زيبار الزيتون يجتاح الحاصباني من أعلى النبع حتى الوزاني

اجتاحت كميات كبيرة من زيبار الزيتون أمس، مجرى نهر الحاصباني من أعلى النبع وحتى المصب، فاسودت وتلوثت مجدداً مياهه وبشكل غير مسبوق، وانتشرت الروائح الكريهة في حوضه ونفقت كميات كبيرة من أسماكه، في حين تسربت المياه الملوثة إلى البئر الارتوازية، التي تغذي بلدة الكفير بمياه الشفة، ونجت محطة ضخ المياه التي تزود حاصبيا بالمياه، بعدما وصلت المياه الممزوجة بالزيبارإلى حافة النبع المكشوف، من دون أن تدخله. كما وتضررت كافة المنتزهات الواقعة في محيط النبع وعند ضفتي النهر، وكادت توقع كارثة في محتوياتها ومعداتها لولا توقف هطول الأمطار.
تلوث الحاصباني، المتجدد للمرة الثالثة مؤخراً، والتي تتزامن عادة مع عصر الزيتون، جاء في أعقاب يوم غزير من المطر، طافت معه السواقي والجداول التي تصب مباشرة في النهر، انطلاقاً من القرى المجاورة، حاملة معها كميات كبيرة من زيبار الزيتون التي كانت متجمعة على مدى الشهرين الماضيين، في حفر وأخاديد وغدران المجاري، فصبت وخلال أقل من ساعتين ودفعة واحدة في أعلى النهر عند نبع الحاصباني، وصولاً حتى مصبه جنوبي الوزاني.

الصرخة الأولى كانت من أصحاب المنتزهات أمس، والذين كانوا أول من وقف على تلك «المأساة»، كما يشير صاحب أحد المنتزهات البحصاصة أمين الحمرا، الذي قال: «لقد هالني وانا على شرفة المنتزه مياه النهر، وهي تنساب سوداء داكنة من أعلى النبع، إنها المرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً يصل التلوث إلى منطقة النبع، حيث كان يقتصر ذلك على المنطقة الواقعة جنوبي المنتزهات بأكثر من كيلومتر». يضيف: «لقد تلوث كل شيء من حولنا ونفقت الأسماك وانبعثت الروائح، وقد أجرينا اتصالات عدة بالجهات المعنية ومنها القائمقام ومخفر الدرك والبلدية، مطالبين باتخاذ تدابير قاسية بحق المسببين وتحميلهم المسؤولية كافة عن الخسائر التي ضربت حوض الحاصباني».

بلدية حاصبيا بدورها كلفت لجنة من أعضائها، قامت بجولة على المعاصر المحاذية للنهر وعلى الأقنية التي تصب فيه، وعلى المعاصر في القرى المحيطة، حيث تم تحديد المعاصر التي تسرب منها الزيبار إلى النهر، وهي المعاصر العاملة في قرى عين قنيا، وشويا، وميمس، والكفير والخلوات. وحمل رئيس بلدية حاصبيا الشيخ غسان خير الدين أصحاب المعاصر في القرى المحيطة بحاصبيا كامل المسؤولية عن التلوث، وذلك تمهيداً لاتخاذ التدابير الضرورية والحازمة كافة بحقهم عبر الجهات المعنية. واعتبر خير الدين أنه لن يسمح بتسرب زيبار الزيتون الى مجرى الحاصباني من القرى المحيطة، «علماً أننا كنا قد تمكنا من معالجة وضع معاصر حاصبيا، حيث كان التزم أصحابها، فعملوا على حصر الزيبار في خزانات خاصة، بعدما أبلغناهم بأننا لن نتسامح أبداً مع المخالفين، وسوف نتشدد في اتخاذ تدابير قانونية قاسية بحقهم، لأن نظافة الحاصباني تعني الجميع ولها مفاعيل إيجابية على مختلف المجالات الحياتية وخاصة الصحية والزراعية والبيئية»، معتبراً أن «الزيبار أمس تسرب إلى النهر من القرى المحاذية التي لم تلتزم بالتوجيهات والتدابير الضرورية لحماية النهر».
ورد مختار حاصبيا أمين زويهد ما يحصل من تلوث سنوي للحاصباني إلى إهمال الجهات المعنية في ملاحقة المتسببين بهذا الضرر البيئي، وخاصة أصحاب المعاصر، حيث القوانين تلزمهم بتجميع زيبار الزيتون في برك تحد من وصولها إلى مجرى النهر، كذلك كان هناك خلل في محطات التكرير كافة التي نفذت في حوض النهر التي لم تكن سوى منفعة شخصية للبعض، الذي تجاهل المنفعة العامة في رفع التلوث عن النهر الذي تعتاش منه مئات العائلات، كما المسؤولية تصيب المسؤولين كافة.
هذا وتجمع عند نبع الحاصباني العديد من ابناء ووجهاء بلدة حاصبيا، منددين بما أسموه بالإهمال المزمن الذي يؤدي الى التلوث الدوري للحاصباني كل سنة. وألقى الشيخ كمال الخماسي كلمة وجه فيها أصابع الإتهام بـ «هذا التخاذل إلى الجهات المسؤولة كافة».  

السابق
تقنين عشوائي في حاصبيا والعرقوب يتجاوز الـ15ساعة
التالي
شربل: الجيش يقوم بالتحقيق في معلومات غصن عن وجود القاعدة