إلا..إغلاق مضيق هرمز!

على إيران أن تدرك أن اللعب مع أميركا في مياه الخليج العربي، مخاطرة كبرى، وحماقة قد تؤدي إلى التهلكة، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز ومنع مرور 40 في المئة من النفط العالمي، يعتبر إعلان حرب من قبل طهران قد يستنفر مجلس الأمن الدولي، لما في ذلك من إضرار بمعظم دول العالم، التي تعتمد اعتمادا كليا على النفط الخليجي!

العقلانية في طهران مفقودة، وخصوصا أن هناك أزمات داخلية، كالصراع بين أجنحة النظام الحاكم، والتي يريد بعضها، تصدير مشاكله إلى الخارج، ولو أدى ذلك إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين!
الكفة ليست في صالح إيران، وليس هناك من داع لاستعراض القوة، وإطلاق التصريحات الجوفاء ضد الجيران، والتي تسهم بشكل مباشر في توتير الأجواء وتنامي عدم الثقة، مما قد يؤثر على إيران نفسها، والتي هي الآن أحوج إلى الحوار مع دول مجلس التعاون الخليجي، لا أن تستعرض عضلاتها في الخليج والمحيط الهندي بأسلحة ومعدات خردة وقديمة جدا، وبدلا من فسفسة المليارات من الدولارات على المناورات العسكرية، والتي لا طائل من ورائها سوى استعداء الآخرين، كان الأولى والأجدى إنفاقها على الشعب الإيراني الذي يسعى جاهدا لحياة مستقرة هانئة وجوار حسن مع دول الخليج التي يعمل بها الملايين من أبنائه، بحثا عن لقمة عيش كريمة، تقيهم وأهليهم الفقر المنتشر والمتفشي في ربوع إيران وسهولها وجبالها، بفضل الثورة التي أنهكت، بل ودمرت الاقتصاد الإيراني!

كثير من الإيرانيين يترحمون على أيام الشاه، فقد كانت معيشتهم في عهده أفضل بكثير من الآن، والوضع الاقتصادي ممتاز، وبعد الثورة عضّوا أصابع الندم، والحسرات، على تأييدهم ثورة مفصلة على مقاس ما يسمى برجال الدين، الذين خلطوا الدين بالسياسة طمعا بمكاسب دنيوية زائلة، حالهم وحال جماعة الإخوان المسلمين سواء بسواء، كلهم يدعون التدين، والدين منهم براء من الألف إلى الياء!

لدى إيران ثروات هائلة جدا، وطاقات بشرية جبارة، ماذا لو جنحت حكومة طهران إلى السلم، وطوت الملف النووي، وسعت إلى سوق حرة مع دول الخليج، أسوة بالسوق الأوروبية المشتركة، وفتحت أبواب الاستثمار والتجارة على مصراعيها، العائد سيكون بالتأكيد ضخما، ويفوق المتوقع، هذا على الصعيد الاقتصادي، وأما على الصعيد السياسي، فستهدأ المنطقة، وتستقر، وينتفي معها الوجود الأجنبي، هذا إذا صدقت النوايا!

السابق
الامام الصدر !!
التالي
اللواء:شربل يؤكّد عدم توافر أي دليل لوجود القاعدة في لبنان