الشرق الاوسط : مصدر أمني لـ”الشرق الأوسط”: لبنان خال من “القاعدة”.. وأمنه لم يعد سائبا لأحد

الشرق الاوسط كتبت :
لم تهدأ بعد العاصفة التي أثارها تصريح وزير الدفاع اللبناني فايز غصن، والذي أعلن فيه عن وجود عناصر لتنظيم القاعدة في لبنان وتتسلل من بلدة عرسال البقاعية إلى سوريا، وعلى الرغم من نفي السلطات الأمنية والعسكرية امتلاكها معلومات عن هذا الأمر، تصر القوى السياسية اللبنانية الحليفة للنظام السوري على وجود خلايا لـ"القاعدة" وتنظيمات أصولية وتكفيرية، تنتقل من شمال لبنان والبقاع للقتال ضد الجيش السوري.
وفي هذا الإطار كشف عضو كتلة حزب البعث في لبنان النائب عاصم قانصو، عن أن "تنظيم القاعدة متغلغل في لبنان مع أكثر من 20 تنظيما أصوليا يدورون في فلكه". وأكد قانصو في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن "الحركات السلفية في شمال لبنان وفي البقاع توفر الأرض الخصبة لتنامي تمدد (القاعدة) في لبنان، وهذه الحركات السلفية والجماعات التكفيرية حولت شمال لبنان وبعض مناطق البقاع إلى خاصرة رخوة لسوريا، بحيث أمنت تسلل مقاتلي (القاعدة) إلى مدن حمص والقصير وتلكلخ، للقتال وإضعاف سوريا ومحاولة إسقاطها"، مذكرا بأن "جماعة (القاعدة) بدأوا تعزيز وجودهم في لبنان منذ أحداث مخيم نهر البارد (شمال لبنان عام 2007) تحت اسم (فتح الإسلام) وفي مخيم عين الحلوة تحت اسم (جند الشام) و(كتائب عبد الله عزام) وغيرها"، لافتا إلى أن "بعض أهالي عرسال (البقاع) أسسوا في منطقة المشاريع التي هي أراضي مشاعات للمسيحيين مدينة صغيرة، ثم تمددوا إلى رأس بعلبك وأقاموا جامعا ومستوصفا نقالا وباتوا الرئة التي يتنفس منها المقاتلون في حمص والقصير"، متهما عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر بـ"التورط في أحداث سوريا، بدليل مقتل مرافقه في مدينة حمص منذ أيام"، واصفا هؤلاء بـ"قرطة (فرقة) زعران ومتآمرين على سوريا وعلى لبنان معا". وأبدى قانصو تخوفه من أنه "بعد انتهاء الأزمة في سوريا أن يرتد مقاتلو (القاعدة) إلى لبنان". وقال "إذا سقطت سوريا تسقط آخر قلعة للمقاومة وتتحول إلى دولة شبيهة بمصر أو بليبيا وتصبح مرتعا للسلفيين و(الإخوان المسلمين)، وعندها سيتأثر حزب الله وحركة حماس وتصفى القضية الفلسطينية".
من جهته، أكد مصدر أمني بارز لـ"الشرق الأوسط"، أن "لا وجود لتنظيم القاعدة في لبنان على الإطلاق"، مشددا على "لبنان يمكنه القضاء على هذه الظاهرة التي صدرها البعض إلى لبنان منذ أحداث نهر البارد والشمال، وبالتالي لم تعد الأراضي اللبنانية مقرا أو ممرا لأي مجموعات إرهابية". وقال المصدر "لبنان لم يعد ساحة مفتوحة وأمنه ليس سائبا لأحد، فهناك قوى أمنية وجيش لبناني وأجهزة رسمية تسهر على أمن البلد وتحصينه من أي تداعيات خارجية".
إلى ذلك، رد رئيس جمعية "اقرأ" السلفية الشيخ بلال دقماق على اتهام قانصو للحركات السلفية، فقال "صحيح أننا نتقاسم مع تنظيم القاعدة بعض الأفكار في العقيدة والمنهج، مثل النظرة إلى توحيد الربوبية والألوهية ورفض الابتداع في الدين، لكننا نختلف معه (تنظيم القاعدة) في تطبيق السياسية الجهادية في البلاد العربية".
واعتبر دقماق في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن "اتهام الحركة السلفية في لبنان بإيواء (القاعدة) غير دقيق لأنه لا دليل على وجود لهذا التنظيم أصلا، ونحيل مروجي هذه الاتهامات على تصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي اللذين نفيا أي وجود لـ(القاعدة) في لبنان". وقال "هناك أحزاب وتنظيمات شمولية في لبنان وسوريا هي أخطر من (القاعدة) بكثير مثل حزب البعث الذين يخونون ويستبيحون كل من يخالفهم الرأي السياسي، ولا يتورعون عن خطف الناس وقتلهم".
وردا على سؤال عما إذا كان للسلفيين دور بما يجري في سوريا، أوضح، أن "ما يحصل في سوريا يعنينا ويعني كل مسلم، حتى لو كان هذا الظلم يطال غير المسلمين، لأن نصرة المظلوم من شيمنا، ومعلوم أن لبنان بلد صغير وهو تحت المجهر، وهناك حدود مشتركة ومراقبة جيدا من قبل الجيش السوري، وأؤكد أن لا تهريب للسلاح أو المقاتلين من لبنان إلى سوريا، بل هناك تهريب سلاح من سوريا إلى لبنان وتحديدا إلى حزب الله وباقي التنظيمات التابعة للنظام السوري، ولم يعد خافيا على أحد أن عناصر من حزب الله يقاتلون إلى جانب الأمن السوري، وهذا ما صرح به المعارضون السوريون، والدليل على ذلك مواقف حزب الله من الثورة السورية خلافا لمواقفه من الثورات في الدول العربية الأخرى، ووصفه هذا النظام المجرم بأنه نظام ممانع". وسأل دقماق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "أين ممانعة هذا النظام الذي تتحالف معه، وحدود سوريا في الجولان المحتل هادئة منذ 40 سنة؟".
  

السابق
المستقبل : شربل يشير الى “معلومات مهمة جداً” حو ل الاعتداءات على “اليونيفيل”
التالي
الحياة : عون يتجاهل الطائف ويراهن على دعم حزب الله