الإستقرار الإقتصادي·· جائزة ترضية!

<معادلة جديدة في الحكومة يجب أن يعرف العالم كيف يتعامل معها>·· بهذه الكلمات وصف الوزير باسيل المرحلة المقبلة، والتي كانت أولى بشائرها الإنقلاب على الإتفاق الذي توصّل إليه الرئيس ميقاتي، وفرض التصويت على مشروع شربل نحّاس بعد ضمان الأكثرية لتمريره في مجلس الوزراء·
إن الخطوة التي ضربت عرض الحائط الإتفاق الوسطي الذي وقّعت عليه الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي، والذي حظي برضى الطرفين، ولو بالحدود الدُنيا، دون أن يؤذي الإقتصاد الوطني، إنما هي حلقة جديدة من مسلسل الإبتزاز المتسلِّط الذي شرع التيار الوطني بممارسته منذ انخراطه في العمل الحكومي·

لطالما ترافقت تشكيلات الحكومات سابقاً بالمدّ والجزر، والتهديد والوعيد، حتى يحصل العماد عون على وزرائه وحقائبه، مهما طالت فترة التشكيل، وتعطّلت البلاد ومصالح العباد، ثم انتقل إلى المشاريع داخل وزاراته فلم تكن السلاسة صفة لمعالجاته لملفاته، فإذا بكل ملف يترافق مع إشكالات وتصريحات، ومواقف مضادة وضغط على الحليف قبل الخصم، حتى يمر المشروع بما يناسب التيار ومصالح وزرائه، فكانت غرفة التنصّت ومن ثَمّ مشروع الكهرباء، بكل الألغاز التي لا تزال في طيّاته ولم يجد لها أي عقل من تفسير، وجاء اليوم مشروع الوزير نحّاس للأجور، وغداً نصل إلى ملف التعيينات·· ولن تنتهي سلسلة المطالب مع كل ما يترافق معها من ضغوطات وابتزازات ممكن أن تطال الأمن والإقتصاد الوطني·· فهل تكون الحلول دائماً عبر الرضوخ؟ أم أن أولوية حزب الله في إنقاذ تحالفه مع العماد عون إضطّره على اعتماد سياسة <تبويس اللحى> وتمرير مشروع يعرف الجميع سلفاً أنه يهدِّد سلامة الدورة الإقتصادية وقدرة المؤسسات على مواجهة الأزمات العالمية والمحلية؟

إن المشروع الذي حُوِّلَ إلى مجلس شورى الدولة لم يراعِ التوازن بين العامل وربّ العمل اللذان يجدان أنفسهما في مركب واحد بوجه أزمة إقتصادية ومالية خانقة تُطبِق على رقاب الجميع دون استثناء، وأن الموافقة عليه إذا ما تمّت إنما تهدّد بتبعات اقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة لن يستطيع أي فريق أن يتحمّلها·

إن المؤامرة الحقيقية ضد المقاومة كانت إدخالها في زواريب السياسة الداخلية ومتاهاتها وزجّها في الخلافات على الحصص، فتحوّلت من مقاومة العدو إلى مقاومة الخصم في الداخل، وبدلاً من أن يكون حزب الله الفريق الضامن لثبات ووعي حلفائه في معالجة الملفّات الحياتية فإذا به ينساق وراء أهوائهم ويُضحّي بمصلحة الوطن كجائزة ترضية، فتتم المقايضات والمساومات والاسترضاءات·· على حساب الإزدهار الإقتصادي والإستقرار الأمني·· أي على حساب المواطن أولاً وأخيراً!!

السابق
الانباء: 8 آذار ردت الاعتبار لـعون بتبني مشروع نحاس للأجور وميقاتي: الرسالة وصلت وسيلحق أذى فادحاً بالاقتصاد الوطني
التالي
توقيف قاتل مرافق اللينو في صيدا