وجهت الجمعية الدولية للمحافظة على صور ومؤسسة صور خلال انعقاد الجمعية العمومية في مقر الأونيسكو في باريس نداء الى السلطات اللبنانية، ناشدت فيه تجميد ما تبقى من أشغال في أوتوستراد الجنوب والأخذ في الاعتبار المخطط البديل لمسار الأوتوستراد حفاظاً على آثار مدينة صور ومحيطها.
وطلبت من وزير الثقافة غابي ليون تسليم الخارطة الأركويولوجية لمدينة صور وجوارها للأونيسكو ولجنة التراث العالمي، كما دعت وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي وسفارة فرنسا في لبنان الى وقف الأعمال الجارية في مرفأ صور ضمن مشروع CHUD البنك الدولي لأنها تهدد بطمس إرث المدينة التاريخي العريق.
عقدت الهيئة العامة للجمعية الدولية لحماية صور، واللجنة الفرنسية المنبثقة منها ومؤسسة صور اجتماعها السنوي بمقر الأونيسكو في باريس، برئاسة وزير الخارجية الفرنسية الأسبق هيرفيه دوشاريت، وتقدم الحضور رئيسة فرسان مالطا لبنان الأميرة فرانسواز دو بوربون بارم دو لوبكوفيتش، والأمينة الدائمة للأكاديمية الفرنسية هيلين كارير دنكوس، وعضو المجلس الدستوري الفرنسي جاكلين دو غينشميت، وعضو مجلس الدولة الفرنسي مسؤولة التعليم العالي في الاتحاد من أجل المتوسط ميشال جاندرو ماسالو، ومساعدة المدير العام السابقة لقطاع الثقافة في منظمة الأونيسكو فرانسواز ريفيير، والبارونة جاكلين دو بوليو، والسفير بول بلان، والسفير برنار دورين، وعدد من علماء الآثار والباحثين وجمع من أصدقاء صور. وقد جاءت مشاركة هذه الشخصيات المرموقة التي مثلت مؤسسات فرنسية ودولية عريقة، لتؤكد الثقة بعمل الجمعية المستمر منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
استهل اللقاء بالوقوف دقيقة صمت على روح العضوين في الجمعية جان لوكلان الأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية والأرشيدوق أوتو فون هابسبورغ، ثم قدمت مها الخليل الشلبي تقريراً عن نشاطات الجمعية خلال العام 2011، فتناولت المخاطر الناجمة عن الأشغال القائمة في صور والتي تهدد بوضع المدينة على "قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر" في حال لم تتخذ السلطات اللبنانية التدابير اللازمة في شكل عاجل.
وفي أعقاب الجمعية العمومية صدرت توصيات عدة، وكان إجماع على إطلاق نداء دولي لتعديل مسار أوتوستراد الجنوب في منطقة صور الغنية بالمواقع الأثرية.
وناشدت الجمعية العمومية السلطات اللبنانية وقف الاستملاكات في شكل فوري، وتجميد ما تبقى من أشغال في أوتوستراد الجنوب ريثما تظهر نتائج الخارطة الأركيولوجية التي طالب بها الخبراء الدوليون المنتدبون من الأونيسكو، والأخذ في الاعتبار المخطط البديل للمسار الذي اقترحه المهندس المسؤول عن وضع دراسات هذا الأوتوستراد نزولاً عند تكليف من جمعيتنا.
كذلك دعت الجمعية العمومية وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي والسفارة الفرنسية في لبنان الى وقف الأعمال الجارية في مرفأ صور ضمن مشروع CHUD البنك الدولي، لأنها تهدد بطمس إرث المدينة التاريخي العريق.
وطلبت من وزير الثقافة غابي ليون تسليم الخارطة الأركيولوجية لمدينة صور وجوارها، والتي تطالب بها الأونيسكو ولجنة التراث العالمي منذ أكثر من عشرة أعوام عبر قرارات متتالية.
ونوّهت ميشال جاندرو وماسالو بالجهود التي تبذلها الخليل الشلبي، ووصفها بأنها "النموذج الحي الذي نأمل في رؤيته ينمو في أماكن أخرى"، وأكدت لها دعم الاتحاد من أجل المتوسط خاصة لمشروع إنشاء معهد للدراسات الكنعانية والفينيقية والبونية في بيروت، المقرر إقامته بالتعاون مع إحدى الجامعات اللبنانية المرموقة والمنظمة الدولية للفرانكوفونية والجامعة الأورومتوسطية EMUNT وكذلك وعدت كارير دنكوس بأن تقدم الأكاديمية الفرنسية دعمها لإنشاء هذا المعهد.
يذكر أن التخطيط الحالي لأوتوستراد الجنوب يهدد سور الاسكندر الكبير في مدينة صور، كما يهدد القناة الرومانية الشهيرة.
وكانت "المستقبل" أثارت موضوع آثار صور وملاحظات مؤسسة صور والجمعية على المشاريع القائمة في المدينة ومنها تأهيل مرفأ صور التاريخي ضمن مشروع البنك الدولي أكثر من مرة كان آخرها تحقيق مفصل عن المخاطر المحدقة بآثار المدينة التاريخية تضمن لقاء مع مها الخليل الشلبي التي حذرت من وضع صور على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
