درع رئاسة الحكومة للجنرال أسارتا

كد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن «مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) لن تكون منجزة قبل تسليم الجيش اللبناني المسؤوليات للحفاظ على الأمن»، مشدداً على «أن هذا الأمر يتقدم في الإتجاه الصحيح، من خلال التعاون الممتاز بين يونيفيل والجيش اللبناني».

وأضاف ميقاتي أمام قائد القوات الدولية الجنرال ألبرتو أسارتا: «اكرر ما قلته عندما زرت الجنوب وقدمت التحية لذكرى الجنود الشجعان، من بين أصدقائكم، الذين أصيبوا بجروح أو الذين ضحوا بحياتهم لجعل هذه المهمة ناجحة». وقال: «عزيزي الجنرال أسارتا، جئتم من بلد يشتهر بتاريخه وبتراثه، وكان لبنان دائماً على صداقة وطيدة معه. أشكرك مجدداً وسنكون دائماً ممتنين لما أنجزته بالنسبة الينا».

من جهته، أكد أسارتا «أن قيادة الرئيس ميقاتي في تعزيز التفاهم والتعاون في لبنان ستعزز جهود القوات الدولية في تحقيق أهداف القرار الدولي الرقم 1701».
 ورأى «أن زيارة ميقاتي لجنوب لبنان، بعد وقت قصير من تولّيه منصبه شكّلت رسالة دعم قويّة للقوات الدولية»، مؤكداً «أن كل نشاطات يونيفيل في خدمة السلام والأمن في جنوب لبنان ما كانت لتُنفّذ لولا تعاون الجيش اللبناني، الّذي برهن مراراً وتكراراً، وعلى رغم العوائق، عن حرفيته والتزامه الكبير بتنفيذ القرار 1701».

وأضاف: «غداة حرب تمّوز (يوليو) 2006، عمد مجلس الأمن في قراره الرقم 1701 إلى تعزيز ولاية يونيفيل وعديدها بشكل كبير. وبعد مضيّ أكثر من خمس سنوات على اعتماد القرار، تحسّنت الظروف جدّاً على الأرض، كما أن الأطراف جميعاً قد حافظوا على وقف الأعمال العدائيّة واحترام الخط الأزرق بشكل عام، وتمّ تحقيق عدد من الأهداف التي حددها القرار، وأدّى ذلك إلى ما سمّاه الأمين العام ومجلس الأمن بـ «البيئة الاستراتيجيّة الجديدة» في جنوب لبنان»، لافتاً إلى «اثنين من الانجازات على وجه الخصوص أوّلهما ما شهدناه من تحسّن كبير في بناء الثقة بين الطرفين، ويعود ذلك إلى حدّ كبير إلى تدابير الارتباط والتنسيق الشاملة التي وُضعت من خلال يونيفيل، لا سيّما منها المنتدى الثلاثي».

وتابع اسارتا: «أمّا ثاني هذه الانجازات، فيتمثّل بتعزيز الشراكة الفعالة بين الجيش ويونيفيل والزيادة الكبيرة في النشاطات المشتركة، التي تشكّل اساس النجاح في تنفيذ القرار 1701، كما سبق لمجلس الأمن أن أشار اليه مرّات عدة. غير أنّ التنفيذ التام للقرار يواجه تحديات استراتيجيّة»، علماً أن «العديد منها خارجٌ عن نطاق «يونيفيل». وأوضح ان «أهمّ هذه التحديات يكمن في تحقيق التقدّم نحو وقف دائم لإطلاق النار والتوصّل إلى حلّ طويل الأمد للنزاع».

وأشار اسارتا الى انه «على رغم تحقيق خطوات بارزة في النقل التدريجي للمسؤوليّات من يونيفيل إلى الجيش اللبناني ضمن إطار الحوار الاستراتيجي الجاري، فإنّ قدرات الجيش، البريّة منها والبحريّة، لا تزال بحاجة إلى تعزيز قبل أن يتمكّن الجيش من الاضطلاع بشكل فعّال بالأنشطة والمسؤوليّات المتّصلة بالقرار 1701 في منطقة العمليّات».

ولفت اسارتا الى انه «في نهاية المطاف، ترتبط استراتيجيّة خروج يونيفيل بقدرة الجيش على ضمان الأمن والاستقرار في جنوب لبنان وفي المياه الإقليميّة اللبنانيّة. ولهذه الغاية، من الضروري أنّ تبذل الحكومة اللبنانيّة أقصى ما بوسعها، وأن يواصل المجتمع الدولي دعمه للجيش اللبناني». أمّا اليوم، فأودّ أن أتقدّم بشكر خاص من العماد جان قهوجي وجنوده، تنويهاً منّي بالدور الّذي يضطلعون به كشريك أساسي لنا في تأديتنا لواجباتنا».

وقدم ميقاتي درع رئاسة الحكومة للجنرال أسارتا وأقام له مأدبة غداء تكريمية. 

السابق
باراك يرفض التدخل الخارجي في سورية!
التالي
عرسال.. عرس بلا قرص