سورية تفتح الباب للإعلام

شكل الإعلام الساحة الرئيسية للحرب التي أعلنت على سورية، وشكل الصراع على تحديد حقيقة ما يجري في سورية المحور الرئيسي للمواجهة المفتوحة منذ أشهر.
المبادرة العربية جاءت إطارا للتعبير عن ازدواجية المشهد السوري، فهي من جهة تعبير عن مواصلة الحرب على سورية بأدوات جديدة، أبرزها ما يقدمه حضور المراقبين من مناخ لتشجيع سيطرة المعارضة على الساحات التي فشلت في دخولها وملئها طوال عشرة أشهر وخصوصا في دمشق وحلب، ولكن أهمها ما تناله مشروعية الحرب الإعلامية على سورية من مصداقية عندما تصبح الكاميرات ويصبح المراسلون لفضائيات الحرب النفسية في قلبها.
ومن جهة أخرى، المبادرة العربية تعبير عن انسداد الأفق أمام تصعيد الحرب على الساحتين العسكرية والاقتصادية سواء على بوابة مجلس الأمن أم أمام تدخل "الناتو"، للاعتراف باستعصاء مأزق الحرب على سورية والحاجة للبحث عن تسوية.
جاء تعديل البروتوكول الخاص بالمراقبين تعبيرا عن هذه الازدواجية في المبادرة العربية، وجاء التعامل السوري تعبيرا عن فهم عميق لهذه الازدواجية.

هذا يعني :
– ان ما يجري على ساحة عمل المراقبين يسير في مصلحة سورية في وجه من خططوا للحرب عليها، والحملة التي تشنها أطراف "مجلس اسطنبول" على المراقبين، وفشل المعارضة في تحقيق وحدتها، كبند من بنود المبادرة، تعبير عن هذه الخلاصة.
– ان فشل جمعة الزحف إلى الساحات وإثبات عجز المعارضة عن تحريك الشارع السوري خصوصا في دمشق وحلب تسبّبا بإحباط المراقبين والجامعة تجاه وعود المعارضة، وبدآ يحولان مهمة المراقبين إلى مصدر أرباح سورية.
– ان فتح الباب للإعلام العربي والعالمي لدخول سورية سيشكل مصدر تراكم لهذا الربح خصوصا بعدما قررت سورية إستثناء ثلاث فضائيات من هذا الدخول وهي الجزيرة والعربية وفرنسا 24 لتورطها بدماء السوريين ودورها التخريبي في تشويه الحقائق وتزييفها، وهذا فصل بين أدوات الحرب الإعلامية والإعلام.
– ان تزامناً تديره سورية بين التقدم في تنفيذ بنود المبادرة وبين رفع العقوبات العربية سيشكل مصدر النجاح الأبرز والانتقال إلى مرحلة جعل المبادرة منصة للتسوية القائمة على إعلان فشل الحرب، بعد ان بدأت منصة لمواصلة الحرب.   

السابق
الأمن الداخلي: تحذّر من ترويج ليرات ذهبية مزوّرة
التالي
نائب قواتي