الانباء: إقرار مراسيم النفط والتحدي في تعيين الهيئة الناظمة لها وعون يقرر مواجهة رئيس الحكومة في كل الملفات

ملف تصحيح الاجور بقي في ارجوحة مجلس الوزراء ومجلس شورى الدولة، والتعيينات لن تبصر النور قريبا كما يبدو، بعد صدمة العماد ميشال عون بمشروع الوزير شربل نحاس في موضوع الاجور، وتوجهه نحو مواجهة الرئيس نجيب ميقاتي في كل ملف مطروح.

وهنا ثمة كلام عن امتداد الخلاف حول رئاسة مجلس القضاء الاعلى الى رئاسة مجلس ادارة تلفزيون لبنان وربما لاحقا الى رئاسة الهيئة الناظمة للنفط والغاز. الحسم الوحيد الذي توصل اليه مجلس الوزراء في اجتماعه برئاسة الرئيس ميقاتي، كان في موضوع المراسيم التطبيقية لقانون التنقيب عن النفط المدعوم من رئيس مجلس النواب نبيه بري، اما تصحيح الاجور فقد غاب عن الجلسة لأن الوزير نحاس لم يرفع قرار مجلس شورى الدولة الى الحكومة، والسجال حول بلدة عرسال وتصريحات وزير الدفاع فايز غصن حول القاعدة في عرسال، غاب ايضا بسبب غياب وزير الدفاع عن الجلسة.

وقد هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانيين بصدور المراسيم التطبيقية للتنقيب عن النفط في لبنان، املا ان تكون الخاتمة سعيدة، وقال في تصريح له امس، لقد دخلنا الآن مرحلة التلزيم ويجب ان نكثف الجهود لنعوض ما ضاع من وقت في السابق.

وزير الطاقة جبران باسيل اعتبر بدوره انه مع اقرار المراسيم التطبيقية نكون قد عبرنا محطة أساسية في رحلة البحث في النفط بعد المحطة المتمثلة بصدور القانون عن مجلس النواب.

ورأى باسيل ان التحدي الجديد الآن، يكمن في تعيين الهيئة الناظمة للقطاع النفطي خلال شهر كحد أقصى، واطلاق المناقصات المتعلقة بشركات التنقيب في خلال ثلاثة أشهر.

وفي معلومات لـ «الأنباء» ان رئاسة هذه الهيئة ستدخل دائرة التعيينات الرئيسية المختلف عليها بين السياسيين، وضمن الطروحات المرجحة ان يجري اعتماد المداورة الطائفية بشأن الهيئة النفطية كحل منطقي يبعد الصراعات الطائفية عن الانغماس في هذا الحقل المدرار لمصلحة كل لبنان.

واستبعدت حتى الآن فكرة المناطقية في هذا الشأن، كأن يتولى إدارة المرفق النفطي، شخص او اشخاص ذوو اختصاص من المحافظة التي تتبع اليها حقول النفط الموعودة، على اعتبار ان النفط ثروة وطنية ولا تخص بقعة الارض التي يتواجد فيها، كما هي حمايته، في الداخل او في الخارج شأن وطني بديهيا.

من جهة أخرى، الرئيس ميشال سليمان مهتم بلملمة الوضع الداخلي وبعدم تعريضه للتأثيرات الخارجية.

وينقل زوار سليمان عنه تمسكه بالدعوة للحوار ومواصلة النقاش حول المسائل الخلافية بحيث يمكن ان يفتح الحوار ثغرات في جدران المواقف الجامدة.

وبالعودة الى الجلسة الحكومية الاولى عام 2012، فإن رئيس الحكومة دعا الى معالجة الاحداث التي تثير ردة فعل بين اللبنانيين تحت سقف المصلحة اللبنانية، وكأنه هنا يشير الى تصريحات الوزير غصن والنائب سليمان فرنجية المصرين على صحة معلوماتهما حول عرسال والقاعدة، بمعزل عن انتفاء الدليل الملموس، لافتا ـ اي الرئيس ميقاتي ـ الى انه لا مصلحة لأحد بتظهير المشهد اللبناني على انه مربك، وهو ليس كذلك والحكومة تعي اهمية تعزيز الساحة، مشيرا الى ان مصلحة لبنان ان تناقش هذه الامور في الاماكن التي يجب ان تناقش ضمنها، ورأى انه من المفيد عدم اقحام القضايا الامنية بالامور السياسية. واكد ميقاتي ضرورة الاهتمام بالقضايا الداخلية التي لن تشغل الحكومة عن متابعة المستجدات الحكومية، وقال: ان الحكومة لا يمكن ان تكون فاعلة ومسؤولة الا اذا كانت متعاونة ومتجانسة ومتضامنة، بالتعاون مع السلطات الدستورية الاخرى. وشدد ميقاتي على ان التعاطي مع الشؤون العامة يتطلب تضامنا وطنيا.بدوره، سئل النائب زياد اسود عضو كتلة الاصلاح والتغيير عن صحة القول ان ثمة قرارا من العماد عون بعدم المهادنة مع الرئيس ميقاتي بكل الملفات المطروحة، فأجاب: المسألة ليست مسألة مواجهة عبثية، مسألة مناهج سياسية وادارية مختلفة ستكون هناك تباينات وانا من القائلين ان الرئيس ميقاتي لا يتخذ قرارا، ومازلت على موقفي، وان شاء الله اكون غلطانا.

وقال لاذاعة «صوت لبنان»: ليس المطلوب فتح معركة مع الرئيس ميقاتي كل صبح وكل مساء، انما نحن نريد الانتقال مع هذه الحكومة من واقع مرير الى واقع افضل، فترك الامور كما هي تعني ابقاء لبنان في الثلاجة، ريثما تتبلور الامور، الرئيس ميقاتي ينتظر ما يدور حولنا، ونحن في كتلة التغيير لا نريد ان ننتظر، هناك واد بيننا وبين الرئيس ميقاتي.

لكن نائب تيار المستقبل معين المرعبي اتهم حزب الله كطرف وحيد يمتلك السلاح بالوقوف وراء الاعمال الامنية المتنقلة.

وقال ان اتهامات وزير الدفاع فايز غصن ضد عرسال تعوزه الاثباتات والادلة والقرائن، وهي تكررت ضد عدد من المناطق التي فيها اغلبية سنية، ونأسف لقول ذلك، ولم نعد نتقبل قتل القتيل والمشي بجنازته.

واضاف: قاعدة او غير قاعدة لا وجود لها في بلدنا، واذا استخدمنا بعض الاطراف الدينية لنقول انهم يمثلون فكر القاعدة فهذا نوع من الاستغباء، وهو تغطية للعملية التفجيرية التي حصلت في دمشق والتي قام بها النظام الذي عودنا عليها من خلال مخابراته عنده وعندنا، والتي طلب ابلاغها الى فريقه في لبنان وتولى وزير الدفاع طرحها في الاعلام.

المكتب السياسي لحزب الكتائب الذي اجتمع برئاسة الرئيس امين الجميل توقف امام ما وصفه بالضياع الذي تعيشه الاجهزة الامنية على حد سواء، ما ادخل البلد في سجالات خطيرة وعديمة المسؤولية تكشف لبنان وتعرضه لمزيد من التدخلات الخارجية وتفتح ساحته على المجهول عوض ان تسعى، كما يمليه عليها واجبها، الى تحصين الساحة الداخلية.  

السابق
الراي: ملفات ملغومة في جعبة بان كي مون إلى بيروت: المحكمة والترسيم مع سورية وسلاح الميليشيات
التالي
لا وجود للقاعدة في لبنان