النهار: الحكومة تتمهّل لاستيعاب الإبطال الثالث للأجور

في أول أيام العمل بعد عطلة رأس السنة، تحرّك رسمياً ونقابياً ملفا الاجور والتعيينات الادارية على ان يطلا على طاولة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل. لكن ذلك لا يعني ان الارض ممهدة لاتخاذ قرارات ولا سيما في ملف الاجور، وذلك بعدما ردّ امس مجلس شورى الدولة للمرة الثالثة قرار الحكومة لتصحيح الاجور بناء على اقتراح وزير العمل شربل نحاس.

ميقاتي
وعلمت “النهار” من اوساط رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ان ثمة “جردة كاملة بكل المراكز الشاغرة في كل المجالات الادارية لاخراجها في رزمة واحدة متكاملة مع التركيز على دور الهيئات الرقابية من اجل انتظام عمل المؤسسات”. وفي هذا الاطار كان للرئيس ميقاتي لقاء مع رئيس مجلس الخدمة المدنية خالد قباني، ثم مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي بحث معه في التشكيلات الديبلوماسية التي وضعت على نار حامية وبلغت مراحل متقدمة. وعليه فإن التعيينات الادارية والتشكيلات الديبلوماسية ستكون على جدول جلسات مجلس الوزراء ابتداء من الاسبوع المقبل. ورجحت الاوساط انعقاد جلسة الثلثاء المقبل في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لبت ملف تصحيح الاجور.

قباني
وصرّح رئيس مجلس الخدمة المدنية الدكتور قباني لـ”النهار” عن لقائه الرئيس ميقاتي: “ان التعيينات الادارية محكومة بالآلية التي سبق لمجلس الوزراء ان أقرّها وتالياً فإن مجلس الخدمة المدنية ملتزم اياها ويعمل بموجبها بصورة دقيقة بما يكفل تعيين اصحاب الكفاية في الادارات العامة. وهناك التزام واضح من الحكومة ولا سيما من فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء لهذه الآلية. وعليه فإن مجلس الخدمة حريص على تطبيقها بكل دقة وموضوعية”.
واوضح رداً على سؤال “ان هناك تعيينات نضجت فيما يجري مجلس الخدمة المقابلات بصورة منتظمة ويأمل في ان تبصر بعض النتائج النور في المرحلة المقبلة”.
وذكر بأن صلاحية المجلس لا تشمل القضاء الذي هو سلطة مستقلة وكذلك المؤسسات الامنية.

الأجور
وعلمت “النهار” انه من المستبعد ان يطرح ملف الاجور اليوم على جلسة مجلس الوزراء في السرايا برئاسة ميقاتي ولو من خارج جدول الاعمال، في انتظار الجلسة المقبلة في بعبدا برئاسة سليمان، مما يفسح في المجال لاحتواء تداعيات القرار الجديد لمجلس الشورى واخراجه من اي استغلال سياسي، وخصوصا بعدما بلغ الخلاف بين رئيس الحكومة ورئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون حده وهو الذي كان بدأ في ملف الكهرباء وامتد الى ملف الاجور. وفي هذا الاطار علمت “النهار” ان رسائل من اقطاب في 8 آذار وجهت امس الى التكتل دعته الى التعامل الايجابي مع قرار مجلس الشورى تحت عنوان “الحفاظ على مصالح العمال والموظفين”، وتلقت في المقابل اشارات ايجابية. وفي مضمون هذه الرسائل ان “ليس في الموضوع تكسير رؤوس”. اما التكتل، فاعتبر في مقرراته التي تلاها بعد اجتماعه الاسبوعي امس النائب ميشال الحلو بدل عون انه شكل لجنة مصغرة لتبحث في “رأي” مجلس الشورى الجديد “خصوصا اننا بالنظرة الاولى رأينا ان هناك ثغرات تشوب هذا الرأي”.
وأبلغ رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن “النهار” ان الاتحاد “سيسير بالاتفاق الذي وقعه مع الهيئات الاقتصادية باعتبار ان الهدف الاول للاتحاد هو تسيير الدورة الاقتصادية في البلد واخذ مصالح العمال والموظفين في الحسبان”.
واعتبر رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس قرار مجلس الشورى “انكساراً للسياسة وانتصاراً لمبدأ التعاقد الحر”.

الجنوب
جنوباً، علمت “النهار” من مصادر عسكرية ان منطقة كفركلا غالبا ما كانت تشهد تلاسنا بين أفراد الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي، كان يتطور أحيانا الى توجيه الطرفين السلاح احدهما في اتجاه الآخر. وقد أبدى الجيش الاسرائيلي أكثر من مرة خلال الاجتماعات التي كانت ترعاها القوة الدولية انزعاجه مما يحدث.
وأخيرا طرح الاسرائيليون فكرة رفع الحائط الصغير الذي كان قائما ومده على مسافة أطول مما هو حاليا، الى نحو كيلومترين. ولم يمانع الجيش اللبناني في ذلك في حينه، خصوصا ان الحائط سيقام في الاراضي الاسرائيلية ومن شأنه أن يساهم في عزل الجيشين بعضهما عن البعض ويمنع أي احتكاكات كلامية او عسكرية.
وأفادت المعلومات ان فكرة مد الجدار على طول الحدود المشتركة لم تطرح، واذا طرحها الاسرائيليون فسوف تحتاج الى تدقيق ومتابعة، لان ثمة مناطق حدودية متنازعا عليها، ولا يمكن بتّ هذا الامر فورا على غرار ما حصل بالنسبة الى حائط كفركلا.

جنبلاط
سياسياً، وفي موقف لافت، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في تصريح له أمس إن بني معروف في سوريا “يعلمون ان حركة الشعوب لا تعود الى الوراء… آن الأوان للاحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لأهلهم في المناطق السورية الأخرى”.  

السابق
الجمهورية: الشورى ردّ مشروع الأجور: ثغرات في النقل والحد الأدنى
التالي
يا نبيل… يا عربي!