“إلى جانب الجنس” .. الاكثر مبيعا في بريطانيا

اكثر الكتب مبيعا في بريطانيا حاليا بعنوان «الأمور التي تشغل بال كل رجل الى جانب الجنس» ومؤلفه البروفيسور شريدان سيموف. وعلى غلافه الخارجي يقول الكاتب ان الكتاب سيكشف عن كل الأمور لكن اذا فتحت الكتاب وعدد صفحاته 200 صفحة تجدها بيضاء حلساء ملساء لا علاقة لها بالأمور وبالجنس وهيفاء. وقال المؤلف عندما فوجىء بأن كتابه حقق مبيعات قياسية متفوقا على اشهر الكتب ان الكتاب جاء نتيجة لابحاث متعمقة اجريتها على مدى اكثر من عشرين سنة جعلتني ادرك ان الجنس هو الشيء الأهم الذي يشغل بال كل رجل.

قبل سنتين كنا وبعض الاصدقاء ممن يتعاطون الثقافة وربما الجنس نجلس في مقهى ركب كل يوم جمعة وجاء احد الاصدقاء بكتب ومجلات اشتراها قبل قدومه ومن بينها كتاب بريطاني بهي الغلاف بعنوان «الجنس بعد الخمسين» وصفحات الكتاب ناصعة البياض. وصار اقتناء الكتاب موضة تذكارية مثلما هو حال الكتاب الجديد. حيث لاحظت ان كلا الكتابين نشرا كلمة «Sex» على غلافيهما بحرف كبير جاذب لنظر القارئ. عموما الكتابان مضمونهما واحد وهو التلاعب بالغرائز الذكورية بالنسبة للجنس لأن الانسان بجنسه وبطبيعته يميل الى الجنس ويدفعه حب الاستطلاع للقراءة عنه لكن المحصلة ان لا جنس بعد الخمسين كما يقول احد الكتابين وان الجنس هو الشغل الشاغل للذكر كما يقول الآخر.

ما زال الذكر يعاني عقدة الجنس منذ خلقه فهي متعته وعذابه.. نعمته ونقمته في آن.. وقد حل الاسلام عقدة الجنس باباحة التعدد بشروط لكن اسيء استخدامه، وتستخدم كثير من الطرق الدينية والعقائدية الجنس كوسيلة جذب للاتباع في الغرب الاميركي وشرق آسيا.. وحاليا نشهد اباحة مطلقة لتعدد الزوجات واطلاق الطلاق على عواهنه في كثير من المجتمعات مثلما هو الحال في غزة تحت حكم حماس.. ولجأ بعض قادة حزب النهضة في تونس الى افتتاح حكمهم بالدعوة لتعدد الزوجات مثلهم مثل حكام ليبيا حيث حظرتها الأنظمة السابقة لمواجهة الجنس الحرام والعلمانية.. مع ان اطلاق التعدد على عواهنه يرفع نسبة الزنا فيما لجأ بعض الملالي في ايران الى اباحة زواج المتعة لساعة او ساعات او يوم باتفاق شفوي لحل العقدة الجنسية، وأحل شيخ الاخوان القرضاوي انواعا جديدة من الزواج للتحايل على الزنا وهكذا يتم الهاء عامة الناس بطلب الجنس واخراجه مخرجا حزبيا او دينيا. وآخر ما تفتق عنه ذهن احد مشايخ الاصولية المفاجئة في مصر التي اعلنت احترامها لمعاهدة السلام مع اسرائيل ولم تعلن احترامها للمرأة قوله لاتباعه ان سبب فقر المسلمين هو توقفهم عن فريضة الجهاد لأن فيها غنائم وسبايا فكل مجاهد كان يعود بالغنائم والسبايا والجواري.. وهكذا فان الاجتهادات الفارغة تفرغ الدين من مضمونه بحيث تكون صفحاته ناصعة السواد وتفرغ الجهاد من هدفه بحيث يكون فاحم البياض.. والله من وراء القصد.  

السابق
ماروني: السلاح يستعمل للضغط في اتخاذ القرارات
التالي
السكّر يساعد طبيب الأسنان على التخدير