الانباء: فرنجية: القاعدة موجودة والأسد صديقنا لكن ليس على حساب لبنان

لبنان الطبيعة أبيض، بل ناصع البياض، مع وصول الثلوج الى مشارف العاصمة بيروت، عشية السنة الجديدة، لكن لبنان السياسي، باق على حاله من التردد والتزمت والرهان على المجهول الربيعي العربي المنتظر.

وكما البلد محتجز داخل زنزانة المجهول المنتظر، احتجز الثلج آلاف المواطنين والسياح العرب والأجانب داخل شاليهاتهم او السيارات على طرق فارس وكفر ذبيان والأرز.

بيد ان زنزانة الثلج بلا اقفال ولا أبواب، فيما الواقع السياسي بخلاف ذلك تماما، فالتشنجات السياسية تتوالد، وكلما اطفئت مشكلة ظهرت أخرى، والنقاش الآن مازال يتمحور حول ملفين، تصريحات وزير الدفاع حول وجود «القاعدة» في بلدة عرسال، وهو ما آثار حفيظة السلطة والمعارضة، ومسألة تصحيح الأجور.

فرنجية يدافع عن الوزير غصن

في موضوع تصريحات وزير الدفاع انضم أمس النائب سليمان فرنجية الوثيق العلاقة بدمشق، الى مبرري تصريحات الوزير غصن، بعدما لفّت حملة المعارضة عليه حد المطالبة بمساءلته دستوريا.

وقال فرنجية في مؤتمر صحافي عقده في مقره الشمالي في «بنشي» ان المستهدف من الحملة على الوزير فايز غصن هو الجيش اللبناني، وليس وزير الدفاع، وأضاف: عندما يهان وزير الدفاع تهان المؤسسة العسكرية.

وقال فرنجية ان الوزير غصن يتعرض للحملة التي تعرض لها شخصيا عندما كان وزيرا للداخلية، وقال ان جو القاعدة موجود بالاستناد الى تقارير ومعلومات.

وأشار الى ان غصن ملزم بالسرية، أما أنا فلست ملزما، هناك تقاعس من الدولة اللبنانية في هذا المجال، وقال: منذ الصيف، وتحديدا منذ بدأت الأحداث في سورية، ونحن نسمع ان سورية اخترقت الحدود اللبنانية ودخلوا وخرجوا وقصفوا مناطق لبنانية، ثم يحملون الدولة مسؤولية هذا الخرق، وقد كتبت التقارير من القوى الأمنية وخاصة من الجيش اللبناني ومديرية المخابرات وسلمت الى وزير الدفاع والمسؤولين، حتى وصلنا الى حد اني طلبت من وزير الدفاع رفع المسؤولية عنه، لتتحمل الدولة كلها المسؤولية، وقال: أنا سأذهب الى مجلس الوزراء ويتحمل الجميع المسؤولية، وهو لم يقل ان كل من يأتي من سورية ارهابي بل قال: بعض المتسللين من سورية ارهابيون يأتون باسم المعارضة لكنهم ليسوا كذلك، وقد تبنى مجلس الوزراء معلوماته، فإذا ببعض الوزراء يقول انه مع والآخر هو ضد، ذلك لم يحصل في مجلس الوزراء.

وعن علاقته بالنظام السوري قال فرنجية ما نستطيع ان نفعله لهذا النظام لن نتأخر عنه، لكن ليس على حساب لبنان، كل اللبنانيين يعلمون ذلك وهذا ما نرفع رأسنا به، نحن ولا مرة طلعنا الى سورية وعملنا خطابا سياسيا وعلقنا صور بشار الأسد، نحن نضع صورة رئيس لبنان فوق رأسنا، وليس صورة الرئيس بشار الأسد.

وتابع نحن ولا يوم قلنا ان مرجعيتنا هي سورية. سورية حليفتنا، والرئيس بشار صديقنا، بل هو أخونا، نحن نؤمن بهذا النظام العلماني في سورية، ونؤمن بكل العلاقة الجيدة. نحن اليوم مع سورية، مع الرئيس بشار الأسد، أما الآخرون فهم مع سورية في لبنان وضد سورية في سورية، حين كانت سورية في لبنان كانوا معها، وحينما صارت سورية في سورية صاروا ضدها.. نحن كان لنا رأينا بوجود الجيش السوري وبأخطاء المخابرات السورية في لبنان، لكننا لن ندخل في هذا الموضوع، وما أود قوله ان مصلحة سورية فوق كل اعتبار، والذي قاله وزير الدفاع عسى ألا يكون معه حق فيه، أملنا أن يكون على خطأ، لأنه اذا كان معه حق، فلن يكون الجو إيجابيا، والمستقبل يكشف الأمور.

صحيح القاعدة موجودة

وأضاف: تقولون وجود القاعدة ليس صحيحا، وأنا أقول لكم: بلى، صحيح.. هناك قاعدة في لبنان، تقولون هذا ممر وليس مقرا، ما الفارق؟

وغمز فرنجية من قناة وزير الداخلية مروان شربل الذي نفى وجود معلومات لديه حول القاعدة، بإشارته الى الذي كان يعمل لدى هذه الأجهزة وفجأة صار وزيرا لها، مازال يتصرف وكأنه مازال تحت يدها.

وردا على سؤال قال فرنجية: لست أنا الوزير لا كشف عن المعلومات، وأتمنى على الوزير أن يفعل. ورئيس الجمهورية والحكومة يعلمان أن هذه المعلومات جديدة، وان هناك كلاما واحدا حكي مع وزير الدفاع بألا تكبروا القصة.

من جهته نائب البعث عاصم قانصو قال ان تنظيم القاعدة متغلغل في لبنان، وهناك اكثر من عشرين تنظيما اصوليا يدورون في فلكه.

وقال قانصو ان الحركات السلفية في شمالي لبنان والبقاع توفر الأرض الخصبة ليتمدد القاعدة في لبنان.

واتهم قانصو نائب الشمال خالد ضاهر بالتورط في احداث سورية بدليل مقتل مرافقه في مدينة حمص منذ ايام.

من جانبه أعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب اللبناني سمير الجسر انه سيدعو وزير الدفاع فايز غصن لكشف الحقائق أمام اجتماع اللجنة ولاستيضاح موقفه إزاء تصريحاته الخاصة بتسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى سورية عبر لبنان بمنطقة عرسال اللبنانية.

ونفى في تصريح له أمس اتهام تيار المستقبل بتنظيم حملة ضد وزير الدفاع، ولكنه اعتبر أنه تسرع في تصريحه الذي أثر بشكل كبير على سمعة لبنان. وقال: «إنه تبين للجميع بعد أيام أن الوزير تراجع ضمنا عن هذا التصريح، وأن اجتماع مجلس الدفاع الأعلى أكد أنه لا وجود لـ «القاعدة» في لبنان».

ولفت إلى أنه حتى السوريون الذين صرحوا في اليوم الأول لتفجيري دمشق، بأن تنظيم القاعدة وراء ذلك تراجعوا وقالوا: «ان الإخوان المسلمين وراء هذين التفجيرين». وتسأل هل يمكن السكوت عن تصريح غصن «إن تنظيم القاعدة ينطلق من لبنان».

واستنكر الجسر سياسة «النأي بالنفس» التي انتهجتها لبنان حيال ما يجري في سورية، لكنه قال «لنكن منصفين، ربما لم يكن بإمكان لبنان اتخاذ موقف آخر في مجلس الأمن بشأن هذا الملف، ولكن المؤسف هو موقف لبنان في جامعة الدول العربية، عندما جرت مناقشة الأوضاع في سورية، فقد كان بإمكانه أن يتخذ الموقف نفسه الذي اتخذه العراق».

لكن النائب عمار حوري (المستقبل) قال ان اثارة قضية بلدة عرسال من قبل وزير الدفاع فايز غصن في هذا الوقت بالذات، جاءت بطلب سوري لتغطية الانفجارين في دمشق.

وقال حوري ان 14 آذار حاضرة للمشاركة بطاولة الحوار عندما يدعو اليها الرئيس ميشال سليمان اذا اقتصر جدول الاعمال على بند واحد هو السلاح او بمعنى آخر الاستراتيجية الدفاعية وحسب.

علاقة عون بحزب الله ودمشق

اوساط رئيس الحكومة نقلت عنه ان العماد ميشال عون ووزراء كتلته يتصرفون على اساس ان اتفاق الطائف الذي جعل السلطة التنفيذية بمجلس الوزراء مجتمعا غير موجود او انهم غير معنيين به، وبالتالي فانهم يتعاطون مع الأمور المطروحة على مجلس الوزراء وادارة الدولة على ان الاصلاح لا يتم الا وفق رؤيتهم ويتدخلون في صلاحية وضع جدول اعمال مجلس الوزراء ويختصرون الاصلاح بإقالة هذا الموظف او ذاك او بتعيين هذا او ذاك في مجلس القضاء الاعلى او غيره. المشكلة تقول الاوساط ان العماد عون يعتبر نفسه الشريك الماروني الاساسي ان لم يكن الوحيد والرابح الاول نتيجة وضعه كل اوراقه لدى حزب الله واعتياده على مراعاة الحزب له في كل شيء.

وفي هذا السياق يصف مصدر استشاري لـ «الأنباء» ان علاقة العماد عون بحزب الله وبالنظام السوري بالمرعبة كونه يلتصق بها الى ابعد الحدود بدليل انه كان الوحيد الذي غطى وزير الدفاع فايز غصن في كلامه عن القاعدة في عرسال، قبل ان ينضم اليه النائب سليمان فرنجية امس بدفاعه عن الوزير غصن الذي يمثله في الحكومة.  

السابق
اضراب للمتعاقدين احتجاجاً على عدم صرف بدلات النقل
التالي
تأبين الطالب المغدور في سوريا حسين غنّام في بلدته أرنون