البناء: محاولات لتسييس مهمة الوفد العربي وتسجيل عن سيناريو لفبركة التقارير

مع بدء مهمة المراقبين الذين انتدبتهم الجامعة العربية للإشراف على الوضع الميداني في سورية ظهرت بوادر ومؤشرات من جانب القوى المتآمرة على سورية لتحريف دورهم. وهذا ما رصدته مصادر مراقبة في أكثر من معطى واتجاه في الساعات الماضية، ويمكن الوقوف عند أبرزها بالآتي:
1 ـ وجود شريط لدى الجهات المتابعة يشير الى اتصال هاتفي بين أحد المراقبين في الدفعة الأولى التي كانت وصلت إلى دمشق وبين الجامعة العربية ما يؤشر إلى أن هناك نوايا مبيتة لتسييس مهمة الوفد العربي.
2 ـ ورود معلومات إلى بعض الجهات المعنية عن أن في الجامعة العربية ولدى بعض دوائر الحكام العرب خاصة في قطر من يسعى إلى تحريف مهمة المراقبين بهدف إظهار صورة مغايرة للواقع القائم على الأرض تمهيداً لتحميل سورية مسؤولية فشل مهمة هؤلاء المراقبين كمقدمة لذهاب الجامعة العربية إلى مجلس الأمن وبالتالي تدويل الوضع في سورية.
3 ـ الحملة المزعومة التي يقوم بها ما يسمى «المجلس الوطني السوري» وبالأخص فبركة الأكاذيب والادعاءات حول الوضع الأمني في حمص. وتشير المصادر المتابعة إلى أن هذا المجلس المزعوم ومعه قنوات التحريض في الخليج وغيرها لجأوا قبل بدء مهمة المراقبين إلى إطلاق تحذيرات مزعومة حول وجود نوايا من القوى الأمنية للقيام بإجراءات في بعض أحياء حمص، ومع بدء مهمة المراقبين تحولت هذه التحذيرات إلى مزاعم و«فبركات» عن سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى في المدينة. وكل ذلك بهدف الضغط على المراقبين لإعداد تقارير تشوه حقيقة ما هو قائم على الأرض.
ويلاحظ أن هذه المعطيات والمعلومات حول مسعى القوى الحاقدة على سورية لتحوير مهمة المراقبين تزامنت أيضاً مع حملة غير مسبوقة أمنية وسياسية وإعلامية ضد سورية ومؤسسات الدولة. وقد ساهم في جانب كبير من هذه الحملة قوى 14 آذار التي عمدت إلى إطلاق الاتهامات الباطلة بحق وزير الدفاع فايز غصن على خلفية الموقف الذي كان أعلنه قبل أيام، وتحدث فيه عن تسلل عناصر من القاعدة إلى سورية من جهة بلدة عرسال. وتلاحظ مصادر متابعة أن هذا الفريق الذي يسلح ويموّل مجموعات مسلحة يتم إرسالها من لبنان، يسعى للتغطية على تسلل المجموعات المتطرفة من الحدود اللبنانية إلى سورية وذلك في سياق الدور المشبوه الذي يقوم به هذا الفريق لإثارة الفتنة والقتل في بعض المناطق السورية.
وتوضح المصادر أن ما صدر عن الوزير غصن ليس استنتاجات أو تكهنات، إنما نتيجة معلومات وتقارير لبعض الأجهزة الأمنية الرسمية، خصوصاً أن هذه الأجهزة رصدت تحركات لعدد من المجموعات المتطرفة على الحدود اللبنانية ـ السورية في خراج بلدة عرسال، حيث تصعب ملاحقة المسلحين نظراً لطبيعة المنطقة هناك.
وتأكيداً على هذه المعطيات والمعلومات، فإن الأكاذيب والمزاعم التي نشرت على مواقع ما يسمى «المعارضة السورية» أمس والتي بثتها أقنية التحريض والفتنة خاصة «الجزيرة» و«العربية» تؤكد على النوايا المبيتة لإفشال مهمة المراقبين العرب، وصولاً إلى السعي لتسييس دورهم، خصوصاً إذا كان صحيحاً ما نشر على موقع «يوتيوب» عن لقاء بين أحد أعضاء بعثة الجامعة العربية قبل توجهه إلى العاصمة السورية وبين «المعارض السوري» المدعو معتز شقلب حول «سيناريو» جرى ترتيبه بينهما لتسييس مهمة المراقبين.
أكاذيب «المجلس الوطني» المزعوم والإعلام المشبوه
ونشر على موقع «يوتيوب» لقاء بين أحد أعضاء بعثة الجامعة العربية قبل توجهه لدمشق بمعارضين سوريين في مصر، حيث اتفق على السيناريو، من خلال هاتف مخفي.
ويطلب العضو العربي من «المعارض السوري» المدعو معتز شقلب «علشان يبقى الخناق مظبوط حددوا لنا المكان كذا كذا في الوحدة العسكرية كذا والكتيبة كذا والرقم كذا وإحنا حناخد كلامكم ثقة وإحنا ح نوثقها».
وقد رد عليه «المعارض السوري» شقلب ليقول «بدنا غرفة عمليات»، فيأتيه الرد ان «غرفة العمليات موجودة»، فيضيف شقلب بـ«أننا لا نريد منكم أن تضيعوا وقتكم في المعتقلات. وثقوا المظاهر العسكرية وشوفوا التظاهرات».
وفي سياق حملتها المغرضة والمتواصلة بثت أقنية الفتنة ومعها وسائل الإعلام الغربية أنباء كاذبة عن إصابة أحد أعضاء فريق مراقبي الجامعة، ما استدعى مسارعة الأمين العام المساعد لدى جامعة الدول العربية السفير عدنان الخضير إلى نفي هذا الخبر.
كما فبركت قناة «العربية» تصريحاً عن العضو في لجنة المراقبين مستشار محجوب يتحدث فيه عن حصول «إبادة جماعية» وأن «حي بابا عمرو في حمص يتعرض للقصف بالمدافع». وقد نفت الجامعة العربية أيضاً هذه المزاعم المنسوبة لمحجوب.
كذلك نفت الجامعة العربية ما زعمته بعض وسائل الإعلام المشبوهة عن عودة وفد المقدمة الذي كان وصل إلى دمشق يوم الخميس الماضي وقالت إنه لم يتعرض لأي مضايقات من الحكومة السورية.
حملة «14 آذار» على وزير الدفاع  والبارز أمس في هذا السياق أيضاً، هو استمرار مواقف التحريض والتصريحات من جانب فريق النائب سعد الحريري حيال الوضع في سورية في ظل إصرار هذا الفريق على تجاهل كل الحقائق والتقارير العسكرية التي تؤكد على تهريب الأسلحة والمجموعات المتطرفة إلى سورية، والتي على ضوئها بنى وزير الدفاع فايز غصن موقفه الأخير حول هذا الموضوع والذي عاد وأكده أمس، حيث قال: «إن ما أعلنته عن تسلل عناصر لـ«القاعدة» إلى سورية، لم يكن من قبيل التكهن والتحليل والاستنتاج، إنما هو نتيجة معلومات توافرت لدينا وارتأينا أنه من المفيد اطلاع الرأي العام عليها»، في محاولة للتنبيه إلى خطورتها على لبنان وأمنه واستقراره، ولوضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية.
وأسف غصن للردود التي صوبت على موقفه وأعطت كلامه بعداً طائفياً، وصورته وكأنه موجه إلى طائفة معينة أو أنه يهدف إلى النيل من كرامة بلدة لبنانية والتشكيك بوطنيتها من خلال زجها في موضوع الإرهاب.
كل ذلك يندرج من وجهة نظر مصادر سياسية في إطار سياسة إدارة الظهر من الفريق المذكور لكل الاستحقاقات الداخلية على الساحة وتوجيه كل التصويب نحو مزيد من الانخراط في الحملة على سورية وإقحام لبنان بتداعيات الوضع السوري.
موسكو تبلّغ دمشق
معلومات عن عمليات إرهابية
وفي هذا السياق، أكدت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» أن أجهزة الاستخبارات الروسية وجهت تحذيرات إلى دمشق عن حصول اختراقات لأجهزتها الأمنية العسكرية. ونقلت «نوفوستي» عن مصدر لم توضح هويته قوله: «إن أجهزة الاستخبارات الروسية سلمت تقريراً لدمشق تضمن معلومات عن اختراقات في أجهزة الأمن والجيش وعن انشقاقات غير معلنة لضباط ومسؤولين سوريين».
وأشار المصدر إلى أن التقرير احتوى على معلومات تحذيرية بشأن عمليات إرهابية ستقوم بها جهات أمنية سورية مخترقة ضد أعضاء بعثة المراقبين العرب بهدف توريط دمشق باتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وقمع المحتجين وارتكاب جرائم حرب».
العربي: مهمة المراقبين تبدأ اليوم
في هذا الوقت، أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريح بعد لقائه وفداً من بعثة مراقبي الجامعة إلى سورية، إن «هذا الوفد الذي يضم مراقبين من الدول العربية والمنظمات المعنية كافة، سيلحق برئيس البعثة الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي ووفد المقدمة الذي وصل بالفعل إلى العاصمة السورية منذ أيام عدة»، مشيراً إلى أن «الدابي لديه خبرة كبيرة في مثل هذه العمليات، وتم البدء في الإعداد لمهام أفراد البعثة في سورية وأماكن تحركهم والخرائط الخاصة بها وتقسيمهم إلى فرق عمل للذهاب إلى مناطق الاحتجاجات»، لافتاً إلى أن «هذه الفرق ستبدأ في مباشرة عملها غداً (اليوم)، وأن الأمانة العامة استأجرت سيارات لنقل الفرق نظراً لتأخر وصول السيارات المخصصة لنقلهم».
في سياق متصل، نقلت «رويترز» عن مصدر في بعثة المراقبين أن «الفريق الذي وصل إلى دمشق مساء أمس والذي بلغ تعداده 65 مراقباً سيبدأ مهمته بزيارة مدينة حمص اليوم الثلاثاء»، كما سيزور لاحقاً دمشق وحماه وإدلب.
سفير سورية في طهران
إلى ذلك، اتهم السفير السوري لدى طهران حامد حسن قوى إقليمية وخارجية وخصوصاً واشنطن وتل أبيب بدعم الإرهاب والإرهابيين في سورية بسبب وقوف دمشق في خط المقاومة وتقديمها الدعم إلى الشعوب العربية وخصوصاً في لبنان وفلسطين والعراق.
ولفت حسن لدى استقباله عدداً من الإعلاميين الإيرانيين إلى أن «ما جرى في سورية يختلف عما جرى في بعض البلدان العربية وبخاصة البلدان التي كانت شعوبها ترفض سياستها الداخلية والخارجية وترفض تحالفها مع الغرب والأميركيين واستسلامها للصهاينة وتوقيع الاتفاقيات معهم».
طهران: الخبراء المختطفون بخير
إلى ذلك، نقلت وكالة «ارنا» عن مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا حسين أمير عبداللهيان تأكيده على سلامة الخبراء الإيرانيين السبعة المختطفين في مدينة حمص السورية، وأن العمل جار لإطلاق سراحهم».
روسيا تنفي مزاعم «إسرائيلية»
في مجال آخر، نفت الخارجية الروسية المزاعم التي نشرتها صحيفة «معاريف» «الإسرائيلية» وقامت بتسويقها أقنية الفتنة في الخليج وغيرها حول زيارة سرية قام بها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى موسكو قبل أيام عدة.
وقالت في بيان أمس: يحاول البعض الربط بين هذه الأنباء ومختلف التوقعات بشأن خطوات محتملة قد تتخذها روسيا في المسار السوري».
أضافت: «إن الشرع لم يقم بزيارة إلى موسكو، وإن لعبة الدبلوماسية السرية لا تتناسب مع قواعدنا»، مشددة على أن «الاتصالات بيننا وبين القيادة السورية تجري في موسكو وفي دمشق وفي عواصم أخرى وفي نيويورك، وإن هذه الاتصالات معروفة جيداً».
ولفتت إلى أن الجانب الروسي يواصل عمله النشيط من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية ووقف إراقة الدماء والعنف مهما كان مصدره.
الصين تدعو للتنسيق
في المواقف الدولية، عبّرت الخارجية الصينية عن الأمل بتعزيز التنسيق بين الجامعة العربية وسورية، وإحراز تقدم مهم في تطبيق بروتوكول إرسال المراقبين إلى دمشق، فيما أدانت بشدة التفجيرين الأخيرين اللذين وقعا في العاصمة السورية وأوديا بحياة العشرات وخلَّفا أكثر من 150 جريحاً.
وباريس «حاضرة ناضرة»
في المقابل، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه «بينما يشتد القمع في سورية في الأسابيع الأخيرة، على السلطات السورية وبموجب خطة الجامعة العربية، أن تسمح بوصول المراقبين اعتباراً من بعد ظهر اليوم (أمس) إلى مدينة حمص التي تشهد أعمال عنف دموية»!
توقيف 60 مسلحاً
في الشأن الأمني، أفادت «الإخبارية السورية» عن «استسلام أكثر من 60 مسلحاً في بادية اللجاة في درعا بينهم مطلوبون خطيرون كانوا يتخذون من المغاور والكهوف مخبأ لهم».
وذكرت ان «من بين المضبوطات شرائح خلوية ليبية وعبوات ناسفة وقنابل مصنوعة يدوياً». كما تحدثت عن انفجار عبوة في منطقة هنانو في حلب.
بدورها، أشارت «سانا» إلى أن القوات السورية اشتبكت مع المسلحين في درعا وتمكنت من قتل وجرح عدد من الأفراد وإلقاء القبض على آخرين، بينما قتل المساعد أول حبيب حمود وجرح ثمانية من عناصر الجهات المختصة خلال الاشتباك.
وفي المقابل، زعمت قناة «العربية» نقلاً عمن وصفتها «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «31 شخصاً قتلوا أمس، كما ادعت أن 140 شخصاً جرحوا في حي بابا عمرو في حمص»!
جلسة مجلس الوزراء الأخيرة
أما على الصعيد الداخلي اللبناني، من المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء جلسته الأخيرة هذا العام ظهر يوم غد في بعبدا، في وقت تترقب الأوساط الحكومية والعمالية والاقتصادية القرار الذي سيصدر عن مجلس شورى الدولة بخصوص تصحيح الأجور في ضوء ما كان صدر عن الحكومة في اجتماعها الأربعاء الماضي.
وتوقعت مصادر وزارية أن تكون الجلسة يوم غد سريعة لأن رئيس الجمهورية سيقيم مأدبة غداء على شرف رئيس وأعضاء الحكومة لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وأوضحت أن لا بنود مهمة على جدول الأعمال، لكنها قالت إنه إذا ما صدر موقف معترض من مجلس شورى الدولة على قرار تصحيح الأجور قبل الجلسة، فالمجلس عندها سيعود لمناقشة هذا الملف.
ملف التعيينات
من جهة أخرى، يفترض أن تستأنف عجلة الدولة مع مطلع العام الجديد، حيث يبرز ملف التعيينات الذي جرت حوله اتصالات ومشاورات من أجل وضعه على سكة التنفيذ. ورصدت المصادر في هذا المجال محاولات جادة للاتفاق على شخص رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي سيشكل، إذا ما تم، عاملاً إيجابياً للسير في التعيينات الأخرى.  

السابق
الحياة: إسقاط الحكومة اتفاق أرباب العمل والعمال… سابقة تطيح الدور الوازن لرئيسها
التالي
السفير: المراقبون ينتشرون اليوم: السلطة تتعاون … والمعارضة تطلب التدويل