التقاليد في رأس السنة تزداد غرابة كل عام

إقحام 12 حبة عنب في فمك مرة واحدة… ارتداء سروال أصفر… صهر رصاصة… الذهاب إلى المقبرة… كلها عادات وتقاليد تمارس في ليلة رأسة السنة في بقاع العالم. قد تبدو لنا غريبة بعض الشيء، إنما لممارسيها هي العقلانية بحد ذاتها والضمانة للتنعم بالحظ الجيد والسعادة والرخاء المالي مع حلول العام الجديد.
«حظك في العام الجديد بحسب لون سروالك»، هذا على الأقل ما يؤمن به سكان أميركا اللاتينية، وتحديدا البوليفيين والمكسيكيين. فيرتدي المحليون سراويل زاهية الألوان قبل بضعة أيام من حلول رأس السنة، ويكون السروال أحمر إذا ما كانوا يبحثون عن الحب، أو أصفر إذا كان هدفهم المال والحظ السعيد. ويضاف في بوليفيا تفصيل مهم، وهو الركض إلى مكان ما وتغيير السروال الأصفر عند الساعة 12 حتى يتغير الحظ معه.

في الدنمارك، يحتفل المحليون بالسنة الجديدة برمي الصحون على أبواب الجيران. بالطبع لا أحد يفضل أن يبدأ عامه بتنظيف مدخل منزله من الزجاج المكسور، ولكن المفارقة في الدنمارك هي أن الفوضى كلما كبرت فرح أصحاب المنزل لأن ذلك مؤشر على أن الأصدقاء كثر.
في بيلاروسيا، مبدأ القوة أو الحظ هو الذي يقول كلمته لدى النساء، حيث تتبارى غير المتزوجات في مجموعة ألعاب لتحديد من منهن قد تتزوج في العام المقبل. وفي أحد الألعاب، تقف امرأة بجانب كومة من الذرة قبل أن يتم إطلاق ديك، وأول كومة يقترب منها تكون الرابحة.
الأسلاف في تشيلي ليسوا منسيين، حيث يشارك سكان مدينة تالكا في قداس رأس السنة قبل أن يذهبوا إلى المقبرة وهناك يضعون الكراسي وينتظرون حلول رأس السنة إلى جانب أحبائهم المتوفين. وبهذه الطريقة يحتفل التشيلي برأس السنة إلى الأبد.
«عشاء فردي» هو فيلم كوميدي يعود للعام 1963 يحكي عن تسعينية إنكليزية تحتفل بميلادها، يشاهده كثر في ألمانيا والنمسا. وهذا الفيلم الذي تبلغ مدته 18 دقيقة لا علاقة له بالسنة الجديدة إنما أصبح من عادات هذا اليوم. وبالطبع لا تقتصر الاحتفالات في ألمانيا والنمسا على الـ«عشاء الفردي»، فـ«الرصاص المسكوب» هو من العادات القديمة التي تمارس فيهما. ويستخدم المحليون الرصاص المصهور ويرمونه في وعاء مليء بالماء، و«يحدد» الشكل الناتج عنه الحظ المستقبلي، فالدائرة على سبيل المثال ترمز إلى الحظ السعيد على طول العام، والمرساة إلى الحاجة للمساعدة، بينما الصليب يرمز للموت.
غالبا ما يرتبط إحراق الصور بالحزن والغضب، إلا في الإكوادور حيث تمارس هذه العادة للاحتفال برأس السنة. ويجتمع المحليون حاملين صورا ترمز إلى أمر يتعلق بالعام الفائت ويحرقونه حتى يتخلصون من الماضي. فأينما ذهبت في الإكوادور، تراها منارة بالصور المشتعلة ليلة رأس السنة.
الدوائر ثم الدوائر ثم الدوائر في الفلبين، حيث يركز الفلبينيون على إقحام الدوائر في حياتهم بشكل موسع ليلة رأس السنة كتناول الفاكهة الدائرية، وارتداء الألبسة التي رسمت عليها دوائر، إلخ، لأن هذا الشكل يشبه النقد المعدني، لعل العام المقبل يكون عام رخاء مالي.
يقومون بحملة تبرعات في سبيل السعادة، وهذا التقليد التركي ليس غريبا بقدر ما هو عظيم. ويؤمن الأتراك أن المشاركة في الخدمات المجتمعية، وتنظيم حملات التبرع يدخل السعادة إلى حياتهم. هذا الأمر لن يجلب للأعزب صديقة، وسيارة ومالا لمن لا تسمح له قدراته المادية، إنما سيشعر الكثيرون بالرضا والسعادة نتيجة تأديتهم لتلك الأعمال الخيرية.
وفي منتصف الليل يتناول الإسبان 12 حبة عنب، ويحاولون ابتلاعها جميعها قبل أن تتوقف الساعة عن الرنين لتمني الحظ السعيد.
يتشدد سكان بورتوريكو في تطبيق الأمور بحذافيرها، فيحرصون على تنظيف ما تبقى من العام المنتهي بكل ما للكلمة من معنى، فيرمون دلاء الماء من الشبابيك حتى لا تبقى أية بقعة من هذه السنة. كما أنهم ينظفون منازلهم ويزينوها في تلك الأجواء من التنظيف.  

السابق
مروان شربل: لن يمر على لبنان أصعب من هذه المرحلة
التالي
سعد الحريري: كل الأديان السماوية دعت إلى المحبة والسلام فماذا ننتظر نحن؟