رئيس لجنة الخارجية والامن شاؤول موفاز: اسرائيل تفقد قيمها الديمقراطية والليبرالية

ان ماء تطرف سياسي وديني يجري على الشرق الاوسط. فهناك قوى دينية ومتطرفة تصبح ذات وطأة سياسية وتهدد بتغيير وجه المنطقة. وهذه نتيجة معوجة لوعود الربيع العربي. ويؤسفني ان أيام تطرف سياسي وديني تمر بدولة اسرائيل ايضا. فبفعل الديمقراطية وبسبب ضعفها احيانا تتم افعال هي بمثابة تهديد محسوس لمباديء أساسية لهذا النهج.

نشأت في بيت محافظ، فليس الدين والفرائض والعادات والروح غريبة علي. وفي البيت الذي نشأت فيه مثل بيوت كثيرة اخرى في هذه البلاد، كان الدين مصحوبا بالحب وكذلك الفرائض ايضا. وكان التراث دائما عاملا يقرب بين القلوب، ويقوي الصلة ويزيد التجمع والأخوة…
يؤسفني أنه في السنين الاخيرة استعمل الدين استعمالا تلاعبيا وساخرا وسياسيا وآثما. فنساء اسرائيل، الأمهات والزوجات والبنات لنا جميعا يذللن ويُقصين ويسكتن.
وباسم الدين يوجد من يريدون احلال دم جنود الجيش الاسرائيلي وجعله مشاعا. وباسم الدين تفقد اسرائيل ذات السيادة قيمها الديمقراطية والليبرالية. وباسم الدين والايمان تثور بنا قوى متطرفة وتمايزية تهدد وحدتنا وتسعى الى نقض سيادة الدولة ونظام العلاقات اللطيف بين مواطنيها.حان وقت اظهار الزعامة من قبل فقهاء الدين. وكما هي الحال عند الجمهور كله فان أكثر فقهاء الدين يعارضون اصوات التطرف لكنهم يخشون العنف والتخويف اللذين يصحبانها. فيجب على الأئمة ان يحاربوا عن اسم العقيدة الطاهر وان يمنعوا استمرار العيب على الشريعة اليهودية واساءة سمعتها وهي التي فضلت حياة العمل والحياة نفسها على تهديدات القطيعة والموت.
ان المظاهر الاصولية الاخيرة لن تبعدني عن الدين اليهودي. ان دين هؤلاء ليس ديني. وقد نشأت في بيت محافظ مقيم للفرائض. وتربيت في عيمق يزراعيل (مرج ابن عامر)، على سنن الحياة الزراعية الصهيونية – العلمانية في نهلال، هذه جذوري ومن هناك جاء تصوري العام وهما يتعايشان جنبا الى جنب بسلام وبلا تناقض.

أنا مؤمن بالله، ايمانا داخليا كبيرا وقويا. وأنا مؤمن بجود الله وبالاخلاق اليهودية. وأنا مؤمن بالله الذي يرى البشر جميعا متساوين، وأنا مؤمن بالله الذي يُعظم ويُجل المرأة ولا يهينها ويقصيها. وأنا مؤمن باله جنود اسرائيل لكنني مؤمن ايضا بالجيش الاسرائيلي. أنا مؤمن بالله لكنني مؤمن بالمقابل ايضا بدولة اسرائيل – بسيادتها وقوانينها – التي أقسمت على الولاء لها وأعمل بهدي منها. وأنا مؤمن بأن حكم الدولة حكمي وأن الشريعة اليهودية لا تستطيع ان تحل دم عمال الجمهور ومنتخبيه.
ان ايماني خاص ومن حقه ان يوجد ما لم يتدخل وما لم يأت على حساب من يوجد عن يساري أو من توجد عن يميني، وما لم يرفع يده على دولة اسرائيل… هناك قانون في دولة اسرائيل وهناك قضاة في القدس، فما يعوزنا هو قيادة صهيونية ذات مسؤولية وحازمة وذات قيم. تعوزنا قيادة تعرف تقول «الى هنا». قيادة توحد لا تقسم، وقيادة ترى مصلحة الدولة فوق مصلحة الائتلاف. وتعوزنا قيادة تسعى الى المساواة تعليها فوق سد الأفواه والوحدة بدل الشقاق. قيادة تظهر مسؤولية جمعية عن وحدة الشعب لا عن وحدة صفوف الحزب فقط.
ليس الحديث هنا عن مصابيح تحذير وعن كتابات على الجدار. الحديث هنا عن اجراءات خطيرة تبلغ في هذه الايام حد الغليان. فالتغاضي والعجز من السلطة هي بمثابة اعطاء ضوء اخضر لاستمرار هذه الاجراءات الخطيرة. فهل نظل في صمت ازاء هذا النذير.  

السابق
فياض: إعادة المصداقية للعملية السياسية تتوقف على إلزام إسرائيل بمرجعيتها
التالي
لبنان يشارك في بعثة المراقبين العرب الى سوريا