فكرة وسكرة

حسناً. سهرنا وأكلنا ورقصنا ورددنا الأغاني ونمنا ثم نمنا، فماذا بعد؟
يقال إن الفكرة تأتي غالباً بعد السكرة وفكرتنا لما تزل هي هي: أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب!
أي غيب هذا الذي يشبه مطبعة المصاري؟ أي غيب هذا الذي يشتغل عندنا.. نسخّره لنزواتنا، لنزقنا، لمسخراتنا، ولأحقادنا الطائفية والمذهبية؟.
والبلد هو هو كسيارة لا يعمل فيها مقياس السرعة إلاّ الى الوراء. السرقات تتزايد، النهب "الحلال" يتضاعف، الحكومة مصابة بشلل ثلاثي، خطف وقتل وسلاح.
كل هذا ونحن على أبواب انتخابات. سنة وأشهر قليلة ثم يتحوّل البلد الى فرن حطب. سيكون علينا أن نستعد.

لن يعرف اللبنانيون كم استهلكوا من البانادول والإسبرين، لن يعرفوا كم استهلكوا من اللحوم والحلويات والمشروبات. لن يعرفوا أبداً الفرق بين جنون السهر وجنون البقر.
اليوم نعود، نظرياً، الى "ريتم" الحياة العادية ونعود لنتذكر أقساط المدارس والجامعات، بدلات الطبابة، زحمة السير، الضمان والأجور، الأجور وزياداتها.
نقف ثم نواصل مسيرة شقاء وصراع سياسي على السلطة يعكس صراعات إقليمية ودولية كبيرة نعتقد بكل غباء أننا نؤثر في سياقها.
لا شيء يدل على أننا قد نستيقظ فعلاً. سنتابع كما الثيران حول البئر كما موج البحر تباعاً. كما التصريحات الممجوجة
لسياسيينا.

ثم سيقف من يقول، هنا أو هناك: يا غيرة الدين.. فننزلق بسرعة الى تقاتل كما الديوك فوق مزبلة.
قلة منا ستقول: لا، سنكافح بالكلمة من أجل وطن، من أجل حلم أبيض نقي. من أجل مستقبل واعد.
  

السابق
تكاذب المعارضة السورية
التالي
اللواء: العربي ينوّه بإنجازات المراقبين: إطلاق 3484 معتقلاً.. والقناصة يطلقون النار