زغرتا والربيع العربي

لا يخفى على أحد الواقع الذي تعيشه مدينة زغرتا، واقع بات متأصلا في نفوس ابناء المدينة مما دفع الناس الى الاقتناع باستحالة التغيير السياسي. ولا يختلف الحال فيها عن حال العديد من المدن والقرى اللبنانية بل العديد من المناطق العربية التي كانت تعيش كبوتها قبل ان تستفيق وتنتفض لتنزع الصدأ الحاكم على مدى سنوات متتالية. أمام بداية انتفاضة إخواننا في "سيدي بوسعيد والصعيد ودرعا"، لا يسعنا الا ان نتأمل بوقفة عز لزغرتا تنتفض فيها على سجانيها وتنقل عدواها الى كل المناطق اللبنانية.
بعيدا عن الانقسام السياسي للزغرتاويين، تبقى المدينة مكبلة تحت سلطة الاقطاع السياسي عبر رموزه من بكوات ومشايخ وعائلات تسيطر على الحياة السياسية في المدينة والجوار. فلقب بيك ليس مقتصرا على فريق سياسي معين، بل يتربع بيك على رأس 8 آذار وبيك على رأس 14 آذار حيث لا تختلف المنهجية الواحدة في العمل والاداء على المقلبين.
لسنا في وارد تحليل للسوسيولوجيا السياسية والتاريخية لمدينة زغرتا بل يعز علينا امام حبنا لها، بقاؤها في حالة جمود سياسي وثقافي وفي حالة هروب الى الوراء. انطلاقاً من هذا الواقع المرير، نعلن عن انشاء مجموعة سياسية في المدينة تحت اسم "مجموعة مستقلي 14 آذار في زغرتا الزاوية". ويهم هذه المجموعة اعلان خطوات عديدة على صعد مختلفة:
أ. على الصعيد المحلي:
1. بعد تراجع 14 آذار خلال السنوات الخمس الاخيرة في بلورة أي مشروع سياسي على الصعيد الوطني والزغرتاوي خاصة، ارتأت مجموعتنا المبادرة لتأسيس حركة تغييرية مبنية على أساس المحاسبة والعمل الديموقراطي بعيداً عن حسابات التوريث التي انتهت صلاحيتها في المنطقة العربية.
2. تعلن المجموعة انها ستشكل فريق عمل سياسي، إنمائي، بيئي، ثقافي لطرح مشروع متكامل ستعرضه على الزغرتاويين من خلال الوسائل الاعلامية. وتجدر الاشارة هنا الى انه لا بد من تفعيل دور المجتمع المدني لجهة الرقابة والمحاسبة.
3. إن المجموعة وبغض النظر عن قانون الانتخابات المقبل، ستشارك في هذه الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً بحيث انتهت صلاحية الاسباب التي دفعتنا الى الابقاء على محتكري 14 آذار في زغرتا.
ب. على الصعيدين الوطني والعربي:
1. على قيادات 14 آذار ان تجري نقدا ذاتياً عميقاً، فهي منذ التحالف الرباعي في 2005 لم تنفك عن خذل واحباط جمهورها (التحالف الرباعي، اتفاق الدوحة، حكومة الوحدة الوطنية، السين – سين)، فالمطلوب منها اعادة الاعتبار لرومنسية نهار 14 آذار 2005 وذلك من خلال طرح مشروع متكامل لبناء الدولة عوضا عن استخدام مراقبة الوضع السوري ومهاجمة سلاح "حزب الله" فقط كأدوات لبناء مشروع سياسي.
2. ان المجموعة لا توافق البطريرك الماروني على توصيفه لواقع المسيحيين في لبنان والمنطقة بالاضافة الى حلوله التي يطرحها من اجل "نجدتهم" وتصويرهم على أنهم اهل ذمة بحاجة الى خشبة خلاص يكون عمادها تحالف الأقليات. فهل يحتاج المسيحيون، الناشطون في حركة النهضة العربية وفي حركات التحرر والديموقراطية لدعم انظمة ديكتاتورية ولتحالف مع انظمة دينية جهادية؟
3. ان المجموعة تساند بعزم كل حركات التحرر العربي من الانظمة الديكتاتورية التي جثمت على اجساد الشعوب العربية لعقود عديدة وهي تعلن دعمها الشديد واعجابها بالمنتفضين السوريين الذين بهروا العالمين العربي والعالمي بشجاعتهم.

السابق
زغرتا والربيع العربي (تعليق)
التالي
حمدان:كلام كونيللي تدخل سافر بالشأن السوري