حمد بن جاسم… وزير خارجية إسرائيل!

 حملة منظمة وعنيفة، قيل فيها من القول القاسي والجارح الكثير، قدح وذم، وألفاظ لاذعة، بعضها يعف المرء عن ذكرها، على حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، ذلك السياسي المحترف الذي قصم ظهور الأنظمة الديكتاتورية والقمعية، بدعمه المطلق لحقوق الشعوب المقهورة التي عانت من الضيم والتسلط، والحرمان من الحرية والكرامة!
حمد بن جاسم ليس بمجرم حرب إسرائيلي، حتى يهاجمه نظام البعث السوري ذو التاريخ الأسود والمخزي في العمالة للدولة العبرية، والذي تشهد عليه العقود الطويلة الماضية لم يطلق خلالها رصاصة واحدة، لعله يسترد هضبة الجولان السليبة، التي تئن من وطأة الاحتلال الصهيوني منذ 44عاما!
حمد بن جاسم صنع اسما لامعا في عالم السياسة، اسم له وزن وثقل، لا يمكن تخطيه بأي حال من الأحوال، رقم صعب في المعادلة الدولية، وما كان ليأتي هذا لولا الحنكة والدهاء، واستخدامه سياسة سبر أغوار الطرف الآخر بهدوء ودون ضجيج أو صخب، مما أتاح له حلحلة الكثير من الأزمات الشائكة، التي عجز فطاحلة السياسة عن حلها، فكان بحق الرجل الذي يحسب له السياسيون ألف حساب، إذا، ليس بالغريب، أن يتعرض لهذه الحملات، من قبل الأبواق الإعلامية المأجورة، والنيل من تاريخه المشرف، فقد أوجعتهم سهامه، وكشفت أقنعتهم المزيفة، وشعاراتهم الكاذبة التي تدعي الممانعة، ممانعة من أجل حماية حدود إسرائيل من أي نسمة هواء!
لو كنت من القائمين على جائزة نوبل العالمية، لرشحت حمد بن جاسم شخصية عام2011 لما له من جهود عظيمة ونبيلة في نصرة الشعوب المستضعفة، يستحق معها جوائز وليس جائزة واحدة، رجل قل مثيله في زمن شح فيه الرجال الأفذاذ!
* * * * *
أقولها مرارا وتكرارا، ان مجلس التعاون الخليجي، بحاجة إلى رجل يتولى زمام السياسة الخارجية لهذا الاتحاد الهش، والضعيف، لينهض به ويضع معه سياسة ناجحة وناجعة، يعرف كيفية التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية بتبصر ووعي، بعيدا عن العاطفة والحماس الزائد الذي قد يأتي بنتائج عكسية، لا تحمد عقباها، ولهذا نرى أن تولي حمد بن جاسم لمنصب وزير خارجية أو المنسق السياسي لمجلس التعاون الخليجي، سيكون صمام أمان للمجلس يخرجه من عنق الزجاجة، التي حشر المجلس سياساته الضبابية بها، في فترة حرجة، ومفصلية! 

السابق
أزمة العقل الشيعي في لبنان (2)
التالي
… عام آخر للشعوب