وفاة “مطربة الحروب” الإسرائيلية يافا ياركوني عن 86 عاماً

أُعلن في إسرائيل عن وفاة المطربة الإسرائيلية الشهيرة يافا ياركوني عن عمر ناهز 86 عاما، وذلك بعد مسيرة فنية طويلة تحوَّلت في نهايتها إلى منتقدة للجيش الإسرائيلي الذي طالما غنَّت له وأقامت حفلات الترفيه والطرب لجنوده.

فقد عُرفت ياركوني بلقب "مطربة الحروب" نظرا لإحيائها للعديد من حفلات الغناء والترفيه لجنود الجيش الإسرائلي خلال الحروب العديد التي خاضها ضد الدول العربية، إلى جانب غنائها في مختلف العواصم العالمية.

ومُنحت ياركوني قبل ثلاثة عشر عاما "جائزة إسرائيل للغناء" لدورها في رفع معنويات الجنود الإسرائيليين قبل أن تتحوَّل خلال العقد المنصرم إلى مهاجمة شرسة للجيش الإسرائيلي بسبب سوء معاملته للفلسطينيين خلال انتفاضتهم ضد إسرائيل.

فبعد تأنبيها للجيش الإسرائيلي في عام 2002، أصبح الكثير من عائلات الجنود الإسرائيليين ينظرون إلى ياركوني باعتبارها "خائنة".

تهديدات بالقتل
كما تلقَّت أيضا العديد من التهديدات بالقتل، وأُلغي حفل كان من المخطَّط أن يجري تكريمها خلالها تقديرا لجهودها وإنجازاتها طوال مسيرتها الفنية. واستُعيض عن الحفل بفعالية أحيتها مجموعة من الفنانين دعما لما اعتبروه "حرِّيتها في التعبير".

وكانت ياركوني قد أثارت ضجَّة واسعة عندما عقدت مقارنة بين عملية شنَّها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وبين المحرقة (الهولوكوست" التي تعرَّض لها اليهود في ألمانيا في النصف الأوََّل من القرن الماضي.

ففي لقاء لها مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، تساءلت ياركوني: "نحن أمَّة عانينا من الهولوكوست، فكيف يمكننا أن نفعل أشياء كهذه لأمَّة أخرى؟"

"تعبت من الحروب"
وفي مقابلة أخرى لها مع وكالة الأسوشييتد برس للأنباء، قالت ياركوني: "لقد تعبت من الحرب، ومن رؤية جثث الشباب ومناظر الأمَّهات الثكالى اللائي انفطرت أفئدتهنَّ على فراق فلذات أكبادهنَّ".

"لقد تعبت من الحرب، ومن رؤية جثث الشباب ومناظر الأمَّهات الثكالى اللائي انفطرت أفئدتهنَّ على فراق فلذات أكبادهنَّ"

المطربة الإسرائيلية يافا ياركوني

وأضافت: "نعم، أنا أشعر بالتعب. فقد أفنيت 51 عاما من عمري أغنِّي عن إسرائيل في شتَّى أنحاء المعمورة، وأروي القصص التي تحكي كيف كانت البلاد من قبل، وأتحدَّث عن الحرب الأولى والثانية، وعن كلِّ حرب."

وأردفت قائلة: "حرب! حرب! حرب! إنَّهم يسمُونني مطربة الحروب، وأنا لا أحبُّ هذا الاسم. أنا أحبُّ أن أكون مطربة إسرائيل وحسب."

يُذكر أنَّ ياركوني كانت قد أُصيبت قبل نحو عشرة أعوام بمرض الزهايمر، ليتأزَّم وضعها الصِّحي في الآونة الأخيرة وتفارق الحياة الأحد إثر معركة طويلة مع هذا المرض العضال.

وكانت ياركوني قد قدمت إلى إسرائيل من منطقة القوقاز مطلع القرن الماضي، وبدأت مشوارها الفني والغنائي في سن مبكرة.

قصص الحروب
وقد تحدَّثت أولى أغانيها عن انتصارات إسرائيل في حرب عام 1948 على الجيوش العربية، والتي انتهت بتأسيس دولة إسرائيل، وأطلق عليها العرب ذكرى "النكبة"، إذ كانت ياركوني يومها تخدم كفنيَّة في قسم تشغيل الإذاعة.

وبعد سنوات أربع من تلك الحرب، باتت صورة ياركوني، التي ترتدي بذَّة الخاكي العسكريَّة، كمظهر ملازم لقواعد الجيش الإسرائيلي، حيث دأبت على الاحتفال مع الجنود، وأصبح العديد من أغانيها من الكلاسيكيات التي لا يزال الإسرائيليون يردِّدونها، ولا تزال تُؤدَّى في الاحتفالات التي تُقام سنويَّا بذكرى إقامة دولة إسرائيل.

إلاَّ أنَّ ياركوني غابت عن الساحة الفنيَّة وعن المشهد العام في إسرائيل خلال العقد الماضي. لكن موسيقاها وأغانيها ذائعة الصيت في إسرائيل غطَّت على تصريحاتها اللاَّذعة ضد الجيش الإسرائيلي وممارساته ضد الفلسطينيين.

السابق
أوامر باعتقال 23 شيعيا بتهمة إثارة الاضطرابات في السعودية
التالي
طائرات سياسية