علاقة جنبلاط مع حزب الله عادت إلى الصفر

مثّلت المواقف والتصريحات النارية الأخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيما خصّ الوضع السوري، إحراجاً كبيراً لحلفائه وتحديداً لـ «حزب الله»، الذي يُنظر إليه على أنّه عرّاب جنبلاط لدى القيادة السوريّة. 
مصادر «حزب الله» كشفت عن أنّ العلاقة مع وليد جنبلاط شبه مقطوعة وهي تقتصر حالياً على لقاءات على المستوى القيادي بين غازي العريضي ووائل أبو فاعور، لافتةً في هذا السياق الى أنّ «جنبلاط طلب أكثر من مرّة موعداً للقاء السيد حسن نصرالله، لكنّ الأخير رفض، على خلفية المزاجية الجنبلاطية التي تميّز مواقفه من الأوضاع التي تتخبّط بها سوريا».

ويمكن القول، حسب المصادر، إنّ علاقة النائب جنبلاط مع حزب الله عادت إلى الصفر، ومع سوريا إلى ما دون الصفر، ولكن من دون مواجهة علنية في الوقت الحاضر على الأقل. إلّا أنّ الغالبية الحالية ستظلّ تراوح مكانها في ظلّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي يتمسّك بها الزعيم الدرزي.

وكشفت مصادر «حزب الله» بناء على معلومات حصلت عليها «أنّ زعيم المختارة قبض من القطريين منذ أسبوعين مبلغاً مالياً بقيمة 150 مليون دولار بهدف إشعال الجبهة النارية مجدداً تجاه نظام الأسد»، وهذا ما أثار غضب الحزب، الأمر الذي أدى الى فتور يعتري علاقته بالزعيم الدرزي، وإيصاد الأبواب نهائياً في وجهه.

إلّا أنّ مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» نفت نفيا قاطعا هذه المعلومات الهادفة إلى ضرب صدقية النائب جنبلاط، مذكّرة بأنه أول من أعلن تأييده للثورات في العالم العربي وتحديدا في سوريا، وبالتالي موقفه الأخير ينسجم مع طبيعة مواقفه السابقة، ومن الطبيعي أن ترتفع هذه الوتيرة مع رفض النظام التجاوب مع الدعوات إلى الإصلاح ووقف القتل المتمادي.

يعتقد الحزب، على حدّ قول المصادر، أنّ جنبلاط أصبح خارج الائتلاف السياسي، لا خارج الغالبية النيابية الحالية، ويقول إنّ الاتصالات المباشرة وغير المباشرة معه صارت نادرة للغاية منذ آخر لقاء جمعه بنصرالله في 13 تشرين الأول، عشيّة مقابلته التلفزيونية على محطة المنار والتي هاجم فيها جنبلاط نظام الرئيس بشّار الأسد.

يتزامن توجّس «حزب الله» من جنبلاط مع الأصداء التي خلّفتها أحاديث فيلتمان في بيروت، وتركّزت على تأكيد واشنطن أنّ الرئيس السوري يوشك على السقوط، وأنّ نهاية نظامه حتمية، لكنّ المهلة المرجّحة لهذا السقوط غير واضحة بعد، إذ قد تستغرق شهوراً، ولا تقدير محدّداً للوقت، ولا كذلك لكيفية انهيار النظام.

عند تقاطع هذه المواقف تقول المصادر إنّ «حزب الله» قرأ تصاعد نبرة جنبلاط مرجّحا أن تكون قد تأثرت ببعض ما قاله صديقه الدبلوماسي الأميركي، وخصوصاً حيال ما يجري في سوريا، ويعتبر الحزب أنّ جنبلاط وجّه إليه إشارات متناقضة، بعد توقّعه سقوط نظام الأسد، وقد أرسل إليه رسالة تعكس اختلافاً في مقاربته للوضع السوري، وهي أنه يعتقد بأنّ هذا النظام باق إلى أمد آخر، وأنّ الرئيس السوري لن يسقط.

يلتقي «حزب الله» وسوريا، حسب المصادر، على أنّ جنبلاط لم يعد معهما، وأنه عاد إلى قوى 14 آذار، ويقول الحزب إنه فقد الأمل في إعادة ترميم الثقة به، لكنه لن يدخل في خلاف علنيّ معه، ويعرف أنّ هواجسه الحالية هي مصير النظام في سوريا وقانون الانتخاب في لبنان. وبمرارة ينظر السيد نصرالله الى «البيك»، لأنه صدّق الزعيم الدرزي عندما صحب نجله تيمور معه مرّة إلى دمشق، ومرّة إلى حارة حريك، بذريعة تدريبه على العودة إلى الجذور في الارتباط بالقومية العربية.

وتشير المصادر الى أنّ «دمشق لن تتدخّل في علاقة جنبلاط بحزب الله، وتترك للأخير أن يقرّر واقع العلاقة معه في ضوء تقديره للمصلحة الوطنية وحماية المقاومة، إلّا أنّها قطعت الاتصال به تماماً، مؤكّدة أنّ الأسد لن يستقبله، ولن تكون مهمّة موفده إلى دمشق، الوزير غازي العريضي، سهلة من الآن فصاعداً».

وتتابع المصادر مضيفة بالقول: «رغم معرفة جنبلاط بالـ «برودة الشديدة جداً» التي تطبع علاقته بدمشق منذ ما قبل المقابلة التلفزيونية، بسبب موقفه من النظام وتأييده المعارضة، استخدم لقاءه بنصرالله، ثم ظهوره على تلفزيون حزب الله، كي يدلي بمواقف عدّتها سوريا مسيئة إليها».
 

السابق
إدعت مواطنة على اشخاص سلبوا سيارتها وطلبوا 15 الف دولار لاعادتها
التالي
ناظم الخوري: نتمنى تجاوب القيادات السياسية مع دعوات جمع الشمل اللبناني