“الجامعة اللبنانية”- صيدا تحتضن المؤتمر الأول استعراضاً وتحليلاً وتوثيقاً

  حمل المؤتمر الأول <الإعتداءات والحروب الإسرائيلية على لبنان وآثارها في بنية المجتمع الجنوبي>، الذي نظمه <معهد العلوم الإجتماعية> في الجامعة اللبنانية الفرع الخامس في صيدا، و<تجمع خريجي معهد العلوم الإجتماعية>، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، دلالات كثيرة من الأهمية، كونه عقد في <الجامعة اللبنانية>، التي تُشكل نموذجاً وطنياً، وفي صيدا <قلب الجنوب>، الذي عانى كثيراً من الاعتداءات الإسرائيلية، فقدّم أبناؤه الكثير من التضحيات والدماء من أجل تحرير الأرض، ودحر الاحتلال الإسرائيلي وإستعادة الحقوق وما يزالون··
كما تكمن الأهمية المضاعفة، في تناول هذه الاعتداءات الإسرائيلية ونتائجها على المجتمع بطريقة علمية منظمة: استعراضاً وبحثاً وتحليلاً وتوثيقاً، وصولاً الى تشكيل مرجع يستند إليه في محاكاة إعادة انماء الجنوب ورفع الحرمان، ولا سيما أن المنظمين قرروا جمعها في كتاب، ورفعها الى المسؤولين ومتابعتها معهم··

<لــواء صيدا والجنوب> واكب المؤتمر في جلساته، واستطلع آراء عدد من المشاركين فيه حول أهميته ودلالاته··

نور الدين { رئيس <تجمع خريجي معهد العلوم الإجتماعية> ? الفرع الخامس الدكتور كاظم نور الدين، رأى <أن الأوضاع التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان في ظل الظروف الراهنة، التي جاءت نتيجة الإعتداءات والحروب الإسرائيلية، التي تعرّض لها هذا البلد منذ قيام الكيان الصهيوني، هذه الأوضاع تتطلب منا الإلتزام الكامل بقضايا وشؤون الوطن في كافة الميادين وتطويرها، وإلقاء الضوء عليها والتخطيط لها، من هنا كانت فكرة إقامة <مؤتمر الجنوب الأول> حول الإعتداءات والحروب الإسرائيلية على لبنان وآثارها في بنية المجتمع الجنوبي>·

وأضاف: لقد تناول هذا المؤتمر كافة المحاور، إبتداء من عرض للحروب الإسرائيلية، مروراً بمحاور تمتد الى كافة الميادين التربوية والإقتصادية والتنموية والتشريعية والديموغرافية، وصولاً الى دور المؤسسات العامة والخاصة، اللبنانية والأجنبية، في درء نتائج هذه الإعتداءات، على أمل صدور توصيات حول هذه المحاور، وإنتاج كتاب يحوي الأبحاث التي أدرجت في المؤتمر، وستكون إن شاء الله ثروة علمية، بل محصول علمي·

الترك { أمينة سر <تجمع خريجي معهد العلوم الاجتماعية> – الفرع الخامس في صيدا الدكتورة هويدا الترك قالت: لقد نظم <تجمع خريجي معهد العلوم الإجتماعية> ? الفرع الخامس <مؤتمر الجنوب الأول> حول الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وآثارها في بنية المجتمع اللبناني، بهدف إبراز واقع وصول تلك الإعتداءات وتأثيرها على مختلف المستويات الاقتصادية والإجتماعية والثقافية والديموغرافية، علاوة على دور السلطات في معالجة تداعيات تلك الإعتداءات·

وأضافت: أن أهمية هذا المؤتمر، تكمن بأنه مؤتمر علمي شارك فيه 40 باحثاً وأستاذاً جامعياً ومتخصصاً في شتى المجالات، بحيث وصف كل منهم تجربته أو آثار تلك الإعتداءات وإنعكاساتها في شتى الحقول، بحسب إختصاصه·

وختمت الترك: نحن حريصون على أن التوصيات وخلاصات الأوراق العلمية، سيتم توثيقها لما فيها من أهمية على مستوى <الجامعة اللبنانية> وإغناء مكتبتها بأبحاث متخصصة لم يتم التطرق إليها سابقاً·· كما سترفع التوصيات الناتجة عن أعمال وفاعليات المؤتمر الى الجهات المعنية ومتابعتها·

قديح { الدكتور ناهض قديح قال: إن الذي دفعنا الي تنظيم هذا المؤتمر، هو أن <الجامعة اللبنانية> على تواصل بالمجتمع وبما يحدث فيه، فقد أردنا تسليط الضوء على الاعتداءات الاسرائيلية انطلاقاً مما يجري منذ 40 و50 عاماً، إذ أن <إسرائيل> تتميز في منطقتنا العربية بعدوانيتها وارهابها واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني في الداخل، وعلى الشعوب العربية المحيطة بها، وقد نال لبنان جزءاً كبيراً من هذه الإعتداءات، فكان نشوء المقاومة في الجنوب اللبناني دافعاً لهذا الشعب أن يتحرر من كل ضغوطه وإحباطه، وينطلق في مقاومة العدو الإسرائيلي من أجل إستعادة حقوقه·

وأضاف: إن الإعتداءات الإسرائيلية كثيرة ومتعددة، وكان لها تأثيراً مباشراً على بنية المجتمع اللبناني بشكل عام والجنوبي بشكل خاص، حيث كان الدمار والشهداء، الأطفال والشيوخ وسواهم، وهناك تأثيرات كبيرة لهذه الإعتداءات والحروب على البشر ومنها الإقتصادية والتجارية، لذلك كان المؤتمر ليتناولها مع آثارها بمختلف النواحي·

رحال { الدكتور معضاد رحال قال: إن الهدف من المؤتمر، هو تسليط الأضواء على واقع الجنوب والفكرة بدأت عفوية، ثم تطورت بهدف تحريك الفكر الثقافي والمعنوي في الجامعة اللبنانية، وخاصة بين أوساط الطلاب والباحثين في هذا الموضوع، ثم حاولنا تسليط الأضواء على الموضوع الذي يشكل ظواهر اجتماعية تحاكي أوضاع اللبنانيين ومشاعرهم والجنوبيين بشكل خاص، فكان الإختيار على الإعتداءات الإسرائيلية لأنها متكررة ومنذ فترة زمنية طويلة، وأحدثت شرخاً ومشاكل كبيرة في بنية المجتمع اللبناني منذ العام 1948 وحتى اليوم، وما زالت وأفرزت الكثير من النتائج المهمة سواء التهجر أو البطالة وغيرهما، فضلاُ عن نواحي إيجابية في تطوير ثقافة مقاومة العدو الإسرائيلي، فثقافة المقاومة منذ بداية الأزمة تختلف عن ثقافتها اليوم وباتت متطورة على كل المستويات الفكرية والتكنولوجية·

بزي { الدكتور علي بزي، اعتبر <أن أهمية المؤتمر ينبع من كونه يعقد في <الجامعة اللبنانية> وعلى أرض الجنوب، فـ <الجامعة اللبنانية> همّها علمي بحت وفي نفس الوقت محاكاة هموم المجتمع فهي تتواصل مع المجتمع لتقوم بدورها وبخلاف ذلك تتقاعس، وهذا المؤتمر خطوة أولى على طريق أن تنقل ثقافة الناس وعاداتهم وتطلعاتهم وأوضاعهم السياسية، الاجتماعية والاقتصادية وخاصة في الجنوب الذين يعانون منذ فترة طويلة، منذ عام 1948 كان أبناء الجنوب ملتصقين بقضايا المنطقة وخاصة قضية فلسطين، فالصراعات والإعتداءات الإسرائيلية التي تكررت وتتكرر حتى اليوم وهناك أكثر من 10 إعتداءات كبيرة خلفوا حالة معينة عند الجنوبيين من المفروض أن نرصدها ونحللها فكان المؤتمر لرصدها وآثارها على بنية المجتمع الجنوبي الديموغرافي والسياسي وعلى مختلف النواحي الحياتية·

الصبوري { الدكتورة مريانا الخياط الصبوري، أكدت أن أهمية المؤتمر يكمن بأنه هو المؤتمر الأول الذي تناول أثر الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان بشكل عام وجنوبه بشكل خاص، ويبن حجم الخسائر المادية والبشرية والمعنوية التي خلفتها الإعتداءات والحروب المتكررة على لبنان، ويسلط الضوء على نتائج هذه الإعتداءات وما خلفته من آثار سيئة على كافة الأصعدة النفسية، التربوية، الاقتصادية والإجتماعية· 

السابق
التلوث يجتاح مجدداً مجرى نهر الحاصباني ويُشكل خطراً
التالي
“خان القشلة” يستعد لإعادة التأهيل واحتضان الحرف التقليدية