خلال زيارة مع زوجها إلى باريس عام 2010 لمجلّة "باري ماتش" الفرنسيّة، أنّها اقترنت بالأسد لما يُجسِّد من "قِيم". ولم تتوانَ المجلّة الفرنسيّة عن وصفها يومذاك بأنّها "شعاع نور في بلد تسوده الظلمات".

أمّا مجلّة "فوغ" الأميركيّة، فقد اختارت لها صفة "وردة الصحراء"، إلّا أنّها عادت وسحبت المُقابلة معها عن موقعها الالكترونيّ، بعد اندلاع الحركة الاحتجاجيّة في سوريا في منتصف آذار الماضي.

وفي سوريا، كانت أسماء تُمثِّل للكثيرين أملاً واعداً بالحداثة في بلد عانى طويلا من العُزلة الدوليّة، وقد نُسِبَ إلى هذه السيّدة التي عملت في مصارف دوليّة في لندن دورٌ كبير في تحرير الاقتصاد السوريّ من النظام المُوجّه.

لكنّ هذه الصورة التي كانت سائدة عنها وعن زوجها "تحطّمت تماماً" بعد اندلاع الانتفاضة الشعبيّة في سوريا، بحسب تابلر الذي يصف أسماء بأنّها "ذات شخصيّة قويّة قادرة على فرض رأيها بظاهر لطيف".

وكان بشّار وأسماء الأسد يُشكِّلان رمزاً للتعايش بين الطوائف المُتعدِّدة في سوريا، إذ ينتمي هو إلى الأقلّية العلويّة فيما هي من عائلة سُنِّية. ومع سقوط آلاف القتلى جرّاء قمع الحركة الاحتجاجيّة، بدا كُلّ منهما مُنفصلاً عن الواقع.

وفي العام 2009 تحدّثت السيدة أسماء لشبكة "سي إن إن" التلفزيونيّة الأميركيّة عن أطفال غزّة ومُعاناتهم جرّاء العمليّة العسكريّة الإسرائيليّة على القطاع، مُستغربةً وقوع عمليّة كهذه في القرن الحادي والعشرين.

وقد استعاد ناشط سوريّ مُعارض أخيراً هذه المُقابلة قائلاً على موقع "يوتيوب" الإلكترونيّ: "توقّفي … ! أنتم تقتلون شعبكم". 

السابق
كبّارة: علق على تعيينات مصفاة طرابلس: وزير الطاقة جبران باسيل إرتكب مجزرة بحق أهل الشمال
التالي
استدعوها إلى مقابلة عمل فاغتصبوها