زغرتا والربيع العربي (تعليق)

توقفت صباح الثلثاء عند مقالة نشرت في "النهار" وعنوانها "زغرتا والربيع العربي"، وقّعها ثمانية أشخاص من المدينة وقضائها هم ميشال وبولس دويهي، باسكال وجان بيار وشيريل فرنجيه، بطرس معوض، اسكندر سمعان، وجهاد العريجي.
يقدم الثمانية، على قلة عددهم، قراءة نقدية لواقع يحكمه البكاوات في 8 و14 آذار معاً، وتتحكم به العائلات الإقطاعية.
ويظهر بوضوح من المقالة ان الموقعين ينتمون الى 14 آذار، لكنهم يعرضون قراءة نقدية للمسار السياسي لهذا الفريق بقولهم انه "بعد تراجع قوى 14 آذار خلال الأعوام الخمسة الأخيرة عن بلورة أي مشروع سياسي على الصعيد الوطني أولاً والزغرتاوي خصوصاً، ارتأت مجموعتنا المبادرة الى تأسيس حركة تغييرية، مبنية على أساس المحاسبة والعمل الديموقراطي، بعيداً من حسابات التوريث التي انتهت صلاحيتها في المنطقة العربية".
واذ تعلن المجموعة انها ستشكل فريق عمل سياسياً انمائياً بيئياً ثقافياً لتقديم مشروع متكامل تعرضه على الزغرتاويين، وانها ستشارك في الإنتخابات المقبلة ترشيحاً وانتخاباً، تدعو قوى 14 آذار الى اجراء نقد ذاتي عميق، اذ هي "منذ التحالف الرباعي في 2005 لم تنفك عن خذل جمهورها واحباطه… وعليها ان تطرح مشروعاً متكاملاً لبناء الدولة عوض استخدام مراقبة الوضع السوري ومهاجمة سلاح حزب الله فقط".
وتعلن المجموعة انها تساند بعزم كل حركات التحرر العربي من الأنظمة الديكتاتورية التي جثمت على أجساد الشعوب عقوداً، وتعلن دعمها الشديد واعجابها بالمنتفضين السوريين.
هكذا تنطلق مجموعة لبنانية صغيرة ومحدودة في رفض واقعها، وفي الدعوة الى النقد الذاتي والى التغيير الإيجابي. صداها واثرها وفاعليتها معروفة، أي محدودة، لكن الحراك الشعبي الكبير في لبنان غير وارد بسبب التركيبة الطائفية، أما ان تنطلق مجموعات هنا وهناك، وتبدأ بالثورة على مجتمعاتها وطائفتها وفريقها السياسي، فهذا أول الغيث ربما لثورة، بل لثورات لبنانية، تحقق الهدف.
تحتاج الثورة، كل ثورة، الى قراءة نقدية، الى مراجعة الذات، الى محاسبة المسؤولين أو القيّمين أو المتحكمّين بأمور العباد. وترفض الثورة الخوف من المجهول الآتي، لأن الخوف يكبلها ويمنع التقدم.
فإلى الثمانية تحية تأييد ودعم، لا للإنتفاض على عائلاتهم، وهم أبناء تلك العائلات الإقطاعية نفسها، ولا لإيجاد شرخ سياسي اضافي، وانما للحراك الشبابي، وللدعوة الى التغيير الإيجابي، وخصوصاً لإعتماد العقل والدعوة ببيان صحافي، لا في الشارع.
اذن المنطلق حضاري ومتقدم، وهو ما يمكن ان يقود فعلاً الى التغيير الذي ننشده.
رجاء لا تتركوا التجربة تفشل في مهدها، لأنها ستكون محبطة لغيركم ممن يفكرون في مشاريع مماثلة، بل اجعلوها مثالاً. مجدداً، للثمانية ألف تحية.

الاربعاء 21 -12- 2011

السابق
بطولة الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل
التالي
زغرتا والربيع العربي