ردود الفعل المحلية واللبنانية والدولية حول خطاب الرئيس بشار الاسد

الرئيس بشار الاسد

اكد الرئيس بشار الاسد على اولوية استعادة الامن في سورية، وقال، في خطاب امس:»لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه». واتهم قوى غربية لم يسمّها بالوصول الى «رأس الهرم في الدولة ليقولوا للمواطنين ان هذا الشخص يعيش في قوقعة لا يعرف ما الذي يحصل ويتهرب من المسؤولية» ورد بالقول: «خسئتم لست انا من يتخلى عن مسؤولياته».

شن الاسد هجوماً قاسياً على جامعة الدول العربية. وقال: «اذا كان بعض الدول يسعى لتعليق عروبتنا في الجامعة فنحن نقول: إنهم يعلقون عروبة الجامعة ولا يستطيعون تعليق عروبة سورية… يركزون أكثر على تعليق العروبة لكي يبقى اسمها فقط جامعة عربية، لكنها لن تكون لا جامعة ولا عربية وإنما ستكون جامعة مستعربة لكي تتناسب مع سياساتهم ومع الدور الذي يقومون به على الساحة العربية. وإلا كيف نفسر هذا اللطف غير المعقول وغير المسبوق مع العدو الصهيوني في كل ما يمارس وهذا الحسم والتشدد مع سورية؟».

وردت المعارضة السورية على الخطاب بدعوة المجتمع الدولي الى توفير الحماية للمدنيين. ووصف برهان غليون رئيس «المجلس الوطني السوري» الخطاب بـ «الخطير». وقال انه «قطع الطريق على اي مبادرة عربية او غير عربية لايجاد مخرج سياسي للازمة وتجنيب سورية ما هو اسوأ». ودعا الجامعة العربية الى رفع الملف السوري الى مجلس الامن.

ونفى رئيس «هيئة التنسيق السورية في المهجر» هيثم مناع ان تكون «الهيئة» بين القوى التي يحاورها الرئيس الأسد لتشكيل حكومة جديدة. ».                                                                                                                                                                                                     

أما لبنانيا فقد جاءت التعليقات مشابهة حيث رأى الرئيس سعد الحريري، عبر موقع "تويتر"، أنه "خطاب فارغ من أي جديد، وفي الواقع هو خطاب سخيف ومثير للسخرية، وهذا ما يُسمّى نكران الذات، فهو يكرر الحديث نفسه عن نظرية المؤامرة"، مضيفاً "سنحيي ذكرى 14 شباط وأتمنى أن أكون في لبنان قريباً".

وتعجب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لحديث الأسد لأكثر من ساعة "في كل شيء إلا في حقيقة الأزمة"، ورسمه لواقع "لا علاقة له بالواقع المعاش". وسأل "هل كل وسائل الاعلام في مختلف أنحاء العالم مشتركة في مؤامرة ضد الأسد؟"، مضيفاً: "لا أستطيع أن أفهم ما هي هذه المؤامرة التي تحرك على الأقل مئات الآلاف من السوريين منذ بدء الثورة؟".
لاحظت كتلة "المستقبل" أنّ ما جاء في خطاب الأسد "يوضح تجاهل النظام السوري حجم الأزمة السياسية التي يعيشها النظام وأهله، إذ إنّ العناوين الرئيسية للثورة السورية من حرية وعدالة وكرامة وتداول سلمي للسلطة" غابت عن خطاب الأسد.

ورداً على كلام الاسد، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: "من المثير الاشارة الى ان الاسد في خطابه وجه اصابع الاتهام الى مؤامرة خارجية واسعة الى حد انها تضم الجامعة العربية وغالبية المعارضة السورية وكل المجتمع الدولي". واضافت ان الاسد من جهة اخرى "يبدو انه ينكر بقوة اي مسؤولية لدور قواته الامنية نفسها" عن اعمال العنف في سوريا.

وقال نائب وزيرة الخارجية الاميركية وليم بيرنز الذي يزور انقرة حالياً لوكالة "الاناضول" التركية شبه الرسمية: "بات واضحاً الآن ان الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته… من الافضل الاسراع في عملية التحول السياسي الى الديموقراطية لمصلحة الشعب السوري والمنطقة"، معتبراً انه "اذا استمرت حال الغموض، فإن العنف سيستمر مما يشكل تهديداً اكبر للمنطقة بأسرها". واشاد بالطريقة التي تعاملت بها تركيا مع الأزمة السورية، واصفاً اياها بأنها "بناءة وايجابية"، مشيراً الى ان تركيا تمثل "نموذجاً مهماً" لدول الشرق الاوسط من حيث اقتصادها النشيط والديموقراطية القوية والاصول الاسلامية العميقة.

وانتقد ديبلوماسيون غربيون «البطء الروسي في تحريك عجلة المداولات حول مشروع القرار الروسي المتعلق بسورية في مجلس الأمن». وقال السفير الألماني بيتر فيتينغ تعليقاً على خطاب الرئيس السوري: «سمعنا الكثير من الوعود في الماضي ولكن ما يشكل فرقاً هو الأفعال وليس الأقوال». وفيما رفض السفير الروسي فيتالي تشوركين التعليق على مسار المداولات حول مشروع القرار الروسي، وصف ديبلوماسي غربي المناقشات بأنها «مجمدة على حرارة شديدة البرودة»، معتبراً أن «ذلك معيب».  

السابق
خطاب الأسد: الحرب مستمرة
التالي
النهار: اهالي المعتقلين في سوريا يطلبون لقاء بان وإعادة تظهير الملف وتشديد على مبدأ المحاسبة