الاستنكار ضد الاعتداءات في صور

جمع اللقاء التضامني الذي عقد في مطعم «تيروس»، الذي كان قد استهدف بمتفجرة قبل يومين في صور، تحت عنوان «رفضا للتفجيرات والاعتداء على الحريات العامة» طيفا كبيراً من مؤسسات المجتمع المدني، والاتحادات، والفعاليات من صور ومنطقتها، إضافة إلى ممثلين عن عدد من الأحزاب. وبدأ لقاء الأمس، الذي غاب عنه ممثلون عن المؤسسات السياحية في المدينة، باستثناء صاحب «تيروس» زهير أرناؤوط بالنشيد الوطني اللبناني، وسط حماسة المشاركين الرافضين لكل أشكال الاعتداء على مؤسسات المواطنين والحريات الفردية والعامة.

ثم تلا نائب رئيس «منتدى صور الثقافي» الدكتور ناصر فران بياناً باسم المشاركين، استهله بـ«استنكار التفجير الإجرامي، الذي يهدف إلى إرهاب أصحاب المؤسسات السياحية والمطاعم، وإجبارهم بالقمع، وليس بالتوجيه والإرشاد إلى أتباع مفاهيم للمسموح والممنوع، وفقا لقناعات المجرمين ومن يقف وراءهم»، داعياً «كل من تغيب عن اللقاء إلى الإعلان صراحة عن موقفه من عمليات الإرهاب، وعدم الخلط بين قناعات البعض الدينية المفهومة والمشروعة وبين عملية فرض تلك القناعات بقوة الإرهاب». وأضاف فران: «إننا ندعو الأجهزة الأمنية الرسمية، إلى القيام بواجباتها بحماية أمن المؤسسات وأصحابها وروادها، واعتبار أن تلك المهمة تقع ضمن تنفيذ ما نص عليه الدستور والقوانين اللبنانية لجهة حماية المواطنين، وأمنهم وحرية الرأي والتصرف ضمن القوانين المرعية الإجراء». وشدد البيان على دعوة الناس إلى ممارسة حقهم بالفرح والاحتفال على طريقتهم بمناسبة رأس السنة، والتعبير بصوت عال عن استنكارهم لعمليات التفجير الإرهابية، حتى لا نرى في المدينة قوات غير رسمية تفرض مفاهيمها الدينية الخاصة بحد السيف. واستهجن البيان عدم تمكن الأجهزة الأمنية على اختلافها من اعتقال أي مشتبه، بعد حصول ثلاثة تفجيرات وتمزيق لافتات وتوزيع منشورات، مناشدا الرؤساء الثلاثة إعطاء الموضوع أهميته لأنه يهدد أمن المواطنين ووجه صور وثقافتها. وأعقب البيان تقديم عدد من المشاركين مداخلات حول الموضوع. وأكد رئيس «الحركة الثقافية في لبنان» بلال شرارة رفضه للتفجيرات، وقال: «لا يمكن لأحد أن يسكت مدينة صور»، مشيراً إلى أن «هدف تلك الأعمال هو إرباك النظام العام».
واستنكر امين سر «نادي التضامن» سمير بواب «العمل الإرهابي»، مؤكداً أن «مدينة صور تشهد للحريات العامة الملازمة لها». كما أكد رئيس «منتدى الفكر والأدب» الدكتور غسان فران استنكاره للاعتداء، وقال: «إننا نرفض هذا الاسلوب الذي يتناقض مع الحريات».

ودعا رئيس «بلدية صور» المهندس حسن دبوق «الأجهزة الأمنية للعمل الجاد لكشف الفاعلين»، مطالباً «مؤسسات المجتمع المدني بالتضامن، والعمل معاً من أجل المدينة ومصالح أهلها والدفاع عن الحريات». وطالب محمد صفي الدين باسم «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بزيادة عديد قوى الأمن، وتكثيف دورياتها، مؤكداً على «إدانة هذا العمل الإرهابي». وأعلن علي الجمل باسم «الحزب الشيوعي اللبناني» إدانه التفجير الأخير، وما سبقه من تفجيرات، كانت طاولت مؤسسات سياحية في صور. وقال: «إننا نرفض هذا الأسلوب، الذي يتعارض كليا مع مبدأ الحريات التي كفلتها القوانين».

وفي صور التي يسودها التخوف من الآتي، في ظل التفجيرات المتكررة والتعديات على الحريات العامة، امتنع عدد من أصحاب المؤسسات السياحية والمطاعم عن بيع المشروبات الروحية. واستنكر رئيس «جمعية الوسط الإسلامي اللبناني» الشيخ حسين إسماعيل التفجير الأخير، وقال: «نحن نستنكر ما حصل في صور من تفجيرات متكررة تمس أمن المواطن والوطن، وندعو الجميع للقيام بمسؤوليته كل من موقعه»، مشيراً إلى أن «لبنان ليس بمعزل عما يحصل في المنطقة من تحديات ومؤامرات تستهدف الساحة العربية والاسلامية». كما استنكر عضو الأمانة العامة لـ «منبر الوحدة الوطنية» محمد نديم الملاح عمليات التفجير التي تستهدف مدينة صور، وقال: «إنها عمليات مشبوهة، الغاية منها ضرب أمن واستقرار المدينة».

من جهة أخرى، هنأ وزير السياحة فادي عبود المواطنين لمناسبة الاعياد، مذكراً المؤسسات السياحية العاملة بضرورة التقيد بالقوانين والأنظمة النافذة، لاسيما بالنسبة لعدم إزعاج الجوار وإقلاق الراحة، وعدم تقديم المشروبات الروحية للقاصرين وعدم السماح للقاصرين بالدخول إلى الحانات الليلية، والحفاظ على أخلاقيات السياحة المسؤولة بالتصرف خلال هذه الفترة». وشدد وزير السياحة على «الحرية المنصوص عنها بالدستور اللبناني لجهة حقوق المواطنين أمام القانون، وبالتالي عدم الرضوخ لبعض محاولات التخويف والترهيب التي يحاول البعض بثها لجهة منع إقامة حفلات في مناسبة رأس السنة وعدم تقديم المشروبات الروحية لمن يرغب من الراشدين»، لافتاً في بيان أمس إلى أن «وزارة السياحة اذ تحترم وتجل جميع المعتقدات الدينية والروحية، إلا أنها في ما يخص المؤسسات السياحية الخاضعة لوصايتها المباشرة تترك للفرد حرية اختيار ما يرغب من مأكولات ومشروبات، ضمن الحقوق التي نص عليها الدستور اللبناني وعلى كافة الأراضي اللبنانية».
 

السابق
الأسير..والمسرحية الممنوعة..وشجرة الميلاد المكروهة في صيدا
التالي
نقولا: سجال له صبغة طائفية