الشرق الاوسط: جنبلاط يدعو دروز سوريا إلى الإحجام عن المشاركة مع الفرق العسكرية في قمع الشعب أمين السر العام في التقدمي: لا شيء يزعزع إيماننا بإرادة الشعوب

دعا رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط دروز سوريا إلى الإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري، وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لأهلهم في المناطق السورية الأخرى. واعتبر أن "بني معروف في سوريا يعلمون أن حركة الشعوب لا تعود إلى الوراء، وأن الذاكرة الشعبية لا ترحم، وأن الذين ليس على صدورهم قميص في درعا والصنمين وبصرة الحرير وخربة غزالة وإدلب وحمص وحماه وغيرهم في المدن والقرى السورية المختلفة هم الذين يمتلكون المستقبل لأنهم يمثلون (قوة الضعفاء)".
وقال جنبلاط، الذي تدرج في مواقفه من الأزمة السورية من دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تنفيذ إصلاحات جدية وعدم قمع المتظاهرين وصولا إلى تعويله على مبدأ "قوة الضعفاء"، في تصريح أمس: "كم يتشابه القول الشهير والرائع للمثقف الكبير ورئيس تشيكوسلوفاكيا الراحل والكاتب فاتسلاف هافل: (قوة الضعفاء) بقول الشهيد كمال جنبلاط: إن الذين ليس على صدورهم قميص سوف يحررون العالم". وشدد على أن "كل التجارب التاريخية أثبتت أن حركة الشعوب تتقدم إلى الأمام ولا تتراجع إلى الخلف، وأن ما بني على باطل لا يكتب له الاستمرار على قاعدة (يمهل ولا يهمل)".
وتمنى "لو تنظر القيادة الروسية إلى مبدأ (قوة الضعفاء) في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سوريا وضرورة الإقرار بأن الحلول الأمنية لا يمكن أن تشكل حلا للأزمة القائمة التي لن تحل إلا بتغيير جذري للنظام"، معتبرا أنه "بدلا من التمسك بنظام لم يستخلص العبر من دروس حماه (1981) التي تذكر بأحداث بودابست (1956)، قد يكون من الأفضل توجيه النصح له القبول بأن تداول السلطة هو أهم من التمسك بها وسفك الدماء. ألم يسبق أن انتفضت روسيا على ظلم القياصرة في الماضي".
وأكد جنبلاط أن "(قوة الضعفاء) هي التي حركت وتحرك الثورات العربية للمطالبة بالحرية والكرامة والعزة، فكما أشعل جان بالاخ النار في جسده في عام 1969 رافضا للنظام الشمولي، كذلك فعل محمد بوعزيزي في تونس رفضا للقمع والإذلال. فالتاريخ مسار تراكمي وكتاب مفتوح لمن يريد أن يستخلص العبر".

وقال أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه جنبلاط ظافر ناصر لـ"الشرق الأوسط" أمس، إن "جنبلاط وحزبه يؤمنون بإرادة الشعوب إيمانا لا شيء يزعزعه، وأثبتت تجارب التاريخ أن إرادة الشعوب لا بد أن تتحقق مهما قدم من تضحيات ومهما كثر القتل والبطش من قبل أي نظام".
وعن دعوة جنبلاط المباشرة لدروز سوريا من أجل الامتناع عن المشاركة مع الفرق العسكرية في عمليات القتل، شدد ناصر على أن "مصير الشعب هو مصير واحد، والحريات وطموحات الشعب وحقوقه لا تميز بين فئة وأخرى، في سوريا أو في أي بلد آخر"، معتبرا أنه "ينبغي أن تكون كل فئات الشعب السوري متضامنة مع بعضها البعض".

وفي ما يتعلق بموقفه من روسيا، أكد ناصر أن "ما يقوله جنبلاط في العلن هو ما يقوله في لقاءاته المغلقة، وهو واضح جدا في دعواته ومواقفه"، مذكرا "بأننا نادينا بالحل العربي في سوريا وما زلنا متمسكين به ورفضنا التدخل الأجنبي، لكن إرادة الشعوب تبقى هي الأقوى".
وكان جنبلاط توجه إلى إيران بالقول: "حبذا أيضا لو تنظر الجمهورية الإسلامية إلى مبدأ (قوة الضعفاء) ويتذكر أحفاد الإمام الخميني أنه المبدأ الذي طبق في مواجهة شاه إيران وأدى إلى إسقاطه في نضال تاريخي كبير، مما أكد أن الصدور العارية التي تنادي بالحرية والديمقراطية قادرة على مواجهة أعتى الأنظمة". وختم بيانه قائلا "كما ناضل الآلاف في تونس ومصر واليمن وفق قاعدة (قوة الضعفاء) وكانوا من الذين ليس على صدورهم قميص وانتصروا، كذلك سوف يحدث في البلدان الأخرى، لأن هذا هو منطق التاريخ وحكمه. وفعلا، صدق القول إنه (يمهل ولا يهمل)".  

السابق
الحياة: جنبلاط يدعو بني معروف إلى عدم المشاركة مع الفرق العسكرية في قمع الشعب السوري
التالي
الأنوار: رفض مجلس الشورى لمرسوم الاجور يزيد الانقسام الحكومي