بيضون: لتشكيل لجنة تحقيق بشأن عرسال

رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان بيان وزير الخارجية عدنان منصور الذي اكد فيه «عدم ابلاغ سورية رسميا عن تهريب عناصر من القاعدة الى داخل الاراضي السورية» يثبت ان البيان السوري في الخصوص نفسه استند فقط الى تصريح اعده سلفا وزير الدفاع اللبناني فايز غصن بهدف اعطاء النظام السوري تبريرات وذرائع مسبقة لما قد تنفذه وحداته العسكرية من عمليات امنية داخل الاراضي اللبنانية، مشيرا من جهة ثانية الى ان اهم ما حمله البيان السوري في خلفياته هو محاولة النظام تقديم اوراق اعتماد جديدة له للمجتمعين العربي والدولي بشكل عام وللولايات المتحدة بشكل خاص من خلال اقناعهم بأنه يخوض حربا حقيقية ضد تنظيم القاعدة وذلك لحرف الانظار الدولية عن الحل الامني الذي يعتمده في تصديه للثورة الشعبية.

ولفت بيضون في تصريح لـنا الى انه وبغض النظر عما اذا كانت القاعدة تقف وراء التفجيرات في سورية من عدمه لا يمكن اتهام لبنان بتصدير عناصر منها الى الداخل السوري كون القاعدة موجودة اصلا في سورية، خصوصا بعد ان احتضنها النظام وانشأ لها ممرا آمنا من والى العراق، مؤكدا بالتالي ان اتهام لبنان بتصدير الارهاب الى سورية عبر بلدة عرسال اتهام سياسي بامتياز لن يخرج النظام من عزلته ولن يغير شيئا في وقائع الثورة السورية، كما انه لن يغير من طبيعة مهمة المراقبين العرب، خصوصا ان المراقبين ليسوا على قدر من السذاجة بحيث تنطلي عليهم تصريحات وبيانات مماثلة، لاسيما ان طريقة النظام السوري وحلفائه في تعاطيهم مع الوقائع والاحداث اصبحت مكشوفة لدى الدول.

وردا على سؤال، لفت بيضون الى وجوب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق مع الوزير غصن حول خلفية تصريحاته ومحاولاته زج لبنان في الازمة لاسورية، خصوصا انه قد ينجم عن تصريحاته مضاعفات خطيرة قد تصل الى حد اجتياح سوري للبلدات اللبنانية المتاخمة للحدود مع سورية، معتبرا ان الوزير غصن وضع بلدة عرسال في دائرة الخطر، ما يستدعي حسم الدولة اللبنانية لموقفها من الامر عبر ارسال الجيش الى عرسال ومنع سورية من نقل ازمتها الى الداخل اللبناني.

على صعيد آخر وحول ما يثار من تراجع لدور الجامعة العربية حيال الازمة السورية، لفت بيضون الى ان مهمة المراقبين العرب ولدت فاشلة بالاساس وذلك لاعتباره ان عدد المراقبين المكلفين لا يكفي لتغطية عدد المناطق التي تشهد تحركات شعبية معترضة، مشيرا في المقابل الى ان اهمية مهمة المراقبين تكمن في كونها جزءا اساسيا من المبادرة العربية، وذلك لاعتباره ان التطورات في سورية تنزلق باتجاه حرب اهلية على اسس طائفية مذهبية وهو ما يسعى النظام السوري لتحقيقه لاخراج الثورة من طابعها الشعبي المطالب بالديموقراطية والحريات العامة، لافتا الى ان الصراع الحقيقي اليوم على الاراضي السورية هو بين محاولة النظام السوري تحويل الثورة الى حرب اهلية طائفية واصرار المعارضة على ابقائها ثورة سلمية غير معنية بالشأن المذهبي، معربا بالتالي عن اعتقاده ان الاسابيع المقبلة قد تشهد تبني مجلس الامن للمبادرة العربية بكامل بنودها، ما سيمنع بالتالي انزلاق المجتمع السوري الى حرب اهلية، مستدركا بالقول ان اي تحرك عسكري للناتو لن يكون واردا كون الجميع لا يريد تدمير سورية واغراقها في الفوضى الامنية، خصوصا ان الجامعة العربية تحتضن بشكل كامل الحلول السلمية لأنها تدرك ان العمليات العسكرية تبدأ في مكان معين وتنتهي في مكان آخر.

واشار بيضون الى وجود سيناريو يلوح في الافق كحل للازمة السورية ستكون روسيا جزءا رئيسيا في صياغته، الا وهو السيناريو اليمني، وذلك لاعتباره ان روسيا لن تستطيع البقاء في خط معاكس للتوجهات الدولية حيال الازمة السورية، وبتغطية ارتكابات النظام السوري النزيف الدموي الحاصل نتيجة اعتماد الرئيس الاسد للحل الامني، خصوصا ان كلا من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين يسعى الى عدم تلطيخ صورته امام الرأي العام الدولي، خصوصا بعد ان شهدت روسيا موجة اعتراضات شعبية على نتائج انتخابات الدوما لديها.

على صعيد آخر وحيال ما حملته زيارة الرئيس الحريري لتركيا من ابعاد على المستوى الاقليمي وما رافق الزيارة من تغطية اعلامية واسعة على المستويين المحلي والعربي، ختم بيضون لافتا الى ان الزيارة متعددة الاهداف والاتجاهات، خصوصا ان الحفاوة التركية في استقبال الرئيس الحريري ان دلت على شيء فهي تدل على ان مكانة الرئيس الحريري اقليميا هي الابرز والاغنى مقارنة مع مكانة غيره من القادة اللبنانيين، لاسيما ان العالم العربي احتضن سياسة وتوجهات الرئيس الحريري اكثر مما يحضن سياسة الرئيس ميقاتي وذلك بدليل عدم اعطاء المملكة العربية السعودية موعدا للرئيس ميقاتي لزيارتها، معتبرا بالتالي ان المشهد العام لجولات الرئيس الحريري المحلية والاقليمية تؤكد قطعيا ان بداية الحلول في لبنان تكمن بعودة الرئيس الحريري مجددا اما على رأس السلطة التنفيذية واما بالتفاهم معه حول التشكيلة الحكومية المقبلة.  

السابق
مقابل اللجوء السياسي في روسيا.. هل يتسلم الشرع رئاسة سورية لفترة انتقالية !؟
التالي
روسيا وإيران ونظام الأسد