سلاح الداخل

ناح عسكري جديد كشف عن وجوده يوم أول من أمس النائب عن "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت.
"قوات الفجر" هي الجناح المقاوم للجماعة وهي اليد التي "ستدافع عن الوطن ضد الاحتلال الإسرائيلي وأي عدوان خارجي".. هكذا أعلن الحوت.
بسرعة، أعرب منسق قوى 14 آذار فارس سعيد عن قلقه من هذا الإعلان مؤكداً ان أي سلاح خارج إطار الدولة وتحت أي ذريعة هو سلاح مرفوض جملة وتفصيلاً.
ها نحن إذن نستعيد أيامنا وليالينا السوداء وعشية الستينيات وبداية السبعينيات حين انطلق سباق التسلح تحت عنوان مقاومة إسرائيل أو تحت عنوان الدفاع عن الصيغة اللبنانية.
تثير في دواخلنا هذه العناوين قلقاً ومخاوف كثيرة ليس أقلها الخوف على الدولة وليس أفظعها الخوف على الاستقرار.

انه سباق يفتح الباب أمام سباق تسلح داخلي عنوانه مواجهة العدو الإسرائيلي ولكنه سيكون مشرعاً أمام التقاتل الداخلي.
فالسلاح في أي يد كان، خارج إطار الدولة والشرعية سيجر صاحبه الى تصادمات عانتها بيروت والمناطق قديماً وحديثاً وسبّبت جروحا لم تندمل بعد.
والمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى إعادة التركيز على رفض منطق السلاح ونبذ الاحتكام له والعمل بسرعة على إخراجه من المدن تمهيداً لوضعه في تصرف الدولة.
لم تضعف ذاكرة اللبنانيين بعد وهم إذ يتذكرون اليوم كيف انحرف السلاح في السوابق واستعمله اللبنانيون ضد بعضهم البعض، يكادون يشتمون النضال والمناضلين.
ان أقوى سلاح في مواجهة إسرائيل هو سلاح الوحدة الوطنية، سلاح بناء الدولة والتنمية والديموقراطية والعدالة.
  

السابق
سورية من دون التدخل الخارجي
التالي
زلزال بشدة 6,6 درجات يضرب جزر سولومون في المحيط الهادئ