الانباء: أهالي عرسال يجولون على القيادات احتجاجاً على اتهامات غصن والحريري يسخر منها ويعتبر الحوار نكتة لأنه مع أشخاص لا يسمعون

تبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وفد ضم فعاليات بلدة «عرسال» البقاعية يتقدمه رئيس البلدية علي الحجيري احتجاجا صارخا على اعلان وزير الدفاع فايز غصن تسلل عناصر قاعدية من عرسال الى سورية.

في هذا الوقت، كان الوزير غصن يعرض المستجدات مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي.

الراعي استقبل أيضا السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم على مدى نصف ساعة تخللها الحديث عن آخر التطورات على الساحة السورية، وقد امتنع علي عن التصريح.

رئيس بلدية عرسال، رفض بعد لقاء رئيس الحكومة الاتهامات الموجهة ضد البلدة بالتعامل مع اسرائيل أو باحتواء عناصر من القاعدة، مطالبا وزير الدفاع باستبدال هذه الاتهامات بالانماء والأمن وقال ان البلدة بإمرة الجيش اللبناني.

عرسال القومية العربية والعلمانية

ويعرف أهالي بلدة عرسال بميولهم القومية العربية والعلمانية، وقد كان للأحزاب، كالبعث العراقي والشيوعي وفتح تنظيمات فيها.

وتبعد عرسال مسافة 15 كلم عن أقرب نقطة حدودية مع سورية ويعمل معظم أهلها في تقطيع الصخور، ومن هذه المنطقة الحدودية عبر خاطفو السياح الاستونيين الى سورية ذهابا وإيابا.

نائب رئيس البلدية احمد فليطي نفى وجود قاعدة أو أي جهة مسلحة في البلدة، لافتا الى ان أطرافا لبنانية لا توافق على الدور الإنساني الذي تلعبه عرسال بالنسبة للثورة السورية.

وقال فليطي ان الرئيس ميقاتي وضع يده على الموضوع، وقد طالبناه بنشر الجيش كي يوقف هدر الدم العرسالي ويوقف التهريب، واضاف: ليس في عرسال ميليشيات وسلاح الاحزاب تسلمه السوريون عام 1985، واضاف: عرسال حيثية في منطقتها وتتميز عن محيطها.

الوفد العرسالي يلتقي قائد الجيش العماد جان قهوجي يوم غد الخميس للغرض عينه.

والراهن ان مسألة تصريحات وزير الدفاع مازالت تشغل الوسط السياسي اللبناني، وخصوصا المعارضة التي وجدت فيها فرصة للإضاءة على حجم تورط جهات رسمية لبنانية بما يجري في سورية.
.
 دعوة لجنة الدفاع للاجتماع

وفي هذا السياق أبلغ رئيس لجنة الدفاع البرلمانية النائب سمير الجسر (المستقبل) جريدة اللواء بأنه سيدعو اللجنة الى جلسة طارئة ما لم يقدم الوزير غصن إجابات شافية ويضع حدا للالتباسات الحاصلة، علما ان هذه المخاوف والتهديدات باتت حيوية، بعد الأنباء التي تحدثت عن تحليق للطيران السوري فوق الحدود اللبنانية ـ السورية.

وفي هذه الأثناء سخر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من تصريحات وزير الدفاع فايز غصن وقال عبر موقع «تويتر» هناك قاعدة واحدة وهي شبيحة بشار الأسد.

ودعا الحريري الجامعة العربية الى نقل الملف السوري الى مجلس الامن وفرض حظر الطيران فوق سورية معتبرا ان الرئيس السوري يعتبر نفسه اذكى من الجامعة العربية ومن العالم لكنه سيسقط سقوطا عنيفا. كما دعا الى القيام بكل ما يلزم لايقاف المجزرة في حمص وفي كل سورية واضاف: ان نأي لبنان بنفسه عن احداث سورية كان ضمن تعليمات نظام الاسد للحكومة اللبنانية، لكن لا شيء سيبقى على حاله وسننتصر في النهاية، وسنستطيع ان نغير الكثير في لبنان واصفا الحوار بشأن الاستراتيجية الدفاعية بانه نكتة لاننا سنتكلم مع اشخاص لا يسمعون. في المقابل الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة القريب من دمشق وجه نعوتا وشتائم للرئيس الحريري «الذي لن يعود رئيسا للحكومة ونحن احياء» بحسب قوله.

من جهته، النائب وليد جنبلاط رئيس جبهة النضال الوطني النيابية الذي توجه امس الى القاهرة أدان تفجيري دمشق، مشددا على الحل السياسي في سورية. وتوقف جنبلاط عن تزامن وقوع الانفجارين في دمشق مع وصول بعثة المراقبين العرب ما يثير علامات استفهام عديدة.

وعن تصريحات وزير الدفاع فايز غصن تمنى جنبلاط معالجة المسائل الأمنية الحساسة من خلال رفع مستوى التنسيق الامني بين الاجهزة الامنية وتحديدا مخابرات الجيش وفرع المعلومات اسوة بما حصل في مرحلة كشف شبكات التجسس الاسرائيلية وملف «فتح الاسلام».

بدوره الوزير السابق حسن منيمنة (المستقبل) رد على تصريحات الوزير غصن التي كررها امس الاول بالقول انها مبنية على معلومات، بالقول ان هذا الاتهام هو لخدمة النظام السوري فمنطقة عرسال حدودية معظم سكانها مع توجه تيار المستقبل ونحن موقفنا واضح من النظام السوري وما يدور في سورية حيث تستمر السياسة الامنية القاتلة وبالتالي يستمر النظام في قتل شعبه ونعتقد ان هناك محاولة لتوريط منطقة عرسال فيما يجري بسورية والكل يسخر من مثل هذه الاتهامات للقاعدة والكل يعلم من يدعم القاعدة فعليا، وما اذا كان لها وجود في لبنان.

واعتبر منيمنة ان النظامين السوري والايراني هما من يدعمان القاعدة في البلدان العربية واستبعد المواجهة بين الجيش اللبناني وأهالي عرسال، وقال ان دور الجيش هو حماية الناس وحماية الحدود والمناطق واذا كان من مشاريع لصراع داخلي مع اهله وناسه في هذه المنطقة او تلك فعلينا افشال هذا المخطط.

ولم يستبعد منيمنة في تصريح لاذاعة «صوت لبنان» وجود من يخطط لمثل هذا الأمر لكن الجميع يراهن على حكمة قيادة الجيش ووعيها لما يخطط ضد البلد.

ليقدم الوزير إثباتاته

وحول تحرك نواب بيروت لمساءلة الوزير غصن، قال منيمنة هذا واجب وليس مسموحا لبعض الوزراء المعروفي الانتماء السياسي والى من يدينون بوجودهم السياسي وفي الحياة العامة الى الخارج، بأن يلعبوا بمثل هذه الموضوعات خدمة لأطراف خارجية، لقد تحدث عن اثباتات فليتفضل ويظهر اثباتاته حول وجود القاعدة في عرسال، وفي اعتقادي ان ثمة من ورط غصن بهذا الكلام، لقد دفع الى قول ما قاله، واذ بعد يومين وقع تفجيرا دمشق ووجهت التهمة للقاعدة وكأن هناك سيناريو معدا لهذه الغاية ما يضعف اقوال غصن.

واعتبر ان المراهنة على سقوط النظام السوري لم تعد مجرد مراهنة امام هذا الاصرار الرائع من الشعب السوري الذي دخل شهره العاشر ومازال مصرا على اسقاط النظام الذي عجز عن اسكاته.

ودعا اللبنانيين الى نسيان الماضي ونسيان ما ألحق هذا النظام بوطننا، معتبرا الحوار الآن مضيعة للوقت 

السابق
تهديدات لأهداف المبادرة العربية
التالي
الجمهورية: تركيا تنتظر الضوء الأخضر للدخول الى سوريا ومشــروع لإرسال مراقبين دوليين