النظام السوري..مشانق في الطريق

طريق الموت المغلق الذي سلكه النظام الإرهابي والقمعي السوري ليست له نهايات واضحة وحقيقية سوى عبر المصير الأسود القاتم الذي ينتظر قادة نظام القتل والإرهاب , وهومصير تكرر على رقاب الطغاة على مدى مسيرة التاريخ المنتصر دوما للشعوب والساخر دائما سخرية الموت من الطغاة القتلة.

المجازر البشرية البشعة التي تخصص بصناعتها النظام السوري وتلفيق العمليات الانتحارية المزعومة الخبير بها وبآلياتها استنادا الى تجربته الدموية في العراق, وتركيزه الإعلامي المريض على أن البديل القادم للسلطة في سورية لن يكون سوى "القاعدة" واخواته والجماعات السلفية والتكفيرية! ليس سوى سيناريو ساقط ومتهاو يعرف الشعب السوري جميع أبعاده وخصائصه المريضة. لقد سقط الخطاب الإعلامي والسلطوي السوري, وماعادت حملات الإرهاب الشامل والموت المجاني تخيف الشعب الذي تخصص في إذلال الطغاة وسحبهم الى المشانق المقبلة, وستكون ساحة المرجة تحديدا هي المكان والموعد المقبل لمحاسبة الطغاة والقتلة وحسب الأصول والقوانين المعروفة في محاكمة الخونة والقتلة والمتآمرين على حرية ودماء الشعب السوري التي استباحتها جمهرة مماليك وشبيحة نظام الضباع المتهاوي للحضيض. لن يفلت القتلة ورب الكعبة مهما استحدثوا من وسائل الدمار ومهما تفننوا في صناعة القتل والإرهاب وتعليب الجثث. النظام السوري اليوم وبعد الطريق المسدود الذي اختاره ولجوئه لسياسة المجازر الشاملة من خلال عودته لصباه وللإفراط في حمامات الدم ليس له من سبيل سوى مواجهة ملفات الاتهام والإدانة الحتمية المتضخمة والموثقة المقبلة, وهي ملفات ستكون مادة لمحاكمات تاريخية لا تشمل قادة النظام من المجرمين فقط الذين توارثوا سلطة الموت بعد أن حولوا سورية العظيمة لإقطاعية يتوارثونها, بل ستشمل حقبة تاريخية مهمة تواصلت منذ خمسينات القرن الماضي وحتى اليوم, بكل تأكيد محاكمات دمشق المقبلة ستدخل التاريخ باعتبارها مفصلا محوريا لكشف أغوار حقبة تاريخية شكلت المشهد المأساوي القائم حاليا, ومع الإصرار السلطوي على ممارسة الجريمة والإمعان في اختلاق الملفات الإرهابية, والإيغال في دماء السوريين عبر توسيع مساحات الموت فإن أي تسوية حقيقية للموقف السوري لن تتم إلا من خلال إسقاط النظام بالطريقة المناسبة التي يفهمها وتقديم رؤوسه القيادية, والتي لن يكون حكمها بطبيعة الحال إلا متناسبا مع حجم الجريمة, وانني أرى حبال المشنقة الشامية تتدلى بكل وضوح لتسدل الستار على خاتمة المشهد للنظام البعثي المماليكي السوري الذي أثخن في الناس وأفسد في الأرض ومارس من الجرائم ماستدونه كتب التاريخ بأحرف سوداء وحزينة.

ليس ممكنا أبدا التعامل مع هذا النظام, ولم يعد بالإمكان إعادة تأهيله, وكل يوم يمر تضاف الى سجلاته الإرهابية أرقام متصاعدة ومروعة من الشهداء الذين طرزوا خارطة النضال الوطني السوري المعمد بدماء الأحرار الشامخة التي ستدخل تاريخ النضال الإنساني باعتبارها أسمى حالة من حالات التضحية والإباء.
لقد نجحت الثورة السورية الكبرى في ترسيخ أقدامها, وحققت أهدافها, وعرت النظام بالكامل والذي لم يعد اليوم سوى اعجاز نخل متهاوية, ولم تعد قضية تحلل النظام وإلقاء القبض على قادته سوى مسألة وقت بعد أن وصلت الثورة الى عاصمة الأمويين, وبما سيعصف بالقتلة ويحيلهم الى هشيم تذروه الرياح.

لابديل عن المحاكمة الشعبية والتاريخية المفصلة لرموز النظام وإرهابييه, ولا بديل بالتالي عن إنزال القصاص العادل بهم, وهوقصاص لوتعلمون عظيم وسيكون فتحا تاريخيا جليلا, وحالة تغيير غير مسبوقة أبدا في أوضاع شعوب الشرق القديم سيتحسس الطغاة رقابهم, وستندحر الفاشية البعثية الطائفية, وسيفخر الشعب السوري العظيم برجاله وشهدائه وحرائره, وهم يغيرون مسارات التاريخ نحومسارب الحرية الحمراء المقدسة, فالثورة السورية واحدة من أعظم ثورات التاريخ الإنساني المعاصر, ونصرها الأغر سيكون نصرا للإنسانية ضد الإرهاب والشمولية وعقاب القتلة الطغاة سيضاف الى مشاهد مماثلة لعقاب طغاة سابقين اخزاهم الله وعاقبهم الشعب, فمرحى بالثورة السورية الحرة وهي تتوج نصرها الأغر بقطع رقاب القتلة والمجرمين. 

السابق
الانباء: موقف متقدم للبطريرك الراعي يدعو لحصر السلاح في الشرعية وسليمان: الرهان على الربيع العربي خسارة للبنان
التالي
مقابل اللجوء السياسي في روسيا.. هل يتسلم الشرع رئاسة سورية لفترة انتقالية !؟