لعنة مضيق هرمز

لا نريد أن نصف المناورات العسكرية الايرانية التي جرت في الخليج، الاسبوع الماضي، فنقول إنها مثل الألعاب النارية كما وصفها أحد الصحافيين! ولكن عندنا سؤال: هذه الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى التي لم تجرّب بعد هل تصنع في ايران أم أنها مستوردة، وإذا كانت مستوردة فأين تقع أهميّتها؟ وهل يمكن لدولة تحترم نفسها أن تهدّد بسلاح لا تنتجه؟ وعندما تشتريه فإنّ البائع يضع شروطاً على استعمالها؟.. علماً أنّ الايراني يدّعي أنها صناعة ايرانية كاملة، وهو ادعاء بحاجة الى إثبات.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية نعود الى مسلسل الأحداث حول مضيق هرمز، وأهمية هذا الممر المائي بالنسبة الى موضوع النفط.

وما نراه ونستغربه هو لماذا الإصرار الايراني على استفزاز الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا؟ وهل إنّ هذا الاستفزاز بسبب خسارة «حماس» في غزة وخسارة سوريا اليوم طبعاً؟ والأوضاع أصعب في المستقبل وما ينعكس عن سقوط النظام السوري على «حزب الله»… واستطراداً على ايران التي ستفقد نفوذها وأوراقها في هذه المنطقة!
 تذكرنا الصواريخ الايرانية بصواريخ عبد الناصر (الظافر والقاهر…) التي ثبت انها لم تكن أكثر من أشكال كرتونية وبلاستيكية لمجسّمات الصواريخ… وبالفعل عندما اندلعت الحرب وبدت الحاجة ملحّة الى تلك الصواريخ تبيّـن أنّ لا جدوى منها، وربّـما لا وجود حقيقياً لها، باستثناء النماذج التي كانت تعرض في العروض العسكرية شكلاً من دون مضمون.
وقد تذكرنا أيضاً بأسلحة صدّام حسين التي كان يرعب بها دولاً عربية وربما غير عربية. ولـمّا وقعت الواقعة لم يكن العراق في حال أفضل مع أسلحته من حال صواريخ عبد الناصر… وتبيّـن أنّ العراق يملك جيشاً غير مجهّز بأي تجهيز سوى بالإرادة الجيّدة التي لا تكفي لتصد أحدث وأعظم الاسلحة الهجومية في التاريخ منذ نشأته الى يوم غزو العراق.

في أي حال، إننا نصرّ على أنّ الجانب الايراني يلعب بنار مضيق هرمز… وهذا المضيق ليس مزحة، إنّه الممر الإجباري (حتى إشعار آخر) لنحو أربعين في المئة من استهلاك النفط العالمي… وهذا رقم لا يستطيع العالم أن يتساهل أمامه، والنفط هو اليوم السلعة الاستراتيجية الأولى في العالم.
وليس من باب المصادفة أن تعلن بريطانيا، أمس، عن رفضها المسّ بالمضيق محذّرة من إغلاقه، مشفعة كلامها الجاد بإيفاد بارجة حربية الى الخليج لتنضم الى الحليف الاميركي الذي لا شك في أنه لن يتساهل أمام التحرّش والتهديدات الايرانية.
يبقى أن نتساءل مرة جديدة: إذا كان الايراني واثقاً من نفسه بهذا القدر فكيف لم ينقذ بحارته الثلاثة عشر الذين احتجزهم القراصنة الصوماليون… وإذا كان شرّ البليّة ما يضحك، فإنّ شرّ البليّة المبكي بالنسبة للإيراني أنّ قوّة بحرية أميركية هي التي أنقذتهم وقد استحقت واشنطن شكراً علنياً من إيران. 

السابق
ماروني: كلام وزير الدفاع لم يكن مقنعا
التالي
الاسد: لا يوجد اي امر على اي مستوى لاطلاق النار على المحتجين