بان كي مون في لبنان لاختيار قائد جديد لليونيفيل.. فمن يكون؟

لقي القرار الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عشية زيارته لبنان، بتعيين الجنرال الإيطالي باولو دومينيك سيرّا، قائداً عاماً جديداً لـ»اليونيفيل»، ترحيب المراجع اللبنانية والدولية على حدٍ سواء، واعتُبر إقراراً من المجتمع الدولي بتميّز وحرفية القوات الإيطالية، وتفهّمها الوضع الجنوبي، من خلال ما يمكن اعتباره نموذجاً إيطالياً، فمن هو القائد العام الجديد لـ «اليونيفيل»؟

مصادر دبلوماسية وعسكرية ذكرت، إن توقيت مثل هذا القرار الذي سبق زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت اليوم الجمعة، يكتسب أهمية خاصة، على وقع التطورات الحاصلة في العالم العربي، لا سيما وإن بان سيتفقّد القوات الدولية الموقتة في الجنوب، ويلتقي قائدها الجنرال البرتو آسارتا، في ظل الإعتداءات التي استهدفت الكتيبتين الإيطالية والفرنسية في الأشهر الثلاثة الماضية، وإطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل.

كذلك يأتي القرار عقب انتهاء عضوية لبنان في مجلس الأمن، وتعاظم المشكلات التي يواجهها على حدوده الجنوبية والشمالية،واستمرار الحديث عن تمركز "القاعدة"، وخطف معارضين سوريين وتهريب السلاح، بينما لا تزال "اليونيفيل"، تواجه العقبات في إنجاز القرار الدولي 1701، وكان آخرها إعلان إسرائيل نيتها رفع جدار عازل على الحدود الجنوبية، فضلاً عن مواصلتها إنتهاك المجال الجوي.

وتظهر أهمية قرار بان بالنسبة الى إيطاليا من خلال البيان المشترك لوزارتي الخارجية والدفاع الإيطاليتين، من "أن أحد أهم أهداف السياسة الأمنية الإيطالية، التي تعتبر الراعي الرئيس للقوات الدولية التابعة للأمم المتحدة، هو الحفاظ على مستوى فعّال لوجودها العسكري في أزمة المناطق، والتأكيد على عزم إيطاليا ضمان مساهمتها الفاعلة في الخطوط الأمامية لتنفيذ القرار 1701، الذي يحدد ولاية ومهمات اليونيفيل".

وكان بان إختار في الثالث من الجاري، الفريق الأول الإيطالي باولو دومينيك سيرّا، قائداً لمهمة "اليونيفيل"، بعد انقضاء عامين على قيادة إيطالي آخر، هو الفريق الأول كلاوديو غراتسيانو، (ما بين 2007 و2010) وخلفا للجنرال الإسباني ألبرتو آسارتا كويفاس.

أما القائد الجديد، فهو أحد قادة كتائب الجيش الإيطالي الكبار، ورئيس أركان قيادة القوات في جبال الألب، وقائد القوة الدولية الإقليمية الغربية في أفغانستان، وهو شخصية قيادية تحمل على كتفيها سنيناً من الخبرة والتميّز.

وفي السيرة الذاتية، نجد أن سيرّا من مواليد عام 1956، وخدم طوال حياته المهنية والعسكرية في لواء "Alpini" (جبال الألب)، مذ تخرّج في العام 1979، كما شغل مناصب عدة داخل القوات الجبلية، وتابع دورات تدريبية.

وكان سيرّا كُلِّف برتبة نقيب، قيادة سرية القوة المضادة للدبابات، في الوحدة الإيطالية المحمولة، وفي الفترة الممتدة من كانون الأول 1986 وحتى آذار 1987، كان الرجل الثاني في البعثة الإيطالية إلى القارة القطبية الجنوبية،

مع فريق ENEA – MURST تحت عنوان "دليل ميداني مساعد". وهي التجربة التي لا يقوى كثير من الناس على تحملها أو القيام بها.

بعد ذلك، رقيّ إلى رتبة لفتنانت كولونيل، وتولى قيادة كتيبة "سوسا"، الرائدة في جهود الإغاثة والمهمات الإنسانية، حيث قاد حملة لإنقاذ المتضررين من الفيضانات التي ضربت شمال إيطاليا في بيدمونت في خريف عام 1994، ثم في كالابريا قاد فرقة لدعم القانون، ومكافحة الجريمة المنظمة في جنوب إيطاليا.

ورُفِّع سيرّا إلى رتبة عقيد في العام 1999، وقاد الفوج التاسع، في عملية دعم السلام في كوسوفو، بعد ذلك أصبح المسؤول عن مقاطعة Djacova وتولى رعاية السيطرة على الحدود بين البانيا وصربيا، والدفاع عن المواقع الأرثوذكسية الدينية، وضمان أمن الجيوب الصربية، الواقعة على تخوم القطاعات الألبانية العرقية، وبدأ سلسلة من الأنشطة المدنية والعسكرية لدعم جهود المنظمات غير الحكومية في المقاطعة.

من العام 2001 إلى العام 2003 خدم في ميلانو، وكُلف بمهمة خطط ACOS G3، وقدم إسهاماً في مشروع الدستور لفيلق الرد السريع للناتو، وأضحى المسؤول الأول عن التخطيط في حلف شمال الأطلسي، وقاد أفق التخطيط بنجاح. وفي عام 2003، عيّن مدير تنفيذي لرئيس هيئة الأركان في الجيش الإيطالي في روما، وقام بزيارات عدة إلى البلقان وأفغانستان والعراق.

رقيّ سيرّا إلى رتبة عميد في الأول من كانون الثاني 2005، وتولى منصب ملحق عسكري في السفارة الإيطالية في واشنطن. واعتباراً من كانون الثاني 2007، أصبح القائد الجديد للواء "جوليا المجيدة"، وفي 25 أيار 2008، تولى رئاسة هيئة أركان سلاح الناتو وقوة الإنتشار السريع في مقر حلف شمال الاطلسي في ميلانو.

وتسلّم في التاسع من تشرين الأول 2008، القيادة الإقليمية الغربية، والإمرة العسكرية لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وبين عامي 2008 و 2009، قاد سيرّا، لواء "جوليا المجيدة" في هيرات في أفغانستان، وفي 26 أيار 2009، ترك سيرّا أفغانستان، إثر تعيينه نائبا لقائد القوة الدولية في بعثة حلف شمال الأطلسي في بريشتينا، كوسوفو. أما في 23 تشرين الثاني 2011، قدم سيرّا، إلى القائد العام لحلف الناتو الجنرال الأميركي ديفيد ماكيرنان، إستقالته من إدارة "سمارت سيتي مالطا"، التابع لحلف شمال الاطلسي في أفغانستان، إعتبارا من 28 نوفمبر تشرين الثاني لأسباب شخصية. وجاءت إستقالته على خلفية الجدل السياسي القائم حول المشروع الذي يهدف إلى إيجاد فرص عمل لأكثر من 1000 وظيفة في إطار برنامج تكنولوجيا المعلومات.

الجنرال باولو سيرّا، حائز على درجة بكالوريوس في العلوم الأستراتيجية من جامعة تورينو (ايطاليا) وماجستير من كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي (بنسلفانيا).  

السابق
حلّة تجعل الشباب مسنّين!
التالي
ماروني: لكشف واعتقال السارقين والمعتدين على الكنائس في ابلح