أي مرشح رئاسي سيرد على الهاتف في الثالثة صباحا؟

يرن جرس الهاتف في وقت متأخر من الليل في البيت الأبيض ليأتي عبره نبأ وفاة كيم جونغ إيل، الرئيس الاستبدادي القاسي لكوريا الشمالية التي تملك سلاحا نوويا. وخليفته هو ابنه البالغ من العمر 27 عاما ولا يعرف عنه أي شيء. سارع مسؤولو كوريا الشمالية بوضع الجيش في حالة تأهب. هل نريد أن يرد ميت رومني على هذه المكالمة الهاتفية أم نيوت غينغريتش؟

لقد عرفنا مساء الأحد الماضي ما يحدث عندما يكون باراك أوباما هو من يجيب عن مكالمة تحمل نبأ مزعجا مقلقا من إحدى أخطر الدول في العالم. وبعد مشاورات مع الحلفاء، يصدر بيان رسمي تم انتقاء كلماته بعناية يتضمن تقديرا لوضع الجهود الدبلوماسية لوقف برنامج كوريا الشمالية النووي، بمعنى إجراء مدروس بحرص. كانت الإجراءات التي اتخذها أوباما تشير ضمنا إلى أن أي شيء يقوله أو يفعله رئيس أميركي في هذه اللحظة لن يؤثر على مجريات الأمور في كوريا الشمالية على نحو إيجابي. مع ذلك، يمكن أن يؤدي أي إفراط في كلمات أو أفعال إلى عدم استقرار في لحظة الانتقال المفاجئ. إنها ليست لحظة ممارسة ضغط حاد محكم على نظام يعاني جنون الارتياب ويعتبر نفسه محاصرا وصادف أنه يمتلك سلاحا نوويا. وشعر البيت الأبيض بالقلق من رد فعل «الخلف العظيم» كيم جونغ أون، الذي ربما يكون قد تولى السلطة بالفعل، على أي فعل يراه استفزازيا. ربما يعتقد الزعيم اليافع الذي تعوزه الخبرة أن عليه إظهار العدوانية والشراسة حتى يثبت ذاته وقوته. ربما يثير أي فعل عدواني غضب كوريا الجنوبية مما يؤدي إلى أزمة.
 لم يكن رومني ليقوم بذلك، حيث صدرت عنه تصريحات ساخنة في شبه دعوة إلى تغيير النظام. وقال رومني في تصريح: «كان كيم جونغ إيل حاكما مستبدا قاسيا عاش حياة مترفة، تاركا شعبه يعاني من الجوع. لقد كان متهورا يسعى إلى امتلاك سلاح نووي وباع التكنولوجيا النووية وتكنولوجيا الصواريخ إلى الأنظمة الشيوعية الأخرى، وارتكب أفعالا عسكرية عدوانية ضد حليفتنا كوريا الجنوبية. لن يفتقده أحد.. ويمثل موته فرصة لأميركا لتعمل مع أصدقائنا على إبعاد كوريا الشمالية عن الدرب الخطير الذي تسير فيه وضمان أمن المنطقة. على أميركا أن تضطلع بدورها القيادي هذه المرة. ويعاني شعب كوريا الشمالية من كابوس قاس دام طويلا. أتمنى أن يعجل موت كيم جونغ بنهاية النظام».

هذا كل ما نتمناه، لكن الرقص على قبر الديكتاتور ليس من شيم الرؤساء، فكيف يمكن لأحد أن يتأكد من النهج الذي من المرجح أن يؤدي إلى إصلاح كوريا الشمالية إلى أن نعرف المزيد عن خليفة كيم أو إلى أن نعرف من يتحكم في الأسلحة النووية حاليا؟ ويتطلع رومني لتأكيد أنه أكثر حزما من أوباما في شؤون السياسة الخارجية ويتفوق عليه بالنظر إلى أن سجل إنجازات أوباما يتضمن مقتل أسامة بن لادن والمساعدة في التخلص من معمر القذافي. ربما يدرك رومني أنه سيكون مسؤولا إذا واجه ظروفا مشابهة كرئيس. مع ذلك، إذا أخذت كلام الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس على محمل الجد، سيبدو خطيرا. ويعد هذا لا شيء مقارنة بغينغريتش الذي كانت له تصريحات ساخنة عنيفة سابقة عن كوريا الشمالية، فقد صرح عام 2009 قائلا إنه كان على الولايات المتحدة منع كوريا الشمالية من اختبار الصاروخ بعيد المدى الجديد. وقال: «يمكن استخدام ثلاث أو أربع طرق؛ بداية من القوات غير التقليدية، إلى اتخاذ موقف حازم يقول إننا لن نسمح لكوريا الشمالية بإطلاق صواريخ». لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله لتحقيق ذلك على الأقل من دون أن يؤدي إلى إشعال فتيل حرب نووية. لقد عبر غينغريتش عن تحمسه لسلاح ليزر حاولت وزارة الدفاع الأميركية تطويره، لكن تم تحديد نطاق هذا البرنامج كثيرا.

كنا نستطيع تدمير الصاروخ وهو على منصة الإطلاق ربما بصاروخ «كروز»، لكن ربما كانت كوريا الشمالية سترد بتدمير العاصمة سيول. من الأمور المثيرة للقلق بالنسبة لغينغريتش هو أن علماء كوريا الشمالية سوف يكونون أول من يكتشف في العالم طريقة استخدام سلاح نووي لإحداث نبض كهرومغناطيسي هائل وعمل دائرة كهربائية من ماليبو إلى مين. هل يمكن لأحد رجاء أن يلغي اشتراك الرجل في مجلة «بوبولار ماغازين»؟ خلال حملة عام 2008، طرحت هيلاري كلينتون سؤالها الشهير وهو: هل يستطيع أوباما أن يرد على مكالمة هاتفية تحمل أزمة خارجية يتلقاها البيت الأبيض في الساعة الثالثة صباحا؟ إن وفاة كيم تذكرنا بمثل هذه المكالمات التي تحمل معها أزمة حدثت في مكان ما من العالم.  

السابق
اعتصام لناشطين ومسرحيين لوقف هدم مسرح بيروت
التالي
وهاب زار جنبلاط: تأكيد على منع اي خلل امني في الجبل