الحرب على الأبواب?

قد تنفجر الحرب من مضيق هرمز. فالتحرّكات الجارية في تلك البقعة الاستراتيجية لا يمكن أن تكون عبثية ومجانيّة. وما تراه إيران حقاً لها بموجب الجغرافيا تراه واشنطن حقاً لها بموجب قانون القوة التي ازدادت فعلاً وبروزاً مع أحادية القطب العالمي الذي مازال ينتفخ منذ حتى ما قبيل سقوط الإتحاد السوفياتي، إلى أشهر قليلة خلت عندما إرتأت موسكو أن الطريق لاستعادة الدور القطبي المفقود بدا سانحاً من خلال دعم الحكم في دمشق، فحالت دون إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين سوريا، والتحق بها قطب آخر من الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية (الصين) إضافة الى بلدين مهمين: الهند في آسيا والبرازيل في القارة الأميركية.

ولم يكن أمراً بسيطاً أن تنذر إيران الولايات المتحدة بضرورة عدم إعادة حاملة طائراتها عبر المضيق. ومع أن العالم كلّه يعرف حقيقة ميزان القوى في العالم. خصوصاً بين طهران وواشنطن إلاّ أن توجيه الإنذار وتكراره يدعوان الى التساؤل عمّا إذا كان في الأفق قرار متخذ بنشوب الحرب العالمية الثالثة «الموعودة» منذ أواسط خمسينات القرن العشرين الماضي والتي تتضافر ظروف إنضاجها العسكرية والإقتصادية بعدما أخذ النظام الرأسمالي المتوحش بالسقوط إثر سقوط الشيوعية الدولية منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي. خصوصاً بعدما كشفت الأزمة المالية العالمية، التي انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية قبل ثلاث سنوات، عن هشاشة النظام الرأسمالي الذي كان يسير عليه النظام المعروف بـ «الحر» بزعامة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في الغرب واتباعها في سائر انحاء العالم.

والذين يتابعون الدراسات والأبحاث والتقارير العالمية يعرفون ان الموعد المضروب للحرب هو ما بين شهري آذار وأيار المقبلين. أما السيناريوهات فمختلفة سواء لجهة الطرف الذي سيبدأ بالضغط على الزناد: فهل تكون الطلقة الأولى إيرانية أو أميركية أو يدخل طرف ثالث فيولّعها من حيث يدري أو لا يدري، وفي هذا السياق ورد في خلاصة تقرير أوروبي غربي الآتي: «توقعوا الحرب عندما ترون قوات الأسطول الأميركي الخامس قد أخلت مقرها في القاعدة البحرية في البحرين»، وأمّا شرح ذلك فلأنّ تلك القاعدة تحت مرمى سلاح إيران الصاروخي العادي وليس ضرورياً أن يكون طويل المدى ولا حتى متوسطه.

وسواء أكانت هذه السيناريوهات دقيقة منطلقة من دراسات عسكرية رصينة، أم كانت «خفيفة» منطلقة من تقديرات بعيدة عن الواقع، فمن المهم أخذها في الاعتبار في بلد مثل لبنان أوضاعه كما نعرف!
والسؤال: هل أن المسؤولين عندنا يعون هذه الحقائق ويحسبون لها أم أنهم عنها غافلون؟!  

السابق
وزارة الداخلية العراقية تعتذر من الشعب بشأن ممارساتها في عهد صدام حسين
التالي
طلب نقودا.. فتلقى فأرا !!