السنيورة: الكلام عن “القاعدة” يقصد منه التشهير بلبنان وتاريخ “تيار المستقبل”

عقد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ندوة صحافية في مكتبه في الهلالية في صيدا، إثر استقباله وفدا من منسقية "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب تقدمه المنسق العام في الجنوب الدكتور ناصر حمود.

واعتبر أن "الكلام عن وجود القاعدة في لبنان غير صحيح وغير مسؤول، ويقصد منه ليس فقط التشهير بلبنان ولكن ايضا التشهير بمواقف تيار المستقبل ومحاولة وصمه بأنه يؤوي القاعدة. أنا أجزم بأن ليس هناك قاعدة ولا سيما ان هذا الامر هو ما نفاه فخامة الرئيس ودولة الرئيس واكثر من جهة امنية في لبنان، وبالتالي هذا القول اعتقد انه يراد به التشهير بلبنان ومحاولة استعمال هذه الادعاء من اجل استخدامه من النظام السوري لتصوير ما يجري في سوريا بأنه من عمل القاعدة، ونفي ان هذه انتفاضة شعبية سورية تطالب باستعادة الكرامة وتوسيع المشاركة السياسية وبالعدالة وباحترام حقوق الانسان والحريات، هذا هو حقيقة الامر الذي يجري في سوريا".

وقال: "من أراد ان يتهم تيار المستقبل بهذا الامر بطريقة او اخرى بأنه يؤوي أناسا من القاعدة، كلامه باطل ولا أساس له من الصحة لا من قريب ولا من بعيد، والاكثر من ذلك، ان تاريخ الاداء لدى تيار المستقبل منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري يشهد على الموقف المعتدل والدفاع الثابت من تيار المستقبل وقيادات المستقبل عن الاعتدال وليس عن التطرف، لنذكر ماذا كان عليه موقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في نهاية عام 99 وبداية عام 2000 عندما جرت محاولات من بعض الاشخاص في منطقة الضنية، وكيف وقف الرئيس الشهيد حازما حاسما في موقفه، ويومها كان في المعارضة وعلى أعتاب انتخابات، ومع ذلك وقف وقفة مبدئية برفض التعدي على الدولة اللبنانية وبرفض أن يكون هناك من يلعب بالامن في لبنان، هذا الموقف التاريخي الذي وقفه الرئيس الحريري يثبت المسار الذي تتبعه تيار المستقبل في هذا الشأن. كذلك جرت أحداث في بيروت كان للرئيس الحريري موقف واضح منها، نذكر أيضا عندما حدثت الافعال الجرمية في 11 أيلول في اميركا عام 2001، كيف كان موقف الرئيس الحريري وتيار المستقبل شاجبا ومدينا لهذا الموقف، كذلك في الموقف الذي وقفناه عام 2007 عندما جرت الاعتداءات على الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد وما حوله وكيف أنه جرى الطلب من الحكومة اللبنانية التي كنت أرأسها الا يكون لها اي موقف، بل على العكس وضع لنا ما يسمى خطا أحمر على اي موقف تتخذه الحكومة اللبنانية والقوى الامنية والعسكرية اللبنانية، وكيف اننا رفضنا هذه الادعاءات وهذه المواقف وهذه الخطوط الحمر التي حاول البعض ان يرسمها للدولة، وكيف حزمت الدولة موقفها وبالتالي تصدت لتلك الاعتداءات".

وأضاف: "نقول لكل المسؤولين، بدلا من ان تقوموا بنشر الادعاءات، ليقم الجيش الذي لدينا كل الثقة به، وهو جيش لبنان الوطني، بالدفاع عن هذه البلدات والقرى في كل المناطق اللبنانية. موقفنا واضح وصريح في عودة الدولة وسلطتها على كل الاراضي اللبنانية، وان لا يكون هناك أي سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية، وعندما نقول ذلك لا نتخلى عن موقفنا المبدئي ضد اسرائيل".

وقال ردا على سؤال: "عندما يكون لوزير الدفاع معلومة معينة أو تصله وشاية او إخبارية، فعليه أن يتولى الامر ويحقق فيه ويتخذ اجراءات ويرسل الجيش، بدل أن يتندر ويدلي بتصريحات وكلام على عواهنه، ولا سيما اذا لم يكن لديه أي اثبات كما تبين، بل في حقيقة الامر كانت عملية تقديم هدية للنظام السوري كي يستعملها في تقديم شكوى. وفي هذا الامر، لقد اساؤوا ليس فقط الى لبنان، بل الى كل مواطن، لان هذا الامر له انعكاسات هائلة وسيئة على لبنان، وعندما ننبري للدفاع عن فئة من لبنان او عن قرية او بلدة، إنما ندافع في هذا المجال عن كل لبناني ومستقبل كل لبناني".

وسئل عن الوضع الامني في صيدا فأجاب: "نريد للدولة ان تمسك وحدها بالامن في كل المناطق وفي مدينة صيدا القديمة والجديدة، وبالتالي نرفض أي عمل يؤدي الى الاخلال بالامن في صيدا، وبالتالي نريد صيدا، ولا سيما صيدا القديمة، لؤلؤة وجوهرة تاريخية يمكن أن تكون جاذبة للسياحة الداخلية والسياحة من كل أنحاء العالم، ونرفض أن يكون الأمر مادة لكي يحاول أن يقدم بعضهم هدايا للنظام السوري، فيصور مدينته على انها مرتع لعناصر القاعدة، وهذا غير صحيح. هناك من يعتدي على الامن في صيدا، وواجب الدولة أن تمارس سلطتها الكاملة على صيدا كما على كل المدن والبلدات في لبنان، والسيدة بهية الحريري وأنا نتواصل مع السلطات العسكرية والامنية من أجل أن يكون هناك مخافر في المدينة تمنع استغلال البعض للوضع الامني، وبالتالي للازقة والزواريب التي يصار فيها الى زعزعة الامن والاستقرار".

وردا على سؤال عن استحداث مخافر في صيدا القديمة قال: "هذا الامر صار قاب قوسين او ادنى، كان لي لقاء مع رئيس البلدية وأكد لي أن الامر صار في طور التنفيذ، وكنت قد استقبلت العميد طبيلي وتابعت هذا الموضوع، والسيدة بهية تتابع هذا الشأن حتى يصار الى اتمام هذا الامر".

ورأى أن "موضوع تصحيح الاجور كان تجربة أليمة وسيئة، لان هذا الأمر ليس مكانا لاجراء التجارب ومحاولة التذاكي، المسألة يجب ان تكون واضحة بداية بان الحكومة لا تستطيع ان تخالف التشريع الذي حدد لها مجالات التدخل في بلد يعتمد هذا التعاقد الحر بين أرباب العمل والعمال، وبالتالي حدد لها التشريع الذي صدر عن مجلس النواب المجال في تصحيح الاجور وليس في تعديلها أو زيادتها أو في ادخال قضايا خارجة عن موضوع الاجور مثل قضية بدل النقل. والخطورة أن هذه الحكومة عبرت عن مدى عدم معرفتها بالامور، إذ قدمت ثلاثة مراسيم وردت في المحصلة من مجلس شورى الدولة، وعليها ان تعود الى القواعد الاساسية وترعى اتفاق أرباب العمل والعمال، بعدما توصلوا الى اتفاق، لكن جرى التغاضي عنه ووضعت مشروع مرسوم ارسلته الى مجلس الشورى يؤدي الى نتائج سلبية كبيرة. فقد جاءت الزيادات غير مدروسة وغير مبنية على الوقائع وغير منطلقة من أسس يستطيع أرباب العمل والاقتصاد اللبناني والخزينة تحملها".

وسئل عن تحرك "تيار المستقبل" المستقبلي، فأجاب: "عبرنا عن رفضنا لهذه الحكومة منذ البداية، بطريقة تأليفها وتكليفها من حيث المبدأ، ثم تأليفها خلافا للقواعد التي تم التوافق عليها والمبادىء التي كانوا يتحدثون عنها في فريق 8 آذار، إذ كانوا يتحدثون عن شيء، وعندما أدى التصرف الذي قاموا به الى مخالفة الوكالة التي أعطيت لعدد من النواب من ناخبيهم، أدى الأمر الى نقل الاكثرية من مكان الى مكان، وألفوا الحكومة خلافا لما كانوا يتعهدونه في الماضي، لذلك رأينا أننا نقف في موقع المعارضة، وبالتالي قلنا من البداية إن معارضتنا مسؤولة، لكنها تستند الى ثوابتها المنطلقة من القيم التي لطالما دافعنا عنها من النواحي السياسية ومنطلقاتنا المبدئية ودفاعنا عن نظامنا بالاقتصاد الحر وعن رغبتنا المستمرة من أجل العمل لتعزيز الاستقرار وعودة الولة اللبنانية ونشر الامن في لبنان في كل المناطق من قبل اجهزة الدولة العسكرية والامنية، هذه هي المبادىء التي انطلقنا منها وما زلنا في هذا الموقع".

أضاف: "على الصعيد العربي، موقفنا كان دائما الى جانب بناء علاقات صحيحة مبنية على الندية بيننا وبين جميع أشقائنا العرب، وفي مقدمهم الشقيقة سوريا، كما اننا عبرنا عن موقفنا بأننا كنا وما زلنا وسنبقى الى جانب انتفاضة الربيع العربي لتستعيد الجماهير العربية كرامتها المهدورة. نريد أن تكون العلاقات مع سوريا مبنية على الاحترام المتبادل، ونحن موقفنا ثابت لا يتغير كيفما تغيرت الظروف والاوضاع في سوريا. موقفنا دائما هو السعي الى بناء علاقات مبنية على الندية والاحترام المتبادل بيننا وبين سوريا الشقيقة، كيفما تبدلت الاوضاع في سوريا".

وردا على سؤال عن موقف النائب وليد جنبلاط من الاحداث في سوريا قال: "نقدر للاستاذ وليد جنبلاط هذا الموقف الشجاع المحترم لحقوق الانسان في سوريا ولتوق الشعب السوري الى مزيد من الحريات وتوسيع المشاركة واحترام حقوق الانسان واحترام انتمائه العربي، لذلك نحن نقدر هذا الموقف من الاستاذ وليد جنبلاط ونعتبر انه الموقف الصحيح".  

السابق
المرعبي: “حزب الله” مسؤول عن تسلل ارهابيين للبنان
التالي
القبض على خليل عبد الرزاق واضع عبوة صيدا أمس وخلفية الحادث شخصية