“خان القشلة” يستعد لإعادة التأهيل واحتضان الحرف التقليدية

 تحويل معالم المدينة الأثرية الى نقاط استقطاب للسائحين والزائرين، مهمة يقوم بها المجلس البلدي في مدينة صيدا، حيث وضع على سكة التنفيذ مشروع إعادة تأهيل <خان القشلة>··
مركز أثري هام كان يستخدم في السابق على غرار <خان الإفرنج> ومن ثم تحوّل الى ثكنة عسكرية، يستعد اليوم ليأخذ دوره في احتضان المشاريع الحرفية، على أن تكون له هيئة مستقلة لإدارته وتنمية هذا المرفق الذي يقع عند مدخل <سوق البازركان>، أو ما يعرف اليوم بسوق الكندرجية··

خطوة تترافق مع إعادة تأهيل المحيط وأخذ دوره لينضم الى معالم المدينة، حيث جرى الإنتهاء من اعداد الخرائط والتصاميم، كثمرة تعاون بين بلدية صيدا والسفارة الإيطالية وبجهود نائبي المدينة··

<لـواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على هذا المشروع من خلال لقاء رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي··

*خطة متكاملة { أين أصبح مشروع تأهيل <قشلة صيدا>؟ – معروف أن بلدية صيدا أخذت على عاتقها تنمية المدينة من خلال وضع خطة متكاملة تتضمن تنمية المرافق الحيوية وخصوصاً الأثرية، إضافة الى استحداث مراكز جذب في المدينة من منطلق ايمانها بأهمية الدور الإنمائي الذي جئنا لأجله·

ومن هذه المشاريع <خان القشلة>، الذي يُعد مركزاً أثرياً هاماً يجب تنميته، والآن هو مقفل يحيط به العشب من كل جانب، مما يؤثر على هذا المعلم الأثري، لذلك كان مشروع إعادة الترميم الذي يهدف لجعله مزاراً ومقصداً للناس، على غرار ما تم في <خان الإفرنج>، حيث أصبح اليوم مركزاً للأنشطة الإجتماعية الهامة· لذلك فإن مشروع إعادة التأهيل يأتي بالتعاون مع السفارة الإيطالية التي ستقوم بتمويل هذه العملية، وقد تم تكليف مكتب هندسي لإجراء التصاميم لهذا المركز، كي يصبح مركزاً للحرفيين يعرضون فيه المنتوجات التراثية·

*وضع التصاميم { هل انتهت مرحلة التصاميم لهذا المشروع، وما هي أهميته؟

– لقد تم وضع التصاميم من قبل المهندس الايطالي بروجيه، وبعد ذلك سيتم تنفيذ التصاميم لهذا المشروع الذي يشرف عليه <مجلس الإنماء والإعمار>، وتكمن أهمية هذا المشروع أن صيدا غنية بالأثار، خصوصاً في ظل وجود العديد من المراكز الهامة مثل القلعة البحرية والبرية والسوق التجاري القديم، إضافة الى الكنائس والمساجد الأثرية، و<مدرسة عائشة أم المؤمنين> و<متحف الصابون> و<قصر دبانة>، الذي يعد الأخير امتداداً للقشلة، وهو في منطقة السوق التجاري الذي سيتم اعادة تأهيل بنيته التحتية أيضاً، إضافة الى قربه من حفريات الفرير التي سيقام عليها متحف صيدا، ومن المتوقع أن يكون في القشلة أماكن للإقامة على غرار <خان الإفرنج>، من هنا تنبع أهمية هذا المشروع الذي يتكامل مع مشاريع المدينة الإنمائية·

*دور مميّز { ما هي الخطوات التالية بعد الإنتهاء من المرحلة الحالية؟

– <خان القشلة> أنشأ في عهد السلطنة العثمانية وكان لفترة طويلة من الزمن مركزاً لدرك المدينة وسجنها المركزي، والهدف الآن هو العمل على استعمال هذا المبنى الأثري بعد ترميمه من أجل تحويله الى مركز يحتضن تطوير الصناعات الحرفية في المدينة، ليشكل بالتالي مركزاً اضافياً جاذباً للحركة الاقتصادية في المدينة·

ويأتي هذا المشروع بتمويل من <الوكالة الإيطالية> بعد تأمين قرض وهبة من ايطالياً والغرض هو الإسراع في انجاز التصاميم، وبالتالي تلزيم أعمال الترميم واستكمالها لكي يتحول الخان الى مركز لتطوير الحرف ولعرضها وتسويقها، فضلاً عن تقديم بعض الخدمات الأخرى، التي يُمكن أن تدر إيرادات على المركز، ليكون قادراً على تغطية نفقاته، وبالتالي الإستمرار في تطور مهامه·

وهذا الموقع الأثري يُمكن الإستفادة منه كنقطة جاذبة للسياح، التي تؤدي الى خلق طلب على هذه المنتجات الحرفية المعروضة، والإسهام في تطويرها وتحسينها، مما يُسهم في خلق فرص عمل جديدة لأبناء المدينة وتحسين أحوال سكانها من الناحيتين الإقتصادية والاجتماعية·

*خطوات العمل { ما هي الخطوات العملية لإعادة تأهيل محيط الخان؟

– الخان مؤلف من ثلاث طبقات وباحة وسطية، سيتم تأهيلها إضافة الى المحيط المباشر له وإيجاد حل لشاغلي المحلات المجاورة الملاصفة للخان على الجانبين وذلك عن طريق إيجاد تسوية ودفع تعويضات مباشرة لهم، ليتسنى بعدها ترميم هذه العقارات وترتيبها وفق الرؤيا الثقافية الملائمة للمشروع·

وقد جرى وضع خطة لإدارة وصيانة هذا المعلم تكون مشتركة في تأليفها من قبل الدولة الايطالية والحكومة اللبنانية وبلدية صيدا، ليكون لها كيان مستقل، وهي عبارة عن هيئة لا تتوخى الربح يكون هدفها إدارة وتشغيل هذا الخان في صيدا، ويجب أن تكون جهة محايدة وذات مصداقية، حيث ستحصل على ترخيص رسمي ينحصر عملها في إدارة الخان فقط، ومن المرجح أن يتم تأليف مجلس أمناء للجمعية ليس له أي صلاحيات تنفيذية أو تقريرية، والهدف منه الاستعانة بأعضائه لتأمين المساعدات والتبرعات المالية والعينية لمصحلة الخان وتحقيقاً لأهدافه، حيث توصي البلدية بتزكية الأسماء التي ستؤلف الهيئة الإدارية، وكذلك أسماء أعضاء مجلس الأمناء المنبثق عن الجمعية·

{ ما هي الكلمة التي تود توجيهها عبر <اللـواء>؟

– سيصبح <خان القشلة> مقراً لاستضافة المهارات الحرفية ولتسويقها في مدينة صيدا من خلال هذا المركز أو خارجه، وبالتالي نكون قد تمكنا من إعادة تشغيل هذا المرفق الحيوي واعطائه الدور الذي يليق به وبمدينة صيدا، التي هي من أكبر المتاحف القائمة بذاتها في الشرق الأوسط وتستحق منا بذل المزيد·
 

السابق
“الجامعة اللبنانية”- صيدا تحتضن المؤتمر الأول استعراضاً وتحليلاً وتوثيقاً
التالي
ماريو عون: هناك ملفات كبيرة امام الحكومة وميقاتي لا يسهل بتها