.ينة ميلاد صيدا أمنيات وطنية

«نتمنى أن يصبح لبنان جنة على الأرض». أمنية عبّر عنها تلامذة مدارس صيداوية، زاروا أمس كنائس في المنطقة مهنئين بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة، وقد أضاف إليها آخرون أمنيات وطنية أيضاً، منها «اتحاد اللبنانيين فيه خلاص لبنان»، وأن يحمل العام الجديد الوفاق «العام 2012 = صفر مشاكل». أمنيات كهذه رأى التلميذ محمد جابر أنها «صعبة المنال وغير قابلة للصرف، وربما تتحق بعد قرن من الزمن». صورة تشاؤمية وسوداوية عن مستقبل الوضع في لبنان خلص اليها جابر «لأن المجتمع اللبناني منقسم على ذاته وفئاته متصادمة في ما بينها، وكل طائفة عاملة مجتمعها الخاص». لكنه ترك جانباً «للأحلام المعلقة»، قائلاً «من حقنا أن نحلم بسلام واستقرار لبنان الواحد الموحد». مظاهر الاحتفال بعيدي الميلاد والسنة الجديدة عمّت المدارس في آخر يوم دراسي من العام 2011، وغنى التلامذة «للمحبة والأمن والسلام»،

ووزّع بابا نويل هداياه على أطفال المدارس، وأقيمت انشطة فنية ومسرحية من وحي العيد. وفي بلدة عين الدلب ــ شرق صيدا، نظمت إدارة مدرسة الحضارة لبعا بالتعاون مع بلديات المية وميه، القرية وعين الدلب، مسيرة ميلادية جاب خلالها مئات التلامذة الذين ارتدوا ثياب بابا نويل شوارع البلدة، وقرعوا الأجراس، مردّدين أغاني ميلادية منها، وعزفت الموسيقى تراتيل كنسية وميلادية. التلامذة المشاركون تنوعت انتماءاتهم الطائفية والمذهبية، «كلّنا لبنانيون» قالت لافتات مرفوعة، زينب تلميذة مسلمة منقبة، عقدت خناصرها مع مادلين المسيحية الحاملة للصليب، علقت زينب على مشاركتها بمسيرة ميلادية «طقوس كهذه لا تتعارض مع ديننا، وجوهر الأديان واحد: المحبة والمسامحة والصدق، وما أقوم به ليس تمثيلاً أو استعراضاً، بل أشارك فيه بقناعة». بدوره أكد رئيس بلدية عين الدلب ياسر سميا على روح التعايش الطبيعي الذي تتميز به منطقة صيدا وقراها. وبمناسبة الأعياد، انتشرت حواجز محبة في قرى شرق صيدا، وزّعت خلالها على المارين والسيارات بطاقات معايدة حملت عبارة «من أجل غد أفضل»، كما وزّعت ورود بيضاء وشوكولا الميلاد، فضلاً عن «كوتيون العيد». أما الماسك الذي يوضع على الوجه فجاء بألوان العلم اللبناني «لنقنّع وجوهنا بعلم لبناني» .  

السابق
هل يحافظ الحلف الثلاثي على نجاحه ؟
التالي
أعمال شغب… بسبب حذاء