انفجار صور: منع حفلات رأس السنة.. ام توتير امني مدروس

عاد مسلسل التفجيرات الامنية يؤرق مدينة صور تحت عناوين مختلفة ومنها استهداف اماكن بيع "المشروبات الروحية" في محاولة لضرب الحركة السياحية مع عيدي الميلاد ورأس السنة، وللدلالة على خطورة الاحداث الامنية المتنقلة من منطقة لبنانية الى أخرى حيث تكتسب في صور اهمية خاصة كون قوات الطوارىء الدولية "اليونيفيل" تتواجد فيها وترتاد بعض هذه الاماكن احيانا وكونها مدينة للعيش المشترك الاسلامي ـ المسيحي.
وفي التفاصيل، فقد إنفجرت عبوة ناسفة عند الخامسة فجرا في مدينة صور استهدفت مطعم "التيروس" الذي يملكه زهير أرناؤوط والكائن عند الكورنيش البحري للمدينة واقتصرت الاضرار على الماديات في المطعم دون وقوع اصابات في الارواح.
وقد تسبب انفجار العبوة الناسفة بخسائر مادية دون وقوع ضحايا حيث احدثت فجوة في الجدار وتحطم معظم الزجاج والادوات، اضافة الى اجهزة التدفئة وعلى الفور، ضربت القوى الامنية طوقا امنيا في محيط الانفجار وباشرت تحقيقاتها.
وذكرت مصادر أمنية لــ "جنوبية" ان الانفجار وقع بواسطة عبوة ناسفة من مادة "تي.ان.تي" تزن 400 غرام كانت مزروعة عند الحائط الخارجي للمطعم وقد تم تفجيرها بواسطة فتيل وهو نفس الاسلوب الذي اعتمد لتفجير فندق وصالة ليلية ومحل لبيع الخمور في منتصف تشرين الثاني الماضي بقارف زمني قصير.
واشارت المصادر، ان هدف التفجير غير واضح بمعنى ان عناصر قوات الطوارىء الدولية لا ترتادونه، ولا يبيع وحده المشروبات الروحية، او يستعد لاقامة حفلة رأس السنة كما حال معظم المطاعم الفاخرةفي صور، ما يشير بوضوح الى مخطط لتوتير الاوضاع الامنية واستهداف نسيج المدينة بالوحدة بالعيش المشترك.
وفيما قرأ البعض الانفجار على انه "رسالة" تحمل "بصمات أصولية" لمنع الحفلات ليلة رأس السنة، تردد ان صاحب احد المطاعم في المدينة تلقى تهديدا لعدم اقامة حفلة ليلة رأس السنة من قبل مجهول ولكنه رفض التهديد مصمما على اقامتها.
ميدانيا، عاين كبار ضباط الجيش في اللواء الخامس وخبراء المتفجرات والادلة الجنائية، مكان الانفجار، حيث شوهدوا وهم يعملون على مسح مكان الانفجار داخل المطعم كما وضعت علامات تمنع الاقتراب من المكان، فيما قطع الجيش طريق الشاطئ الجنوبي للمدينة.
كما تفقد مكان الانفجار آمر فصيلة صور النقيب طارق زين، رئيس فرع مخابرات صور العقيد مدحت حميد، آمر مفرزة استقصاء الجنوب الرائد جان غسطين ورئيس مكتب المعلومات في منطقة صور النقيب حسن حمود.
كما تفقد المكان رئيس بلدية صور حسن دبوق معتبرا انه يستهدف شرائح المدينة كافة، مطالبا الاجهزة الامنية المختصة بكشف الفاعلين لمعاقبتهم.
استنكر منسق عام "تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود في تصريح له اليوم، "ما جرى فجر اليوم، في مدينة صور الجنوبية من استهداف مباشر لأمنها واستقرارها عبر التفجير الذي طال احدى مؤسساتها السياحية في حادث هو الثالث من نوعه في أقل من شهرين". ورأى " أن الهدف من هذه التفجيرات ليس استهداف هذه المطاعم والمقاهي والمحال التجارية كمؤسسات سياحية بقدر ما هو محاولة لتصوير المدينة وكأنها تتعرض لقمع بالقوة للحرية الشخصية للمواطن".
واكد "ان هذه الرسالة الأمنية التي تلقتها صور بكثير من القلق، تتطلب من الجهات الأمنية المسؤولة تكثيف الجهود من اجل كشف من يقف وراءها وملاحقتهم وتقديمهم الى العدالة".

تذكير بالانفجارات
يذكر ان هذا الانفجار هو الثالث في مدينة صور منذ حوالي الشهر، حيث كان استهدف بانفجارين مماثلين مطعم "كوين اليسا" الذي يقع عند الكورنيش البحري لشاطئ صور الجنوبي، والثاني متجر "كتورة" لبيع المشروبات الروحية، والذي يقع بالقرب من ميناء الصيادين في المدينة.

السابق
أزمة العقل الشيعي في لبنان
التالي
التايمز: محمد البوعزيزي شخصية العام والربيع العربي