مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية… حزب الله يعيد ترتيب اوضاعه استعدادا للآتي

يعترف المسؤولون في حزب الله بالحجم الكبير للتحديات الداخلية والخارجية التي تواجههم حالياً وفي المرحلة المقبلة نظراً الى التطورات المتسارعة على الصعيدين اللبناني والعربي.
لكن اعتراف مسؤولي الحزب بالحجم الكبير للتحديات لا يعني أنهم قلقون أو خائفون من المستقبل وما يحمله من أحداث وتطورات، بل إنهم مطمئنون الى أنه مهما بلغ حجم هذه التحديات فإن حزب الله قادر على التكيف مع المتغيرات وايجاد الحلول المناسبة للمشكلات والعقبات. ويعتبر مسؤولو الحزب في مجالسهم الخاصة أن الوضع الداخلي اللبناني يمر حالياً بمرحلة حساسة لمواجهة التطورات السياسية والاجتماعية والأمنية بعد أن انتهى قطوع تمويل المحكمة الدولية، وأن هناك توجهاً لدى حزب الله، بالتعاون مع مختلف الشركاء والحلفاء في الحكومة، لتقديم الحلول لمختلف المشاكل، ما يحفظ الاستقرار الداخلي.

أما على الصعيد الخارجي، فهموم حزب الله كثيرة متشعبة، تبدأ بالتطورات في سوريا وانعكاساتها على لبنان والمنطقة، ويضاف الى ذلك ما يجري في العراق بعد الانسحاب الأميركي، كذلك متابعة نتائج الثورات العربية الشعبية والخريطة السياسية الجديدة في الوطن العربي بعد النجاحات الهامة التي حققتها الحركات الاسلامية في عدد من هذه الدول. فما هي أبرز الهموم والمشاكل التي يواجهها حزب الله داخلياً وخارجياً؟ وكيف يخطط الحزب لمعالجة هذه التحديات؟
الهموم الداخلية والخارجية

بداية ما هي أبرز الهموم والتحديات التي يواجهها حزب الله داخلياً وخارجياً؟
المسؤولون في حزب الله يعتبرون «أن الوضع الداخلي اللبناني يشكل اليوم أولوية أساسية لدى قيادة الحزب وذلك لحماية الاستقرار الأمني وتقديم الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على تماسك الوضع الحكومي وإبقاء التوازن بين مختلف الأطراف المشاركين في الحكومة، ويضاف الى ذلك حماية المقاومة من الخروقات الخارجية والداخلية والاستعداد الدائم لمواجهة أي عدوان اسرائيلي على لبنان أو المنطقة».
ويعترف المسؤولون في الحزب بحجم المشاكل الداخلية والاجتماعية، وخصوصاً في المناطق التي ينشط فيها الحزب وهم يعملون ليل نهار لمتابعة هذه المشكلات ورصدها وتحليلها ووضع الحلول المناسبة لها، رغم انهم يقرون بأن حجم المشاكل اكبر من أي حزب أو تنظيم وان مسؤولية مواجهتها تتطلب تفعيل عمل كل الأجهزة الرسمية والأهلية وهم حاضرون لأي دعم ومساندة ويعملون لوضع امكاناتهم في تصرف الدولة ومؤسساتها.
أما على الصعيد الخارجي، فلدى الحزب هموم وتحديات كبيرة تبدأ بالتطورات في سوريا وما يجري فيها من أحداث، حيث تتابع قيادة حزب الله التطورات السياسية والميدانية وتنشط بالتعاون مع قوى اسلامية فاعلة لحماية الاستقرار في سوريا والتوصل الى حلول سياسية مناسبة للأزمة مع اقتناع القيادة بأن المرحلة المقبلة رغم صعوباتها لن تكون أصعب من المراحل السابقة.
وهناك ملفات أساسية اخرى تتابعها قيادة حزب الله، ومنها التطورات الجارية في فلسطين والمتغيرات الحاصلة في الوطن العربي والنتائج الهامة التي افرزتها الثورات العربية من تقدم كبير للتيارات الاسلامية.
خطط الحزب للمرحلة المقبلة

لكن كيف يخطط حزب الله للتعاطي مع مختلف التطورات الداخلية والخارجية؟
يقول المسؤولون في الحزب إن هناك عدة مهام تضعها القيادة في سلم أولوياتها في المرحلة المقبلة ومنها:
1- حماية الاستقرار الداخلي اللبناني ومنع الانزلاق نحو أية مشكلة أمنية أو سياسية، مع تأكيد أهمية دور المقاومة والحفاظ عليها من أية خروقات داخلية أو خارجية.
2- إعطاء الأولوية للوحدة الإسلامية والوطنية والوقوف بوجه أي محاولة لتأجيج الفتن المذهبية والطائفية والسعي إلى معالجة أية مشكلة تحدث بأقصى سرعة ممكنة.
3- الانفتاح على القوى الإسلامية في لبنان والمنطقة والبحث عن أفضل السبل لزيادة التنسيق والتعاون مع مختلف الحركات الإسلامية وخصوصاً «الاخوان المسلمين» مع مراعاة ظروف هذه الحركات في كل بلد على حدة.
4- حماية الاستقرار في سوريا نظراً الى الدور السوري في دعم المقاومة مع دعم عملية الاصلاح السياسية لانه ليس من مصلحة أحد أن تستمر هذه الأزمة لما لها من تداعيات خطيرة.
ويقول المسؤولون في الحزب إن هناك متابعة يومية وتفصيلية لكل الأحداث والتطورات، وكذلك على صعيد الاداء الداخلي للحزب، وهناك جهود مستمرة لتطوير الهيكليات التنظيمية لكي تكون قادرة على مواكبة الأحداث وكذلك لمعالجة بعض الثغرات والأخطاء التي برزت في المرحلة الماضية.
ويختم المسؤولون «نحن ندرك حجم المتغيرات التي تحصل في المنطقة العربية ورغم المخاوف التي يثيرها البعض، فإن ما يجري سيكون لمصلحة قوى المقاومة وان نتائج الثورات العربية، وخصوصاً في مصر وتونس والانسحاب الأميركي من العراق شكلا تطوراً استراتيجياً مهماً في الوطن العربي وان ما تحقق سيكون له نتائج ايجابية لمصلحة قوى المقاومة رغم التداعيات التي أفرزها الوضع في سوريا وان شاء الله ستحمل الأيام المقبلة المزيد من التطورات الايجابية بما يخدم خيار المقاومة».  

السابق
عام خطير مقبل بعد الربيع العربي
التالي
توقعات اميركية للعام الجديد: اندلاع أكثر من عشر حروب أو صراعات فى مناطق متفرقة من العالم ؟!!