الاخبار: بكركي وحزب الله مع الدولة المدنية المؤمنة

ينطلق الأسبوع الأول من 2012 بحماوة سياسية و«خمول» على صعيد الحكومة. فقد علا السجال بشأن تنظيم القاعدة في اليومين الماضيين، بينما تعقد الحكومة يوم غد جلستها الأولى هذا العام، من دون أن يكون مقرراً لهذه الجلسة أي قرارات حاسمة بشأن القضايا الأساسية المطروحة
تنظيم القاعدة في لبنان؟ ممر لتنظيم القاعدة في لبنان؟ لا وجود لتنظيم القاعدة في لبنان؟ لم يعد هذا الموضوع جدياً في السجال الداخلي، وبدأ يتّخذ منحىً كوميدياً، خصوصاً مع زيارة النائب إيلي ماروني لعرسال التي قال منها إنه «حضر للتفتيش عن القاعدة». لم يجد ماروني أي دليل على وجود التنظيم الأصولي في المدينة البقاعية، إلا أنّ فريق السلطة لا يزال يشدد على ذلك، وهو ما أكده أمس رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
فخلال مؤتمر صحافي عقده في بنشعي أمس، تناول فرنجية ملف وجود القاعدة، مشيراً إلى أنّ «الجو موجود بناءً على تقارير ومعلومات»، مضيفاً أنّ «وزير الدفاع فايز غصن يتعرض لحملة عنيفة على غرار الحملة التي تعرض لها هو عندما كان وزيراً للداخلية». وقال فرنجية إنّ «المستهدف ليس وزير الدفاع، بل الجيش اللبناني من خلال وزير الدفاع، والهجوم على الوزير هو هجوم غير مباشر على المؤسسة العسكرية لتعطيل دورها»، موضحاً أن «ما قاله غصن هو أن بعض الإرهابيين يتسللون عبر الحدود السورية، ومجلس الوزراء تبنّى قرار وزير الدفاع».
وعن المعلومات الموجودة بخصوص هذا الملف قال فرنجية: «لا أكشف عن المعلومات لأني لست وزيراً للدفاع، وأتمنى أن يكشف غصن عن المعلومات التي في حوزته»، مؤكداً أن الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي يعلمان أن هذه المعلومات صحيحة. وردّ فرنجية على كلام رئيس القوات اللبنانية، سمير جعجع، الذي أشار إلى «وجود وزراء يعملون لتلطيخ سمعة البلد»، فقال: «هناك أشخاص يلطّخ تاريخهم سمعة البلد». ووصف فرنجية وزير الداخلية دون أن يسمّيه بأنه «يتعاطى بخفة مع هذا الموضوع»، مضيفاً: «كان يعمل تحت أمرة الأجهزة الأمنية وفجأة أصبح وزيرها ولا يزال يتصرف وكأنه تحت امرتها». ولفت رئيس المردة إلى أنّ «من تاجر بدم الرئس رفيق الحريري يتاجر بدم أبناء عرسال»، مؤكداً أنه ما من طائفة مستهدفة جراء فتح ملف تنظيم القاعدة.
وردّ الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري على فرنجية عبر دردشة على موقع تويتر، فرأى أن «من غير المفيد محاولة تحويل القضية إلى مشكلة بين الناس والجيش، والمشكلة هي في تصريحات مغلوطة نفاها وزراء في الحكومة نفسها».
وزار عرسال أمس وفد قواتي برئاسة نواب تكتل زحلة لـ«الوقوف إلى جانب أهالي عرسال التي قدمت 300 شهيد، وهي عرين الجيش»، كما قال النائب أنطوان أبو خاطر. وأسف الأخير لما قاله فرنجية، مؤكداً «التمسك بثوابت ثورة الأرز من زحلة إلى عرسال». كذلك اعتبر النائب عاصم عراجي كلام الوزير غصن «باطلاً، باعتبار أنّ عرسال مدينة الصمود، وكل لبنان مستهدف حين تستهدف هذه المدينة». ونقل الوفد تحيات رئيس القوات، سمير جعجع، وشدد أعضاؤه أمام الأهالي على أنّ «أن زحلة وعرسال وكل لبنان يريدون العيش بسلام».
من جهة أخرى، وفي ما يخصّ جلسة الحكومة يوم غد الأربعاء، تشير أوساط وزارية إلى أنّ الاجتماع لن تكون له مفاعيل جدية، مشيرة إلى أنّ ملف رفع الأجور ينتظر رأي مجلس شورى الدولة «الممكن إصداره يوم غد قبل عقد الجلسة».

حزب الله في بكركي

على صعيد آخر، نشطت العلاقة مرة جديدة بين حارة حريك وبكركي، فاستقبل أمس البطريرك بشارة الراعي وفداً من حزب الله في منطقة جبيل، برئاسة الشيخ محمد عمرو. واللافت أنّ هذا اللقاء الذي هدف إلى التهنئة بالأعياد حضره الكاردينال نصر الله صفير. ونقلت مراسلة «الأخبار» جوانا عازار أنّ الطرفين اتّفقا على ضرورة إرساء «الدولة المدنيّة المؤمنة» في لبنان. وأوضح عمرو في اتّصال مع «الأخبار» أنّ زيارة الوفد لبكركي جاءت على أساس أنّ «غبطة البطريرك يمدّ يده للجميع، وقلبه يتّسع للجميع، كذلك فإنّ بكركي تمثّل البيت اللبناني». ولفت عمرو إلى أهميّة «التحرّك الداخلي للمسؤولين اللبنانييّن والقيادات الروحيّة لتجنيب لبنان من يتدخّل في شؤون الآخرين»، ناقلاً عن الراعي وصفه للبنان بأنّه رسالة الشرق إلى الغرب ورسالة الغرب إلى الشرق، وكلامه عن الشرق الذي يواجه مشاكل ويتخبّط في أنظمة فرديّة وحزبيّة ما يضرب الديموقراطيّة، فيما ذهب الغرب بعيداً في العلمنة وفصل بين الدولة والله. من هنا، طالب البطريرك بالعمل من أجل بناء الدولة المدنية، الديموقراطية، العادلة. أضاف عمرو أنّ حزب الله يتّفق على إرساء الدولة بهذا الشكل، فهي «الدولة المدنيّة المؤمنة» التي تحدّث عنها العلّامة محمّد مهدي شمس الدين. من هنا تأييد حزب الله لهذه الدولة التي «تشكّل حتّى جزءاً من فكرنا الدينيّ، إذ ليس لدينا ما يسمّى الدولة الدينيّة، فالدولة هي للناس الذين لهم حريّة التعبّد كما يشاؤون».
ووصف عمرو الزيارة بالإيجابية، مشيراً إلى أنه طالب خلالها البطريرك بـ«إعادة طاولة أو طاولات للحوار، لبحث كلّ الأمور من دون استثناء»، مضيفاً: «وبطبيعة الحال، يحضر موضوع السلاح على طاولة البحث».
أما أوساط بكركي، فأشارت إلى أنّ البطريرك الراعي «يدعو منذ فترة الى إرساء الدولة المدنيّة المؤمنة التي تفصل الدين عن الدولة من دون أن تؤدّي الى العلمانيّة الملحدة. فلبنان يحترم الأديان والطوائف جميعها، والدولة المدنيّة تبنى على أساس المواطنة والمشاركة في الحكم والمساواة بين المكوّنات اللبنانيّة، إضافة الى عدم تسييس الدين وعدم تديين السياسة».
ووصفت الأوساط اللقاء بـ«الودّي والإيجابي، والذي يأتي في سياق سياسة الانفتاح وشعار الشركة والمحبّة الذي تعتمده بكركي. يبقى أنّ أبواب بكركي مفتوحة للجميع، وهي تعقد يومياً لقاءات من هذا النوع مع قيادات من ديانات وطوائف مختلفة، وفي سياق آخر هي تركّز على قيمة الحوار وأهميّته، لأنّ لبنان يتعرّض لخضّات، ولا بدّ من تحصينه بالوحدة الداخليّة لمواجهة أيّ طارئ».

جدار المطلة ــ كفركلا

قرّر الجيش الإسرائيلي بناء جدار فاصل بين بلدة المطلة وقرية كفركلا، بهدف «منع احتكاكات بين الجانبين، وذلك على الرغم من احتمال وجود معارضة لبنانية لبنائه». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله عن كون «المشروع موضعياً، لكن قد يجري توسيعه في المستقبل إلى نقاط احتكاك أخرى». ومن المقرر أن يكون ارتفاع الجدار خمسة أمتار على طول أكثر من كيلومتر واحد.  

السابق
الكتيبة الإسبانية تنظّم سباق سان سيلفستر فايكانا
التالي
المحكمة 2012:حماية شهود الزور