رسالة مفتوحة إلى المراقبين العرب

أهلاً وسهلاً بكم في سورية، مهد الحضارة والديانات، سورية المحبّة والتسامح، حيث تتعانق مآذن المساجد بأجراس الكنائس في كل مدينة وبلدة، مثلما يتعانق الياسمين مع الورد الجوري.
أيها السادة
سواء اتفقتم والقيادة السورية وسياستها الداخلية أو الخارجية أو اختلفتم معها، نرجو ألا تبتعدوا عن آراء الغالبية العظمى للشعب السوري وأحكامه، ورغباته، وآماله، وآلامه، هذا الشعب الذي عانى ولا يزال من عمليات العنف والتخريب والترهيب والإرهاب والإقصاء والتكفير، التي تمارسها المجموعات المسلَّحة منذ تسعة أشهر إلى الآن في درعا وإدلب وجسر الشغور، وحماه ودير الزور وحمص. فقتلت وخطفت، وحرقت البيوت وانتهكت الأعراض، ودمَّرت وفجَّرت المنشآت الخاصة والعامة، الخدمية والاقتصادية، العسكرية والأمنية والقضائية، واحتلت مدناً وبلدات وأحياء، وحوَّلتها إلى إمارات تكفيرية إقصائية، تلك المجموعات المسلَّحة قتلت الأطفال والنساء، والضبَّاط والطيارين والأطبَّاء والطلبة.
لذلك نرجو أن تكونوا في مستوى المسؤولية الوطنية والقومية والإسلامية ومستوى الرأي العام العربي والإسلامي، فتوضحون بجرأة وشجاعة حقيقة المواقع والوقائع في سورية، تلك الحقيقة ستكون شهادة ضميركم للتاريخ ولمستقبل الشعب السوري، مساهمةً منكم في إعادة ثقة الشعوب العربية بمؤسسة جامعة الدول العربية.
فالحقيقة على الرغم من وضوحها لا تهمّ الشعب السوري ولا تمسّه فحسب، بل تهم الشعب العربي وأحراره من المحيط إلى الخليج.
أيها السادة
إنكم تكتبون صفحة في التاريخ وللتاريخ
وحسبنا أنكم في مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم جميعاً بوعي إنساني وبضمير الإنسان العربي والمسلم.
إن تصريحاتكم وتقاريركم تحدد وترسم مسار ومستقبل شعب وأمة. فالكلمة موقف، وإما أن تكون زيتاً على نار ورصاصة قاتلة، وإما أن تكون سنبلة قمح تمنح الناس العطاء والنماء والمحبة والحياة.
والكلمة أيضاً، إما أن تكون قوة شرّ للموت، أو قوة حب للحياة.. ولنا متابعة.   

السابق
يوم بيئي لـلكتيبة الإيطالية في شمع
التالي
لا خطوط حمراء أمام القانون في الضاحية