حملات كن هادي واليازا: لا تقودوا وأنتم سكارى!

لأن العيد هو عبارة عن فرح بلقاء الأحبة وليس موعداً لفراقهم، تنشط استعدادات كل من جمعيتي «اليازا» و«كن هادي» لاستقبال العيد، على قدم وساق. فالجمعيتان، اليوم، ترصدان بدقة عدد حوادث السير وضحاياها، وتحاولان قدر المستطاع، من خلال حملاتهما الإعلامية، الحدّ من نسبة وقوع تلك حوادث، من خلال نشر التوعية بين الشباب. ونظراً لكون ليلة رأس السنة غنية بالمشروبات الروحية، فقد حصدت الاهتمام الخاص من قبل الجمعيتين اللتين تنويان الوقوف للمواطنين بالمرصاد، من خلال سلسلة إرشادات وحملات توعية، تضاف الى الإرشادات التي تعلن عنها سنوياً قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني.

في الواحد والثلاثين من الجاري، سيخرج المواطنون للاحتفال بمناسبة تحلّ هذا العام في ظل طقس ماطر على السواحل، ومثلج على المرتفعات. وكي لا تحصد الليلة المميزة أرواح مواطنين، يجب على الساهرين صيانة سياراتهم، خصوصاً أولئك الذين يعتزمون التوجه إلى المناطق الجبلية حيث تصعب الرؤية، وغالباً ما يتكون الجليد في ساعات الفجر الأولى، التي تتزامن مع عودة الشباب من سهرة رأس السنة.

«كن هادي»: «رجاع بتاكسي!»

تستريح إلى الكنبة وهي تدقّق في عقارب الساعة التي تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وهي لم تتلق بعد أي خبر عن ابنها الذي خرج ليقضي السهرة برفقة أصدقائه. الساعة تشير الى الثانية بعد منتصف الليل، فالثالثة والنصف فجراً، ولا خبر يثلج صدرها. تغزو علامات القلق وجهها. تتنقل بين أرجاء المنزل. تارة، تطل من النافذة علّها تلمح سيارته، وطوراً تقف عند باب المنزل منتظرة… ولا نتيجة.
هي والدةٌ تشكّل نموذجاً عن آلاف الأمهات اللواتي ينتابهن الشعور نفسه حين يقضي أولادهن ليلة رأس السنة خارج المنزل، فـ«على راس السنة، العد العكسي لأهلك عذاب! رجاع بتاكسي». وتحل العبارة الأخيرة شعاراً للإعلان الترويجي الخاص بجمعية «كن هادي»، التي تبثّه معظم القنوات التلفزيونية، بهدف نشر التوعية بين الشباب.
وقد اعتادت الجمعية، منذ نشأتها، على صياغة أفكار خلّاقة لنشر التوعية، وإطلاق مبادرات فريدة من نوعها، وجميعها وليدة أفكار نائب رئيس الجمعية لينا جبران «أم هادي»، التي تنطق باسم كل والدة خسرت فلذة كبدها بحادث سير، بعدما فُجعت هي شخصياً بخسارة ابنها هادي. وتؤكد جبران أنه «وفقاً لتقارير صادرة عن الصليب الأحمراللبناني، تشير معظم حوادث السير إلى أنها ناتجة عن تناول السائقين نسبة عالية من الكحول». لذلك، تشدّد جبران، من خلال حملات الجمعية، على «ألا نشرب ونقود».
وكانت الجمعية قد تميّزت بمبادرتها الفريدة التي اعتبرت «صادمة» نوعاً ما، كما تصفها جبران، لكنها «تؤدي الى نتيجة إيجابية»، حين جابت في شوارع مناطق السهر بسيارات لدفن الموتى، كتب عليها: «ارحم حالك واطلب تاكسي».
وتشير جبران الى أنه «في ليلة رأس السنة، ستطلق الجمعية حملة واسعة على كامل الأراضي اللبنانية، للفت نظر السائقين وتنبيههم إلى ضرورة تحمل مسؤوليتهم، وذلك عبر شاحنات إعلانية مضيئة تحمل رسائل توعوية».
وتذكّر بأن «الجمعية تؤمن حسومات على أسعار سيارات التاكسي، في حال الاتصال بها وطلب رقم شركة معينة، وتؤمن أيضاً تكاليف التاكسي كاملة في حال وجود أحد الأشخاص في حالة السكر».

«اليازا»: «ما تشرب وتسوق»

بدورها، أعلنت « اليازا» عن سلسلة إرشادات لتلافي حوادث السير في ليلة رأس السنة، قدّمها أمين سرّها كامل ابراهيم، الذي دعا السائقين والمشاة، إلى عدم تحويل بهجة العيد إلى كوارث مرورية، «لأن العام 2007 قد شهد ما فيه الكفاية منها». وللمناسبة، أطلقت «اليازا» إعلانها الخاص بالأعياد، وتظهر فيه يد السائق وهي تمسك كأساً من الكحول بدلاً من محرّك السرعة، ويقول الشعار: «ما تشرب وتسوق».
ودعا ابراهيم سائقي المركبات على أنواعها الى «عدم الإفراط في تناول الكحول، لأن ارتباط الأعياد وخاصة عيد رأس السنة بالكحول لدى بعض المواطنين قد جعل هذه المناسبة سبباً لوفاة خيرة الشباب على الطرق». وذكرت اليازا بـ«بضرورة انتداب سائق من كل مجموعة ليلتزم عدم تناول الكحول قبل القيادة وذلك لتحقيق عودة آمنة». كذلك لفت نظر المواطنين إلى أن «قانون السير يجيز لقوى الأمن الداخلي قمع مخالفات الكحول في حال تجاوزت كمية الكحول نصف غرام في ليتر الدم، مع الاشارة الى أهمية دور قوى الأمن في تطبيق قانون السير على الجميع من دون أي استثناء». وشدّد على ضرورة «استعمال حزام الأمان في جميع المقاعد من دون استثناء وخاصة في المقعد الأمامي إلى جانب السائق، وضرورة جلوس الاطفال حتى الثامنة في كرسي الأمان».
وخصّ كامل أهل وأصدقاء الشباب ما بين عمر 16 و27 سنة بنصيحة حول «ضرورة لفت نظرهم، بشكل هادئ، الى الأخطار التي قد يتعرضون لها في أثناء القيادة وخاصة في مناسبة الأعياد المجيدة، وفي ليلة رأس السنة بالذات». وذكّر «الأهل بالمسؤولية القانونية والمعنوية لإقدام أولادهم ما دون الثامنة عشرة على قيادة السيارة». وللمناسبة، دعا كامل «مختلف وسائل الإعلام الى ضرورة تذكير المواطنين بمخاطر القيادة ليلة رأس السنة وذلك لتلافي الحوادث التي يمكن أن تنتج عن مثل هذه الليلة في حال عدم الالتزام بقانون السير وبإرشادات السلامة العامة».  

السابق
اللعب مع القاعدة
التالي
الحياة: رئاسة الحكومة لكل الطوائف وأي محاولة للنيل من صلاحياتها مرفوضة