بأي سرعة نخرج من أفغانستان؟

كابل – يؤكد الجنرال جون ألين إنه لا يوجد أي وضوح من قبل الرئيس الأميركي أوباما فيما يتعلق بسياسة استمرار السعي لسحب القوات من أفغانستان العام المقبل. ربما يكون هذا صحيحا من الناحية الفنية، لكن المعركة السياسية تدور حول خطى خفض عدد القوات الأميركية الموجودة في أفغانستان مستقبلا. ويقول ألين، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، إن البيت الأبيض لم يحدد له أي جدول زمني خاص بخفض المزيد من القوات بعد سبتمبر (أيلول). وعندما يرحل آخر 30 ألف فرد من القوات الأميركية التي أرسلها أوباما، سيبقى 68 ألف جندي أميركي. وقال ألين في مقابلة يوم الثلاثاء: «لم يوضح لي أحد في نهاية سبتمبر عدد القوات التي يمكن أن يتم سحبها حتى عام 2013». وأضاف أن سياسة الرئيس، بحسب فهمه، هي «سحب قوات يستند إلى استراتيجية» بحسب ما يحدده الوضع على الأرض لا بحسب جدول زمني مقدّر سلفًا. مع ذلك كان هذا هو محل الجدل، فبحسب مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، يفضل ألين بقاء الجزء الأكبر من الـ68 ألف جندي حتى نهاية عام 2013، بحيث تُمنح الولايات المتحدة «موسمي قتال» لدعم القوات الأفغانية قبل تسليمها المسؤولية بالكامل عام 2014.
 
مع ذلك يريد نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن وبعض مسؤولي الإدارة الأميركية الالتزام بانسحاب مستدام مستقر خلال الحملة الانتخابية الرئاسية العام المقبل. وأخبرني ألين: «قد يكون هناك انسحاب سريع للقوات» إذا سمحت ظروف الجيش، لكن لا يوجد «درب سهل». وقد لا يتفق بعض مسؤولي البيت الأبيض مع ألين. هل يبدو هذا مألوفًا؟ إنه يوضح الخلاف حول قرار أوباما في ديسمبر (كانون الأول) 2009 بإرسال المزيد من القوات، مع بداية سحبهم في يوليو (تموز) 2011، فضلا عن الجدال الدائر العام الحالي حول سرعة سحب 30 ألف جندي وعودتهم إلى أرض الوطن. يستطيع أوباما أن يجعل الأمور أسهل إذا ترك هذا القرار للقائد، لكن لا يوجد ما هو سهل بالنسبة لأوباما حينما يتعلق الأمر بأفغانستان. وقد قام ألين منذ تولي منصبه خلفًا للجنرال ديفيد بترايوس في يوليو ببعض التغييرات الاستراتيجية المثيرة للاهتمام وإن لم يتم الالتفات لها. يريد ألين بالأساس الإسراع بتسليم المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية في بعض المناطق الرئيسية، حيث يفضل المخاطرة في القريب العاجل أثناء وجود القوات الأميركية للمساعدة عن المخاطرة فيما بعد.

تتضمن تعديلات ألين جدولا انتقاليا، حيث قصّر مدة هذه العملية وحدد تكلفتها ومزاياها مبكرًا. وضمّن في آخر مرحلة كما أعلن الشهر الماضي المناطق التي كانت يومًا تعاني من اضطرابات وهي إقليما غزني ووارداك، أما المرحلة الثانية، فستكون في الربيع ومن المحتمل أن تتضمن إقليمي نوريستان وكونار الواقعين على الحدود مع باكستان فضلا عن هلمند وقندهار التي تشهد المعارك الأساسية في الجنوب. من الممكن تسليم المسؤولية الأمنية بالكامل إلى إقليم باتيكا وباكتيكا وخوست في منتصف عام 2013 وهي من المناطق الساخنة على الحدود الشرقية.

ويوضح القائد الأميركي قائلا: «لا أحد يعلم كيف ستسير الأمور بعد تسلم القوات الأفغانية لمسؤولية الأمن. هناك حاجة إلى وجود قوات كافية لدعم الأفغان بشكل قوي بحيث لا يفقدون ثقتهم بأنفسهم». ويشير إلى أن تنفيذ هذا الانسحاب السريع يكون ممكنا في حال تحسن الأمن خلال العام الحالي في جنوب أفغانستان التي تراجعت وتيرة الهجمات بها بنسبة 8 % تقريبًا مقارنة بالعام السابق على حد قول قائد عسكري آخر. ويسمح هذا للقوات الأميركية بالتحرك نحو الشرق، حيث تشتد وتيرة القتال. وأوضح مسؤولون أميركيون في اجتماع عُقد يوم الأربعاء في قندهار تحسن الوضع الأمني في أقاليم أوروزغان وزابل وقندهار في الجنوب وتحسن أداء القوات الأفغانية. مع ذلك أحيانًا يتبين أن هذه التقارير سابقة لأوانها. وقال الجنرال راي أوديرنو، رئيس أركان الجيش الأميركي، عقب الاجتماع: «أرى أن قوات الشرطة والجيش الأفغانية تحرز تقدما وبدأت تسلم المسؤولية الأمنية في بعض المناطق».

ماذا عن حركة طالبان؟ يبدو أن عام 2011 كان عاما صعبا لها، لكن تشير التقارير الاستخباراتية أن الحركة تخطط للسيطرة على بعض الأقاليم بعد عام 2014 اعتمادا على عدم قدرة القوات الأفغانية على التصدي لها. من النقاط الإيجابية بالنسبة لحركة طالبان تراخي قبضة الحكومة في أكثر مناطق أفغانستان. وتعد هذه هي الحلقة الأضعف في الاستراتيجية الأميركية ومشكلة لا يمكن أن ينكرها حتى أكثر الناس تفاؤلا. ويقول أوديرنو: «يحتاج الجنرال ألين مع تقدمه مرونة لتنفيذ استراتيجيته، لكن يظل لأوباما قرار دعم هذا الانسحاب القائم على الاستراتيجية المرنة أو دعم جدول زمني يقضي بسحب القوات سريعًا» وهو ما يحظى بقبول كبير لدى أميركا التي أنهكتها الحروب. أشعر أن أوباما سيصغي إلى القائد في هذا الأمر خاصة عندما يبدو أنه يعمل على تحفيز العملية التي ستسمح بسحب أكثر القوات الأميركية بحلول عام 2014 

السابق
إسلامي تحدث مع إسرائيلي!
التالي
تحديات ليبيا الأمنية بعد القذافي