النهار: سوريا تستبق وصول المراقبين غداً بمناورات مقتل 50 مدنياً ومئة منشقّ في تصاعد للعمليات

أعلنت جامعة الدول العربية ان الفريق الاول من بعثة المراقبين ستصل الى سوريا غداً تنفيذاً للبروتوكول الذي وقعته الجامعة ودمشق. وبين التوقيع وبدء مهمة المراقبين تصاعدت المواجهات، إذ تحدث ناشطون عن مقتل أكثر من مئة منشق عن الجيش في اشتباكات بمنطقة ادلب على الحدود مع تركيا لليوم الثاني، الى مقتل مدنيين برصاص قوى الامن ومقتل جنود في مكامن. ودعا زعماء مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم في الرياض الى الوقف الفوري للقتل في سوريا والبدء بتنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة المستمرة منذ عشرة اشهر. وفيما رحبت موسكو وبيجينغ بتوقيع بروتوكول المراقبين، شككت واشنطن في التزام السلطات السورية إياه.

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن فريقاً يمثل طليعة المراقبين سيصل إلى سوريا الخميس ومن المقرر وصول سائر أفراد فريق المراقبين الذي يتألف من 150 رجلا بنهاية كانون الأول. وأضاف: “إنها مهمة جديدة تماماً ومهمة مجهولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومثلما هو الحال مع كل اتفاق في العالم فانه يتوقف على التنفيذ بحسن نية”. وأفاد أنه “في غضون اسبوع من بداية العملية سنعرف (ما إذا كانت سوريا تمتثل للاتفاق)”.
وأكد ان العقوبات على سوريا ستبقى سارية الى ان يقدم المراقبون تقويمهم في تقارير يومية واسبوعية. واشار الى أن الوزراء العرب سيقررون الخطوة التالية.

وكشف ان الدول الخليجية وافقت الاثنين على ارسال 60 مراقبا مساهمة في فريق المراقبين الذي يتألف إجمالا من 150 رجلا. ولفت الى ان المراقبين يتوقعون ان تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في انحاء البلاد.
وأعلنت الجامعة العربية في بيان “الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيساً لبعثة مراقبي الجامعة العربية”. وهو لديه خبرة في عمليات حفظ السلام.
ورحب مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين في ختام إجتماعه غير العادي الذي انعقد في مقر الامانة العامة للجامعة بتوقيع سوريا والجامعة البروتوكول. وشدد على “الاهمية القصوى لالتزام الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل لبنود البروتوكول من أجل تحقيق الهدف المتمثل في توفير الحماية للمواطنين السوريين العزل وانجاح خطة العمل العربية في اطار الحفاظ على امن سوريا ووحدتها وتجنيبها التدخلات الخارجية”.
الوضع الميداني
وقبيل وصول المراقبين، سجل الوضع الميداني تصاعداً للعمليات. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقرا له ان اكثر من 50 مدنياً قتلوا أمس برصاص قوى الامن السورية، غالبيتهم في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، يضاف اليهم اكثر من مئة جندي منشق سقطوا “بين قتيل وجريح” في المحافظة عينها في حين قتل في الجنوب 14 رجل امن، برصاص جنود منشقين.
وكان المرصد أعلن مقتل اكثر من 60 جنديا سوريا منشقا لدى محاولتهم الفرار في محافظة ادلب الاثنين.

العقوبة على التهريب
في غضون ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الاسد قانونا يقضي بمعاقبة كل من أقدم على تهريب السلاح بالاشغال الشاقة مدة 15 سنة، وبالاشغال الشاقة المؤبدة اذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار به أو ارتكاب أعمال ارهابية.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن القانون ينص ايضاً على أن يعاقب بالإعدام من وزع كميات من الاسلحة أو ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال ارهابية، كما يعاقب الشريك والمتدخل بعقوبة الفاعل الاصلي.

مناورات عسكرية
في غضون ذلك قالت “سانا” انه استنادا الى خطة التدريب العملاني لسنة 2011 نفذت القوى الجوية والدفاع الجوي بياناً عمليا بالذخيرة الحية… بهدف اختبار القدرة القتالية لسلاح الطيران ووسائط الدفاع الجوي وجاهزيتهما في التصدي لأي اعتداء يستهدف أرض الوطن وحرمة أجوائه”، مضيفة ان القوات البحرية أجرت مناورات مماثلة.
وأوضحت الوكالة التي أرفقت الخبر بصور لصواريخ في الجو وعلى وشك الاطلاق وأخرى لمقاتلات ودبابات، أن المناورات الجوية بالذخيرة الحية “شاركت فيها تشكيلات من سلاح الطيران المقاتل والمقاتل القاذف وحوامات الدعم الناري وتشكيلات الدفاع الجوي بمختلف أنواعها”.
وأشارت الى ان وزير الدفاع العماد داود راجحة أثنى “على أداء رجال سلاحنا الجوي ودفاعاتنا الجوية”، مؤكداً “جاهزية قواتنا المسلحة الدائمة للدفاع عن حدود الوطن والذود عن حياضه براً وبحراً وجواً”. ولم تشر الى الأماكن التي جرت فيها المناورات.

كلينتون اتصلت بلافروف
في واشنطن (هشام ملحم) ناقشت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف الاوضاع في سوريا وتحديدا تطبيق المبادرة العربية ونشر المراقبين وامكان التعاون في استصدار قرار من مجلس الامن عن سوريا لضمان “التعاون الوثيق منا جميعا مع جامعة الدول العربية”.
لكن واشنطن أكدت ان دعمها للمبادرة العربية لم يغير موقفها الاساسي من الازمة السورية، وهو انه يجب على الرئيس الاسد التنحي عن السلطة لانه ليس جزءا من المستقبل الديموقراطي المنشود لسوريا.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند بان حكومتها على اتصال وثيق مع الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي "ومن الطبيعي اننا نريد امتحان استعداد الحكومة السورية لتطبيق جميع بنود مبادرة جامعة الدول العربية، وتحديدا التزامها السماح بحرية التحرك غير المقيد في سوريا للمراقبين المعنيين بحقوق الانسان". وكررت ان مسودة القرار الذي تقدمت به روسيا في شأن سوريا تحتاج الى تعديل، واضافت ان حكومتها تريد مواصلة الاتصالات مع روسيا في شأن مسودة القرار وضمان توفير الدعم لمبادرة الجامعة.
وذكرت ان جامعة الدول العربية تأمل في نشر المراقبين في عشر مناطق سورية مع نهاية الاسبوع الجاري، على ان يرتفع العدد الى ما بين 300 و400 مراقب بحلول منتصف كانون الثاني المقبل. واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي الذي يتمتع بخبرة في هذا المجال سوف يقدم المساعدات التقنية للجامعة.

روسيا والصين
في موسكو، بثت قناة "روسيا اليوم" أن وزارة الخارجية الروسية نشرت بياناً في موقعها على الإنترنت أعلنت فيه عن إتصال وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي بنظيره الروسي. وقالت إن "الوزيرين رحبا بالإتفاق بين السلطات السورية والجامعة العربية على إرسال مراقبين إلى سوريا، وأكدا وحدة الموقف تأييداً لتسوية الوضع في هذا البلد على أساس مبادرة الجامعة العربية من دون تدخل خارجي".  

السابق
الأقليات والأكثرية واستهدافات التغيير ومخاوفه
التالي
هل صحيح أن مخابرات حزب الله وحدات وخلايا… في كلّ مكان !!؟