اسارتا: الجيش برهن عن التزامه الكبير بتنفيذ القرار 1701

القى الجنرال أسارتا الكلمة في خلال حفل تكريمي له أقامه دولة الرئيس ميقاتي : "دعوني أولا أتوجه إليكم ببالغ الشكر والامتنان على هذه الدعوة الكريمة، وعلى حضور هذا الحشد الرفيع المستوى اليوم. إنه لشرف كبير لي أن أشارككم هذه اللحظات، إذ أودع زملاء وأصدقاء لي بعد سنتين من الخدمة تحت الراية الزرقاء في جنوب لبنان. ومع اقتراب ولايتي كرئيس لبعثة اليونفيل وقائد للقوة من نهايتها، إسمحوا لي أن ألقي نظرة إلى الوراء وأسترجع بعضا من الانجازات الأساسية التي تحققت، والتحديات التي واجهناها في خلال السنتين الماضيتين. وفي الوقت نفسه، أود أن أستغل هذه الفرصة لأتطلع إلى الأمام، وأتشارك معكم بعضا من أفكاري حول المسار المستقبلي. كما تعلمون جميعا، غداة حرب تموز 2006، عمد مجلس الأمن في قراره رقم 1701 إلى تعزيز ولاية اليونيفيل وعديدها بشكل كبير. وبعد مضي أكثر من خمس سنوات على اعتماد القرار، تحسنت الظروف جدا على الأرض، كما أن الأطراف جميعا قد حافظوا على وقف الأعمال العدائية واحترام الخط الأزرق بشكل عام، وتم تحقيق عدد من الأهداف التي حددها القرار، وقد أدى ذلك إلى ما سماه الأمين العام ومجلس الأمن ب"البيئة الاستراتيجية الجديدة" في جنوب لبنان".

أضاف: "في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى اثنين من الانجازات على وجه الخصوص: أولهما ما شهدناه من تحسن كبير في بناء الثقة بين الطرفين، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى تدابير الارتباط والتنسيق الشاملة التي وضعت من خلال اليونيفيل، ولا سيما منها المنتدى الثلاثي. أما ثاني هذه الانجازات، فيتمثل بتعزيز الشراكة الفعالة بين الجيش واليونيفيل والزيادة الكبيرة في النشاطات المشتركة، التي تشكل اساس النجاح في تنفيذ القرار 1701، كما سبق لمجلس الأمن أن أشار مرات عدة. غير أن التنفيذ التام للقرار يواجه تحديات استراتيجية، علما أن العديد منها خارج عن نطاق اليونيفيل. أما أهم هذه التحديات فيكمن في تحقيق التقدم نحو وقف دائم لإطلاق النار والتوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع".

وتابع: "وفي سياق متصل، ورغم تحقيق خطوات بارزة في النقل التدريجي للمسؤوليات من اليونيفيل إلى الجيش اللبناني ضمن إطار الحوار الاستراتيجي الجاري، فإن قدرات الجيش اللبناني، البرية منها والبحرية، لا تزال بحاجة إلى تعزيز قبل أن يتمكن الجيش من الاضطلاع بشكل فعال بالأنشطة والمسؤوليات المتصلة بالقرار 1701 في منطقة العمليات".

وقال: "في نهاية المطاف، ترتبط استراتيجية خروج اليونيفيل بقدرة الجيش اللبناني على ضمان الأمن والاستقرار في جنوب لبنان وفي المياه الإقليمية اللبنانية. ولهذه الغاية، من الضروري أن تبذل الحكومة اللبنانية أقصى ما بوسعها، وأن يواصل المجتمع الدولي دعمه للجيش اللبناني. وبالفعل، فإن كل نشاطاتنا في خدمة السلام والأمن في جنوب لبنان ما كانت لتنفذ لولا تعاون الجيش اللبناني، الذي برهن مرارا وتكرارا، ورغم العوائق، عن حرفيته والتزامه الكبير بتنفيذ القرار 1701. أما اليوم، فأود أن أتقدم بشكر خاص من العماد جان قهوجي وجنوده، تنويها مني بالدور الذي يضطلعون به كشريك أساسي لنا في تأديتنا لواجباتنا".
وتابع: "في الوقت نفسه، أود أن أعرب عن امتناني للحكومة، والسلطات الدينية والمدنية، والشعب اللبناني عموما على الدعم الكبير والتعاون والإرادة الطيبة التي تعاملوا بها مع اليونيفيل، ومعي أنا كرئيس للبعثة وقائد للقوة. ذلك أن نجاح بعثتنا ما كان ممكنا لولا هذا الدعم المستمر. دعوني هنا أذكر بشكل خاص أهالي الجنوب في منطقة عملياتنا: فنجاح اليونيفيل هو نجاحهم، وهم في الوقت عينه أول المستفيدين من السلام، وكل تقدم يحرز يكون بفضلهم ويصب في مصلحتهم. لذلك، فأنا أهيب بهم من كل قلبي بأن يستمروا في دعم اليونيفيل. أخيرا، دعوني أعرب عن تقديري الخاص لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إذ أعادت حكومته تأكيد الالتزام الصارم بالقرار 1701 وبولاية اليونيفيل. وبالفعل، فإن الزيارة الأولى لرئيس الحكومة إلى جنوب لبنان بعد وقت قصير من توليه منصبه، والتي تخللتها زيارة رمزية لليونيفيل، قد شكلت رسالة دعم قوية لبعثتنا".
وقال: "إن اليونيفيل، ودائما مع دعم المجتمع الدولي، والمساندة الحيوية من جانب الدول المساهمة بالقوات، ستبقى على التزامها بمتابعة أنشطتها العملانية الجارية في جنوب لبنان، وبتعزيز تدابير الارتباط والتنسيق القائمة بين الجيش اللبناني وجيش الدفاع الأسرائيلي، وبالسعي إلى توطيد التعاون مع الجيش اللبناني. وسوف نستمر معا ببذل قصارى جهودنا تحقيقا للمهام الموكلة إلينا. غير أن الانتشار الحالي لليونيفيل، مع أصولها، ومواردها، لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية. وهنا تقع مسؤولية الأطراف في الاستفادة من نافذة الفرص التي يوفرها وجود اليونيفيل، وتخطي الوضم القائم، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. فإن التنفيذ الناجح والكامل للقرار 1701 وتاليا التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط سيعتمد على الالتزام الثابت والجهود المشتركة التي يبذلها الأطراف والمجتمع الدولي في الفترة المقبلة. في خلال السنتين المنصرمتين اللتين أمضيتهما بين تلال الجنوب وشواطئه، كرئيس لبعثة اليونيفيل وقائد للقوة، كما في خلال الأشهر الأربعة التي كنت فيها سابقا قائدا للقطاع الغربي في اليونيفيل، تعلقت جدا بلبنان وبود أهالي الجنوب اللبناني وضيافتهم الكريمة. وإذ أودع أصدقاء لي هنا، تأكدوا أن هذا البلد الجميل وأهله الرائعين سيظلون دائما أعزاء على قلبي".

وختم بالقول: "دولة الرئيس نجيب ميقاتي، لقد سبق لكم أن كررتم في مناسبات عدة وبحق أن الوحدة الوطنية هي ذات أهمية حيوية للبلد حتى يخطو خطوة إضافية نحو تحقيق السلام الدائم، ولا سيما ضمن إطار الاضطرابات الجارية في المنطقة. وأنا على ثقة أن قيادتكم الحكيمة في تعزيز التفاهم والتعاون، بغض النظر عن الطوائف والمعتقدات، سوف تعزز جهودنا الآيلة إلى تحقيق أهداف القرار 1701. مجددا، دعوني اعبر صادقا عن امتناني لكم جميعا على تعاونكم الدائم، وعلى حرارة الصداقة التي كانت لي مصدر اعتزاز كبير طوال فترة ولايتي، ولكم مني خالص الشكر والامتنان".

 

السابق
الولايات المتحدة تحذر إيران من مغبة محاولة إغلاق مضيف هرمز
التالي
وفد من “حماس” جال على المرجعيات في منطقة صور