سلام: نقدّر السلاح المقاوم للعدو

بيروت العاصمة، الجامعة والحاضنة لجميع ابناء الوطن كم تحملت خلال العقود السابقة نتائج صراعات وحروب الآخرين، وكم عانى أهلها وتحملوا سلبيات الفوضى التي شكلت باكورة نشاط الميليشيات في شوارعها وازقتها زمن الحرب الاهلية، حيث الحقت الاضرار الجسيمة في الارواح والممتلكات، واطاحت بالاستقرار المطلوب·
منذ اعوام ولأسابيع قريبة مضت بدأت بواكير هذا النشاط <الميلشياوي> تستعيد أمجادها في احياء بيروت، وذلك عبر اشتباكات فيما بينها غير مبررة، اطاحت باستقرار العاصمة واهلها وقاطنيها، وهذا ما دفع نواب بيروت ليطلقوا الصرخة مجدداً بوجه هذه الفوضى العائدة بكل ويلاتها وسلبياتها، مطالبين كافة الجهات الرسمية والمرجعيات السياسية للتعاون فيما بينها من اجل <بيروت منزوعة السلاح> حفاظاً على بيروت ودورها الوطني الجامع·

<اللواء> انطلاقاً من دورها الحريص على بيروت وأمن اهلها اكدت توجهها الواضح في دعم مسيرة استقرار العاصمة وجهود نوابها·

التقت نائب بيروت تمام سلام واجرت معه حواراً أكد فيه:

<ان المطالبة ببيروت منزوعة السلاح جاء نتيجة لتكرار الاشتباكات بين الجماعات المسلحة في شوارع العاصمة، والتي الحقت الاضرار باستقرار المواطنين وارزاقهم>·

وقال: <على السلطة نزع السلاح من العاصمة حيث لا دور مقاوم له ولا هدف سوى هدر كرامة الناس وارهابهم بأعمال التشبيح>·

وقال: <نقدر السلاح المقاوم للعدو ويجب وضعه في اطار استراتيجية دفاعية ولكن هل السلاح في بيروت هو مقاوم؟ فبيروت قاومت العدو الصهيوني واحتضنت المقاومة هل تكافأ بسلاح الشبيحة؟>·

واعلن ان <موقف الرئيس ميشال سليمان كان مميزاً ومتقدماً علينا في الحاجة الى متابعة العمل لنزع السلاح من العاصمة>، وسنطلب من القيادات السياسية رفع الغطاء عن مسلحي الفوضى>·

وحول الوضع الحكومي قال: <الحكومة لا تتمتع بالمناعة المطلوبة لحماية البلد، وهي تتخبط في قراراتها فالحقت الضرر بمصالح الناس>· الحوار مع النائب تمام سلام كان متشعباً طال تداعيات ما يجري في سوريا على لبنان، واهمية ان يلجأ وزير الدفاع اللبناني لحماية عرسال والحدود بدل التشويش على اهلها الشرفاء>·

وجاءت وقائع الحوار على الشكل التالي:

بيروت قاومت العدو الصهيوني واحتضنت المقاومة فهل تكافئ بسلاح الشبيحة؟

 سنطلب من القيادات السياسية رفع الغطاء عن مسلحي الفوضى

 الحكومة لا تتمتع بالمناعة المطلوبة لحماية البلد وتأمين مصالح اللبنانيين

 بدل تحصين البلد نرى التخبط في قرارات الحكومة

 أستغرب تصويت بعض الوزراء لصالح مشروع نحاس خلافاً لإرادتهم

لا يمكن تجاهل ما يحصل في سوريا وعلى المسؤولين ضبط الحدود وأن لا يلقوا بعجزهم على عرسال وأهلها الشرفاء

تكرار الاشتباكات وظهور المسلحين { ماذا تعني الصرخة التي اطلقتموها من اجل ان تكون بيروت مدينة منزوعة السلاح؟

– اولاً هي تأتي من معاناة متراكمة تجسدت بعد كثير من الاحداث الامنية الشارعية التي تقلق المواطن والتي تطال المواطن في حياته اليومية في حريته وفي كرامته، فعندما تتحرك المجموعات المسلحة في الشارع وتتواجه مع بعضها البعض فهي تأخذ في طريقها كل الموجودات المتمثلة بالارواح والاشخاص وبالممتلكات من دون اي اعتبار وبالتالي يقع الضرر ويشعر المواطن بأنه اسير في منزله وفي شارعه لهذا النوع من التجاوز، ولهذا النوع من التشبيح غير المنضبط، وعندما اقول بأنها تتراكم، نعم فالاحداث تتراكم ويتراكم معها هذا الشعور، وبالتالي فإننا كنواب العاصمة مضطرون ان نرفع الصوت، وان نقوم بالتحرك المطلوب مطالبين بيروت منزوعة السلاح، لأنه في بيروت اليوم ليس هناك مواجهة مسلحة بين قوى سياسية، بل هناك مواجهة سياسية وفكرية ولكن غير مسلحة، حيث هناك فريق وجهة واحدة معها السلاح فقط وليس في المقابل فريق آخر يواجهها وأي استعمال لهذا السلاح اليوم هو غير مبرر وغير ذو هدف إلا إقلاق المواطن وإضعاف حرية التحرك وكرامة العيش في العاصمة، ومن هنا المطالبة والإلحاح لنزع السلاح·

{ ما هي الآلية لنزع هذا السلاح؟

– لا بد من ان تتمكن الدولة واجهزتها الامنية من وضع خطة عملانية ميدانية لنزع هذا السلاح، فعندما يظهر هذا السلاح وحتى خارج الحوادث الامنية في اطار ابتهاجات، او في اطار استعراضات عسكرية في المدينة من دون مبرر ومن دون سبب وبشكل غير منظم وغير منتظر فعلى الدولة واجهزتها الامنية ان تصادر هذا السلاح فوراً، وعندما يتم مصادرة هذا السلاح مرة تلو الآخرى فلا يعود هناك جرأة من الذين يستعملونه بالظهور به او بالاستعراض به ونكون بذلك قد وضعنا حداً لهذا السلاح، فالكل يعلم بأن كل فرد لبناني في بيته سلاح فهذا امر تراثي وليس بجديد ولكن الفرق هنا هو ان هذا السلاح هو للدفاع عن النفس، ولكن السلاح الذي نتحدث عنه هو ما تقتنيه وتستعمله المجموعات التي تحتل الشوارع والابنية·

{ ما الذي دفعكم لإطلاق هذه الصرخة؟

– ان تراكم الاحداث من جهة ومن جهة اخرى فقد سمعنا قولاً واضحاً على لسان السيد حسن نصر الله عندما فرق بين السلاح الخفيف وبين السلاح الثقيل، فالسلاح الثقيل هو لمواجهة العدو وهذا الشيء كلنا نقدره، علماً ان هناك بعض التساؤلات في اطار الاستراتيجية الدفاعية التي على الدولة ان تحزم امرها بشأنها مع المقاومة لنعزز موقعنا الدفاعي ولكن السلاح الخفيف المنتشر في الشارع في بيروت فهو يقاوم من، فأين هي المقاومة في بيروت، فالمقاومة في بيروت كما يعلم الجميع هي مقاومة سياسية وعالمية وللعدو في اشكاله المختلفة عُرفت بيروت على مدى سنين طويلة في اتجاه واضح ضد العدو الاسرائيلي اما السلاح الخفيف فهو عبء على المقاومة وعبء على القضية وهو ليس مساعد وخاصة في العاصمة بيروت·

إذاً هناك تراكم للاحداث وهناك ايضاً تراكم لضعف السلطة في مواجهة هذه الاحداث، فعندما تغيب هيبة الدولة والسلطة في الشارع وعلى الارض تتمادى القوى التي تتحدى الشرعية وتتحدى الدولة ويُباح الامر وتصبح الساحة مفتوحة لتجاوزات من هنا وهناك ومع الاسف فإن هذه التجاوزات في محطات معينة وفي حالات معينة تورط معها القوى السياسية وتورط معها المقاومة التي لا يجب ان يكون لها علاقة بهكذا نوع من المسلحين·

دعم الرئيس سليمان

 كيف كانت ردة فعل رئيس الجمهورية؟

– إن لقائنا مع رئيس الجمهورية في بداية تحركنا في التواصل مع كل القيادات وفي مقدمتها الرئاسات كانت لقاءً مميزاً وعندما عرضنا على رئيس الجمهورية ما نقوم به من تحرك وما نسعى اليه من هدف لجعل بيروت منزوعة السلاح وجدنا تجاوباً مميزاً ومتفوقاً علينا في هذا الامر، ورئيس الجمهورية لديه تجربة سابقة في اهمية ان تحزم الدولة امرها وفي ان تأخذ القرارات الجدية والنهائية والمصيرية في هذا الامر وربما ابرز ما انجزه هو عندما كان قائداً للجيش في معركة مخيم <نهر البارد> تجاوزاً لكل الطروحات والاعتبارات والموازين السياسية في حزم امر هيبة الدولة، وكلفنا ثمناً غالياً جداً، ولكنه لم يتراجع عن ذلك ولمسنا منه إلتزاماً تجسد اولاً في مطالبته لنا بالعودة اليه بعد تحركنا واطلاعه على حصيلة هذا التحرك وكذلك ايضاً تجاوب معنا عندما طرح الموضوع في ذات اليوم في مجلس الوزراء بعد الظهر في مداخلته في مطلع الجلسة وشدد على تمسكه شخصياً بنزع السلاح في العاصمة وبالامس ايضاً مرة اخرى طرح الموضوع بشكل متقدم اكثر من زيارته الاخيرة الى الجنوب حيث هناك الموقف الاكبر على مستوى دعم المقاومة ودعم موقف لبنان من العدو الاسرائيلي وايضاً فهو لم يوفر مناسبة الا وطرح فيها موضوع نزع السلاح من العاصمة·

 وماذا عن بقية القيادات؟

– هناك لقاء حُدِّد يوم الثلاثاء المقبل مع رئيس المجلس النيابي وسيليه ايضاً لقاء مع رئيس مجلس الوزراء ونقيم حصيلة هذه اللقاءات في لقاء نعقده في الاسبوع المقبل لمتابعة الموقف·

رفع الغطاء عن المسلحين

 هل ستطلبون من القيادات السياسية ان ترفع الغطاء عن الميلشيات المسلحة؟

– هذا حد ادنى من المطالبة ونحن نطلبه في كل لحظة وبكل مناسبة ونحن قلنا في اول بيان عن مسؤولية القيادات السياسية في تغطية الميليشيات في بعض الاحيان·

 هل ما تقوم به الميليشيات في بيروت من دون هدف واضح هو شيء عفوي ام هناك شيء يحضر وانتم تخشونه؟

– لا شك انه هناك امور عفوية تحصل ولكن خلفية هذه الاحداث الامنية العفوية لها علاقة بالقوى السياسية وبتغطيتها لهذه المجموعات المسلحة، وربط وجود هذه المجموعات المسلحة بهيبتها وبمكانتها السياسية وهذا امر مؤسف جداً ولا يليق بالقوى السياسية التي تحرص على دعم الشرعية ودعم المواطن وحقه في العيش بكرامة في عاصمته، كما الحال كذلك ايضاً في اي منطقة اخرى يتم فيها استعمال هذا السلاح بشكل مقلق وغير انضباطي ومؤلم يؤدي الى زهق ارواح والى التطاول على ممتلكات الناس وعلى كراماتهم فهذا الامر يجب ان تحسمه القوى السياسية وألا تتلكأ في ذلك·

مستمرون للدفاع عن بيروت
 هل ستستمرون بهذه الحملة أم سوف تتراجعون كما حصل في السابق؟

– نتراجع عندما نلمس بأنه هناك اجراءات جدية تضع حداً لتكرار هذه الاحداث، اما انه طالما الاحداث مستمرة والممارسة مستمرة وتحدي الدولة قائم والتطاول على هيبة الامن القائم فليس لدينا أي سبب للتراجع، بل على العكس فسنمضي قدماً في إثارة هذا الموضوع وفي كل مناسبة، بالتأكيد هناك ايضاً مواضيع اخرى في البلد تستحق الملاحقة وفي العاصمة بيروت ايضاً هناك مواضيع اخرى تستحق الملاحقة وعلينا كنواب ان نثيرها ونتابعها ولكن هذا الموضوع هو يتفوق على كل المواضيع لان آثاره السلبية هي مباشرة من اذى وضرر·

 
الاجور والحكومة

{ كيف قرأتم صدور ثلاث مراسيم من اجل تصحيح الاجور؟

– ظهر ذلك واضحاً وجلياً بالامس، بطغيان المقاييس والاعتبارات السياسية على المقاييس والاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والتي لها علاقة بتماسك وضعنا الاجتماعي والاقتصادي وهذا امر مؤسف جداً ان يتحول واقع تجسد في انجاز على مستوى تلاقي وتوافق القوى العاملة مع ارباب العمل وهذا الشيء لم يكن يحصل في الماضي بهكذا وضوح وجلاء، واذ بالحكومة تضرب عرض الحائط بهذا الاتفاق او بهذا التوصل الذي توصلت إليه تلك القوى وتفرض شيء غير متفق عليه بل ليس غير متفق عليه وإنما تمت معارضته مسبقاَ من القوى العمالية وأرباب العمل·

من الواضح بأن هناك مهزلة سياسية أخذت مداها بشكل مضر بصدقية القوى السياسية التي وقفت وراءها في عملية التصويت وحتى أن وزراء ينتمون الى تلك القوى السياسية لم يقصّروا في فضح هذه المناورة السياسية·

{ لكنهم صوّتوا تصويتاً سياسياً؟

– بالتأكيد ولكن في ذات الوقت فهم لم يقصّروا في إدانة ما حصل· فهو صوّتوا مرغمين لإرضاء رؤسائهم في السياسة·

{ برأيك ماذا يحقق هذا الانتصار سياسياً؟

– في رأيي أنه يحقق مزيداً من الضعف ومزيداً من البلاء من حول واقعنا الداخلي الذي يجب أن يتأمن له في هذه المرحلة الصعبة كل مستلزمات التماسك وكل مستلزمات التماسك وكل مستلزمات الصمود ومن أبرزها أن تكون العلاقة بين أرباب العمل وبين العمال قوية ومتينة لتحمي هذا البلد·

{ هل تحسد ميقاتي على موقعه؟

– في رأيي أنه في هذا المجال لا نحسد نحن كلبنانيين على هذه الممارسة ومن انعكاسات هذا التخبط داخل الفريق الأكثري اليوم وفي الحكومة بالذات فهو أمر غير مريح وهو يرتد مزيداً من الانكشاف ومزيداً من تعريض البلد إلى المشاكل في وقت نحن بأمسّ الحاجة إليه هو المناعة·

{ برأيكم هل ميقاتي خُدع أم خُذل في القرار الأخير؟

– في رأيي أن الكثير من ممارسات الحكومة في هذه المرحلة أفرجت عن عدم وجود عناصر المناعة في حدها الأدنى لدى المشاركين في الحكم اليوم على مستوى تفاهم يحمي لبنان، فميقاتي ربما هو يحاول من جهته بشكل أو بآخر أن يتجاوز هذا الواقع وأن يتحمل موقف هنا أو هناك ولكن أولاً وأخيراً هو جزء من هذه التركيبة التي تتمثل بهذه الحكومة، التي تم استبدالها بحكومة وحدة وطنية معتقدين أننا نحن في جسم لبناني متعافى يتحمل أن يكون هناك معارضة وموالاة وأن يتحمل بأن يكون هناك فريق في الداخل وفريق في الخارج وهذا ليس صحيحاً·

تخبّط الحكومة

في قراراتها

{ هل ما زلت مؤمن بحكومة الوحدة الوطنية وبعدم إنتاجية حكومة الطرف الواحد؟

– لا زلت مؤمن بأن التوافق أو الحالة الوفاقية يجب أن تستمر لدرء الخطر عن البلد ولا يحق لأحد الادعاء بأنه وحده وفريقه بإمكانه أن يحمي البلد ويؤمن له الاستقرار·

{ هل تشاهد مسيرة الحكومة هكذا؟

– أين هو الحوار؟ وأين المنبر الكبير؟ الذي يجب أن يكون جامعاً للبنانيين لمواجهة الأوضاع الصعبة فهو غير قادر على أن يتحقق لأن هناك فريق يعتقد بأنه إذا استأثر وحده في الحكم بإمكانه أن يحمي نفسه ولكن هل هذا يحمي البلد؟

{ ما رأيكم بما أعلنه الوزير جبران باسيل بأن على الجميع أن يعلم بأنه في الحكومة معادلة جديدة ويخضع لها؟

– شاهدنا في الأشهر الماضية خطابات ومواقف لوزراء في هذه الحكومة مؤسفة جداً وتتناقض مع ما هو مطلوب من حد أدنى من الانسجام الحكومي في أي حكومة في العالم، وعندما لا يكون هذا الانسجام متوفراً وتكون المناكفة والصراع الداخلي في الحكومة بهذا الشكل فلماذا تستمر وتبقى هذه الحكومة؟ فقط ليقول فريق أنه مهيمن وبأنه هو صاحب القرار على حساب الوطن وعلى حساب وحدة الوطن وعلى حساب الوفاق الوطني·

تصحيح لقانون الإنتخابات

{ ماذا قرأت في طرح اللقاء الأرثوذكسي بخصوص قانون الإنتخابات؟

– في رأيي أن طرح اللقاء الأرثوذكسي لم يأت من فراغ ومن عدم، التصدي لواقع الحال يتطلب معالجة، نعم هناك ظلم في ظل القانون الحالي يطال فئة من اللبنانيين وهم المسيحيين على المستوى التمثيلي وعندما يتم طرح موضوع انتخاب عدد كبير من النواب المسيحيين من قبل مجموعات مسلمة، فهذا ظلم للطائفة المسيحية، معالجة ذلك هو أمر مطلوب للطائفة المسيحية ومعالجة ذلك هو أمر مطلوب ولكن أنا أقول بأن اللقاء الأرثوذكسي حاول أن يُخرج الفكرة المعينة في هذا الاتجاه لمعالجة هذا القلق، فأنا شخصياً كنت أتمنى أن لا يكون ما تم إخراجه في هذا الاتجاه الذي يزيد من التباعد بين الطوائف ويزيد من الفرقة ويؤسس منطق انعزال عند هذه الطائفة أو تلك، كلنا نعلم بأن لبنان مبني إلى حدٍّ كبير على توزيع طوائفي متوازن وأعتقد أن اتفاق الطائف لحظ هذا الواقع بكثير من أبعاده علماً أن هذا الاتفاق لم يتم تطبيقه بشكل جيد، وأنا كنت أتمنى أن يتم طرح مشروع يأخذ بعين الاعتبار بأن يتم انتخاب عدد أكبر من النواب المسلمين من قبل المسيحيين في اتجاه انفتاحي وليس باتجاه انغلاقي، كما دعا الراعي بعنوانه <الشراكة والمحبة> فلا تكون المحبة من خلال إبعاد المسلمين عن المسيحيين وإبعاد المسيحيين عن المسلمين بل تكون من خلال التفاعل بينهم، أما إذا بدأ الطرح اليوم بهذا الشكل الانغلاقي سيأتي من يقول بأنه إذا كان هكذا الأمر فلنتنازل أيضاً عن المناصفة، ومع الأسف لقد سمعنا في إطار اللقاء الذي تم في البطريركية صوتاً يطالب بإلغاء الطائف، فهذا مع الأسف ينسف المناصفة، عندها سيأتي من يقول، إذا كان هكذا الأمر فلتنتخب كل طائفة نوابها ولتعطى كل طائفة حصتها الحقيقية في التمثيل وعندها يأخذ المسلمون 60% والمسيحيون 40% وهذا نحن لا نقبل به ولا نسلم به·

لبنان وسوريا

{ برأيكم هل لبنان محصن من تداعيات الأحداث التي تجري في سوريا؟

– التحصين يتم من خلال تأمين حد أدنى من الوحدة الوطنية الداخلية ولا يتم من خلال فرز حاد بين من يؤيد ما يجري في سوريا وبين من لا يؤيد ما يجري في سوريا فهذا سيؤدي بنا إلى مواجهات داخلية نحن لسنا بحاجة إليها، فلسوريا وضعها وحالها ومضاعفاتها وإشكاليتها وصعوبة المرحلة التي تمر بها، فهل يجب علينا نحن في لبنان أن نغوص في ذلك وأن نصبح جزءاً منه فلا أرى ذلك مناسباً لا للبنان ولا للبنانيين·

{ هل لفت انتباهك تصريح وزير الداخلية حول عرسال؟

– في موضوع ما يحدث في سوريا فلا يمكن أن نتجاهل ما يتم من معاناة في سوريا فلا يمكن أن نتجاهل ما يتم من معاناة أخواننا السوريين وعند الشعب السوري في مواجهة السلاح وبالتالي فهذه المعاناة تتجسد في بعض التداخل التاريخي بيننا وبين أخواننا السوريين على مستوى المناطق التي فيها تداخل جغرافي، من هنا فإن معالجة هذا الأمر لا يكون بنكران ما يحصل بل باحتضان ما يحصل إن كان على المستوى ما يتهم بعض اللبنانيين من تهريب سلاح الى سوريا ويجب ضبط ذلك بشكل جدي، وأنا لا أوافق على ما تم اتهام عرسال فيه فهذه البلدة عريقة تاريخياً في قوميتها ولا مع محاولة تجاهل أعداد كبيرة من السوريين الذين يلجأون الى لبنان هرباً من أجواء المواجهات في سوريا، وإذا كانت الدولة عاجزة عن وضع حد لما يتم حسب ما يقال عن تهريب سلاح ولماذا رمي هذا العجز على أهالي عرسال أو على أي منطقة أخرى فلتحزم الدولة أمرها وتراقب جيداً وتضع حداً لما يحصل وعندها يرتاح أبناء عرسال وأبناء كل المناطق الحدودية· 

السابق
عرسال… وعكّار
التالي
وتبقينَ سورية..كبيرة