كيف تتسلّل القاعدة من عرسال؟

أبدى عدد من أهالي بلدة عرسال خلال حديثهم إلى «الجمهورية» استغرابهم للتصريحات التي أطلقها وزير الدفاع فايز غصن أخيراً عن تسلّل عناصر من تنظيم القاعدة إلى سوريا عبر بلدة عرسال، من دون أن يثبت ذلك بالدليل والبرهان، إذ بدا أنّ غصن كأنّه يقوم بتنفيذ أمر ما طُلِب منه».

سأل الأهالي: “كيف يمكن لعناصر من القاعدة أن يتسلّلوا من عرسال الى سوريا والكلّ يعلم أنّ البلدة محاصرة من الجهة السوريّة بعناصر المخابرات والجيش السوري، وعلى مداخل البلدة حواجز للجيش اللبناني.

وقال أحد فاعليّات البلدة إنّ الجميع يعلم مَن الذي يقوم بتهريب السلاح الى سوريا، فقضيّة تورّط أحد أبناء مشايخ حزب الله بسرقة مخزن للحزب وتهريبه الى سوريا يعرفها القاصي والداني، إلّا إذا كانت هناك نيّة للقيام بعملية أمنيّة سوريّة لبنانية مشتركة تستهدف عرسال بسسب رعايتها لإخوانها اللاجئين السوريّين؟

وأبدى أحد مخاتير البلدة تأييده لمواقف الرئيس ميشال سليمان في بكركي مؤخّراً، والتي أعلن فيها أنّ أيّ لبنانيّ وأيّ بلدة لبنانية لا تقبل إيواء الإرهاب، والجميع يتعاون مع الدولة لمنع حصول إرهاب أو إيواء الارهابيّين.

معلومات سوريّة

وكانت اوساط اكّدت انّ وزير الدفاع فايز غصن ابدى امام مقرّبين منه استياءه لتوريطه في موضوع تسلّل القاعدة الى سوريا، وكما يبدو وفق الاوساط انّه تلقّى معلومات في هذا الصدد من جهات امنيّة سوريّة عبر نائب لبناني كان زار دمشق، وجرى الاتّفاق على تسليط الضوء ناحية عرسال والتركيز على موضوع القاعدة، في إطار تكتيك أمنيّ معيّن ربّما له علاقة بموضوع الانفجارات الاخيرة التي حصلت في كفرسوسة والتي سارع النظام السوري فوراً إلى اتّهام تنظيم القاعدة بالوقوف وراءَها، في حين أنّ جهات امنيّة اوروبّية حصلت على صور بالأقمار الصناعية التي ترصد الوضع الامني في سوريا بشكل دوري ويومي وبدقة متناهية، تظهر انّ السيارتين اللتين انفجرتا في كفرسوسة كانتا قد دخلتا المجمّع الأمني قبل يومين من حصول الانفجارات…”

ردّ على غصن!

واعتبرت الاوساط انّ تصريحات الرئيس ميشال سليمان التي نفى فيها ما ذكره غصن كانت بمثابة ردّ غير مباشر من أعلى سلطة في البلاد، الامر الذي دفع بالوزير غصن الى توضيح ما ذكره ومكرّراً ما اعلنه عن تسلّل عناصر “القاعدة” الى سوريا، مشيراً الى أنّ تصريحاته ليست من قبيل التكهّن والتحليل والاستنتاج، إنّما نتيجة معلومات توافرت لدى وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية، وانّه كان من المفيد اطلاع الرأي العام عليها، للتنبيه الى خطورة الأمر على لبنان وأمنه واستقراره، ولوضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم الوطنية.

واستغربت الاوساط كيف انّ غصن يملك معلومات لا يملكها رئيس الجمهورية، وهو بمثابة القائد العام للقوّات المسلّحة، ما يدلّ على غياب الرؤية والتنسيق وتشرذم الموقف الرسمي .حتى إنّ وزير الداخلية مروان شربل أكّد بدوره أن لا وجود رسميّا لتنظيم “القاعدة” في لبنان.

جرّ عرسال إلى أتون الصراع

وأبدت الأوساط تعجّبها من محاولة بعض اللبنانيّين جرّ عرسال الى أتون الصراع، والإيحاء بتورّطها في تفجيرات دمشق، فهذا بمثابة خيانة وطنية. وعلى مجلس الوزراء النظر إلى هذا الموضوع بجدّية ومن دون تهاون، فبلدة عرسال، مستهدفة في حاضرها ومستقبلها، كونها تشكّل الثقل العسكري السنّي إذا أُجيزت هذه العبارة، وكونها تشكّل موقعيّة ممانعة فعليّة، أسوةً ببلدات الشمال، حسب ما ينظر اليها من الفريق الاكثري الحالي، إضافة الى انّها تشكّل فتيلاً سريع الاشتعال، لو أُريد لفتنة ما أن تشتعل يوما لمصلحة خاصة بالمعادلة القادمة، وكان قد سبق استهدافها مرّات عدّة سابقا، فلماذا تطرح مجموعة الثامن من آذار، تلك الأمور على البساط الدموي السوري، ولماذا تتدخّل في هذا الشأن، في الوقت الذي تناقض فيه مواقفها، وتتّهم فرقاء بالتدخّل في الشأن السياسي العام الداخلي اللبناني.

السابق
المحامون عن المتهمين باغتيال الحريري
التالي
هدايا حكومة المساخر !