الانباء: 8 آذار ردت الاعتبار لـعون بتبني مشروع نحاس للأجور وميقاتي: الرسالة وصلت وسيلحق أذى فادحاً بالاقتصاد الوطني

حركت تصريحات وزير الدفاع اللبناني فايز غصن حول دخول عناصر القاعدة من سورية الى بلدة عرسال اللبنانية، المزيد من ردود الفعل الغاضبة إجمالا وبعثت الحيوية في الأجواء السياسية اللبنانية الهامدة، بتأثير الصخب السوري والإقليمي الهادر.

واخترقت مناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية هذه الأجواء وسمحت بالكثير من الاتصالات واللقاءات تحت سقف التهاني بالأعياد. وقد سنحت هذه المناسبة للرئيس نجيب ميقاتي القيام بجولة على رؤساء الطوائف المسيحية وليعلن من خلالها بعض المواقف، وقد شملت جولة ميقاتي البطريرك الماروني بشارة الراعي وبطريرك الكاثوليك ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، حيث أبدى تفهمه لهواجس مختلف الأطراف حيال قانون الانتخابات ووعد بالعمل من أجل الوصول الى القانون الأفضل.

ميقاتي والمشروع الأرثوذكسي

وقال ميقاتي: ان ما يسمى بالمشروع الارثوذكسي للانتخابات، لا يعبر عن رأي الطائفة بذاتها، انما هو لشخصيات مدنية أطلقت مثل هذا الطرح، وبالتالي علينا ان ننظر اليها بموضوعية.

واضاف: اليوم نصيحتي لكل اللبنانيين ان نؤكد على اتفاق الطائف، وان الغرق في أي سجالات لا يفيد أحدا.

في غضون ذلك، انشغل مجلس الوزراء الذي انعقد في بعبدا بمسألتين: بت الموقف من «تصحيح الأجور»، وهو ما تم بالفعل من خلال التصويت في مجلس الوزراء ضد إرادة رئيس الحكومة وتصريحات وزير الدفاع فايز غصن، عضو كتلة المردة النيابية، حول تهريب «القاعدة» من سورية الى بلدة عرسال اللبنانية، وتهريب السلاح من لبنان الى سورية.

وترافقت هذه التصريحات مع موافقة سورية على ادخال مراقبين عرب ستصل طلائعهم هذا الأسبوع، ومع مناورات عسكرية بحرية وجوية للإيحاء بجهوزية النظام لمواجهة الاحتمالات كافة.

ميقاتي لوزراء 8 آذار الرسالة وصلت

وعلى صعيد تصحيح الأجور، سجلت الأكثرية الوزارية التي تضم تحالف حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر، هدفا في مرمى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تمثل باستبعاد مشروعه لتصحيح الأجور وإقرار مشروع وزير العمل شربل نحاس، عضو كتلة عون.

التصويت فرض نفسه في اللحظات الأخيرة، وحصل مشروع نحاس على الأكثرية.

رئيس الحكومة أكد أنه يخضع للعبة الديموقراطية ويحترم نتيجة التصويت في مجلس الوزراء محذرا في المقابل من ان التبعات الاقتصادية لمشروع نحاس ستكون كبيرة، وستلحق أذى فادحا بالاقتصاد الوطني، وعلى كل وزير صوت لصالح هذا المشروع ان يتحمل مسؤوليته.

ميقاتي اعتبر ان التصويت الحاصل واضح في السياسة، وقد وصلتني الرسالة وانا أتقبلها، لقد أراد فريق 8 آذار ان يعبر عن تضامنه مع العماد ميشال عون. ولفت الى ان مجلس شورى الدولة رفض تدخل الدولة إذا اتفق فريقا الانتاج على كيفية احتساب زيادة الأجور، وهذا ما حصل فعلا قبل طرح مشروع نحاس على التصويت، وأنا سأوقع المرسوم ان أقره مجلس شورى الدولة.

الطعن أمام مجلس الشورى

رئيس مجلس اتحاد غرف التجارة والصناعة في لبنان محمد شقير اعتبر ان ما حصل يشكل فضيحة لا يمكن السكوت عنها، وسنطعن في القرار أمام مجلس الشورى، حيث انه سيؤدي الى اقفال مئات المصانع وصرف عشرات الآلاف من العمال، مستغربا كيف ان العماد عون سار بهذا القرار بعد ان علم بخطورته من وفد جمعية الصناعيين له.

رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس وصف قرار مجلس الوزراء بالفضيحة، وقال ان اتفاق طرفي الانتاج أطاحته السياسة.

 حكومتان في جلسة واحدة

بعض الوزراء وصفوا ما حصل في الجلسة بأنه أغرب فصول العمل السياسي والمؤسساتي في تاريخ لبنان بحيث كنا ازاء حكومتين في جلسة واحدة ولم يسبق ان بلغ الانقسام على خلفية حسابات خاصة وشخصية ذلك المبلغ.

فيما كان مشروع رئيس الحكومة يجعل الحد الأدنى للأجر 675 ألف ليرة لبنانية، لحظ مشروع نحاس رفع هذا الحد الى 868 ألف ليرة، بعد اضافة بدل النقل المقرر 236 ألف ليرة الى اصل الراتي.

وتدفع عن كامل هذا الاجر الاشتراكات المتوجبة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ويدخل في احتساب تعويض نهاية الخدمة.

الحد الأدنى المقرر

وتضاف الى الاجر زيادة غلاء المعيشة وقدرها 18% على الشطر الاول منه حتى مبلغ مليون وخمسمائة الف ليرة، و10% على انشطة الثاني منه الذي يزيد على المليون وخمسمائة الف ليرة، ولا يتجاوز المليونين وخمسمائة الف ليرة. وتعتبر زيادة غلاء معيشة وتحسم من قيمة الزيادة المنصوص عليها اعلاه الزيادات الرضائية التي منحت منذ تاريخ 1/1/2011، واذا فاقت قيمة هذه الزيادة الزيادة الجديدة، فلا يجوز تخفيضها، اما اذا كانت اقل فيستفيد الاجير من الفارق فقط.

واثارت تصريحات غصن زوبعة من ردود الفعل، خصوصا من اهالي عرسال القرية البقاعية الواقعة على تخوم الحدود مع سورية، قبالة مدينة حمص.

ووصف احد مواطني عرسال الوزير غصن بانه «اول ارهابي في لبنان» لانه يتهم الابرياء بالارهاب وهم الذين يتلقون الضربات.

والراهن ان اتهام العرساليين خصوصا، وسكان المناطق الحدودية شرقا وشمالا، عموما بتهريب السلاح والمسلحين الى سورية، جاء ايضا على لسان السفير السوري علي عبدالكريم علي خلال لقائه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني امس الاول.

وعلمنا ان السفير السوري تحدث عن ممرين للسلاح الى بلاده، الممر اللبناني المتعدد المنافذ وهو الاكبر والاخطر، كما اشار والممر التركي الذي يأتي بالدرجة الثانية.

وابدى السفير علي عتبه على القوى الامنية اللبنانية، لانها لا تضبط الحدود، وقال: السلاح يدخل من لبنان بشكل مخيف.

« سألنا مصدرا أمنيا لبنانيا بارزا عن رأيه في ملاحظات السفير السوري، فأجاب ان القوى الامنية اللبنانية لا وجود لها على الحدود، او القرى الحدودية.

واضاف المصدر: في وقت من الاوقات حاولت الدولة اللبنانية الاستعانة بتقنيات غربية لضبط المنافذ الحدودية ومنع التهريب على اشكاله، لكن الجانب السوري اعترض وتوصل الى عرقلة المشروع بواسطة حلفائه في الداخل، وذلك بهدف ابقاء ممر السلاح لحلفائه في لبنان مفتوحا، والذي حصل، واضاف المصدر لـ «الأنباء»، ان الممرات الحدودية المخفية للسلاح من سورية الى لبنان، باتت تستعمل الآن، كما يبدو لتمرير السلاح الى سورية، ما يعني ان طابخ السم آكله.

جعجع يستغرب كلام غصن

بدوره، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع استغرب كلام وزير الدفاع فايز غصن عن تسلل عناصر من القاعدة من سورية الى البقاع منبها من ان تكون هذه المقولة حجة للتضييق على اللاجئين السوريين. ودعا جعجع الدولة اذا كانت لديها شكوك الى اتخاذ قرار بارسال القوى الامنية والجيش الى تلك المناطق لمنع دخول عناصر امنية.

وفي حديث لاذاعة «لبنان الحر» ايد جعجع دعوة نواب بيروت الى اخلاء العاصمة من السلاح غير الشرعي، سواء كان ذلك قابلا للتنفيذ ام لا، وقال: المطلوب لبنان خال من التنظيمات المسلحة والسلاح، آسفا لعدم توقيف احد في حوادث السابع من مايو وعائشة بكار وبرج ابي حيدر واخيرا حادثة حي الزيدانية، معتبرا ان القرار السياسي للقيام بذلك غير موجود، ما دامت هناك تعويذة ثلاثية يتمسك بها بعضهم ويحصل تحت طياتها كل شيء، «ويقعد الشعب والجيش والمقاومة».

وردت بلدية عرسال ومخاتيرها على تصريحات وزير الدفاع بالاستنكار والشجب، ورأوا انه ربما كان الغرض استدراجا لحصار امني واعلامي حول البلدة.

ووصف احد مخاتير عرسال الوزير غصن بأول ارهابي في لبنان، لانه يتهم الابرياء بالارهاب، بينما هم من يتلقى الضربات.

رئيس بلدية عرسال والمخاتير اصدروا بيانا رفضوا فيه رفضا قاطعا تصريحات وزير الدفاع وطالبوا بنشر الجيش على الحدود في منطقة عرسال لمنع الخروقات السورية المتكررة للسيادة اللبنانية.

وقال رئيس بلدية عرسال: ثوب الارهاب واسع على بلدة عرسال وثوب العمالة ايضا، نحن جماعة قد نناصر الثورة السورية، ويمكن ان تكون لديهم مشكلة معنا. 

السابق
اللواء: سليمان يتفقّد اليونيفل في الجنوب ويدعو لسحب السلاح من شوارع بيروت
التالي
الإستقرار الإقتصادي·· جائزة ترضية!