الجمهورية: وفد بكركي في الضاحية واجتماع لـ 14 آذار

في انتظار دخول بروتوكول المراقبين حيّز التنفيذ، وعشية وصول فريق الجامعة العربية الى سوريا، اكدت دمشق ان التوقيع «نتج من اقتناع، وليس بسبب ضغوط دولية»، وأمل المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في أن تكون النيّات حسنة لحسن سير تنفيذ البروتوكول، قائلا: «لا يوجد ما يمنع من رفع العقوبات العربية التي فُرضت على دمشق، في غيابها عن مقعد الجامعة العربية وبسبب عدم توقيع البروتوكول».وبالتوازي، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» ان سلاحَي الجو والبحر السورييّن أجريا امس مناورات بالذخيرة الحية لاختبار قدرات سوريا القتالية «وجهوزيتها في التصدي لأي اعتداء يستهدف ارض الوطن».

وتزامنا مع التطورات التي رافقت توقيع دمشق بروتوكول المراقبين، علمنا من مصادر دبلوماسية محلية وعربية أنّ وزارة الخارجية تسلمت عبر بعثتها في الجامعة العربية كتابا بمضمون الاتفاق الذي تمّ توقيعه مُرفقا بنصّ البروتوكول، وبكتاب آخر يعرض فيه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على كل الحكومات العربية إمكان مشاركتها في فريق المراقبين، طالباً ممّن يرغب المشاركة إبلاغ الجامعة سريعاً بما هو مقترح من أسماء وصفات. ورجّحت المصادر ان يقرّر لبنان أمر مشاركته اليوم أو غدا.

ولفتت مصادر دبلوماسية عربية الى ان تجميع المراقبين يجب ان ينتهي قبل نهاية الأسبوع الجاري، لأن الفريق القيادي للمراقبين ومسؤولي المركز القانوني جاهزون.

وعلمنا أن الجامعة طلبت من كل دولة ترغب المشاركة في فريق المراقبين، أن تساهم بعشرة أشخاص من العسكريين والمدنيين لديها.

إنتقل الرئيس سعد الحريري أمس من مقر إقامته في الخارج الى أنقرة، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعات لم يُعلَن عنها.

وفي دردشة على موقع "تويتر"، قال الحريري إن لا إتصالات بينه وبين "حزب الله". وأعلن "أن الأكثرية يمكن أن تنتقل من مكان الى آخر، طالما أن هناك سلاحاً في أيدي الأحزاب في لبنان". وأشار الى أنه "عندما ينتهي الإستقواء بالسلاح، فإن حزب الله لن يكون أقوى من الدولة". وقال "إننا سنهنئ الشعب السوري قريباً بانتصاره".

وأضاف "أن الأسد وجد نفسه في الزاوية فوقّع بروتوكول المراقبين، وسوف يقع في شر أعماله!". وجزم قائلاً: "وقّع ولكن سيقع!"

وفي جديد الملف الأمني، حضر الوضع المتشنج في مخيم عين الحلوة في غير لقاء، وكان مدار بحث معمّق في ضوء المطروح من الإجراءات وحصيلة الاتصالات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يتابع الملف بالتنسيق والتعاون مع مديرية المخابرات في الجيش.

وعلمنا ان السفير الفلسطيني عبدالله عبدالله ابلغ الى وزير الداخلية مروان شربل، أمس، ان القيادة الفلسطينية قطعت شوطا في عملها لتسليم قتلة مرافقي قائد الكفاح المسلح الفلسطيني "اللينو" والمتسببين بالأحداث في عين الحلوة، وان الجهود منصبّة على إعادة الهدوء الى المخيم. واكد "ان الجهود التي بذلت أرسَت نوعا من التفاهم الداخلي من شأنه ان يزيل اجواء التوتر في المخيم"، وأشار الى اتصالات تجري بين بيروت ورام الله لتعزيز التفاهمات وإبعاد شبح الاقتتال عن المخيمات الفلسطينية.

من ناحية اخرى، علمنا ان جهازا امنيا رصد منذ يومين انتقال نحو 33 عنصراً من تنظيم اصولي فلسطيني سرّاً من مخيم عين الحلوة الى احد مخيمات بيروت، ما أثار الريبة والقلق لدى بعض الاوساط من امكان حصول توترات امنية في بعض هذه المخيمات. في حين اشارت تقارير امنية الى وجود عناصر من جنسيات غير عربية في مخيم شاتيلا، وهي مكلّفة بمهمات محددة تديرها جهات استخبارية اقليمية. وعلمت "الجمهورية" ان دبلوماسيين عربا تخوّفوا، خلال لقاءات مع مسؤول أمني لبناني، من ان تكون هناك خطة اقليمية تقضي بتفجير الوضع الفلسطيني في لبنان، لإعادة خلط الاوراق الفلسطينية بطريقة تسمح بعودة بعض الدول الاقليمية الى امتلاك الورقة الفلسطينية، في اطار استراتيجية سياسة "مَسك الاوراق".

ومن المتوقع ان يفرض الملف الأمني نفسه على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم في بعبدا، في ضوء التقارير الأمنية التي سيتناولها رئيسا الجمهورية والحكومة، الى نتائج زيارة مدير دائرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية نيكولا دو ريفيير لـ بيروت، حيث أجرى خلالها مع المسؤولين اللبنانيين تقويما لعمل قوات "اليونيفيل" في الجنوب، وما أنجز على مستوى تنفيذ القرار 1701.

والى ذلك، سيناقش المجلس التعديلات التي اقترحها مجلس شورى الدولة على مرسوم زيادة الأجور، وتحديد الحد الأدنى لها، في ضوء المناقشات الجارية بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وكشفت مصادر ميقاتي لـنا ان الاتصالات ستبقى مفتوحة حتى ربع الساعة الأخير من انعقاد مجلس الوزراء. ولفتت انه التقى امس، بعيدا من الأضواء، رؤساء الهيئات الاقتصادية واركان الاتحاد العمّالي ورئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان وجمعية الصناعيين، عاملاً على تقريب وجهات النظر حول صيغة التي ترضي الجميع.

وينتظر ان يقرّ مجلس الوزراء بعض التعيينات، ومنها تثبيت وفيق رحيمي أميناً عاماً لوزارة الخارجية، وشربل وهبي مديراً للشؤون السياسية في الادارة.

وكشف وزير الخارجية عدنان منصور لـنا ان السلّة الشاملة للتشكيلات والتعيينات الدبلوماسية ستقرّ في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، وهي تضمّ نحو 200 دبلوماسي بين سفير ومستشار وسكرتير قنصل، كذلك ستشمل مناقلات من الخارج الى الداخل وبالعكس، اضافة الى ترقيات بعد درس ملف كل منهم. واضاف منصور: "ان هذه العملية لم تكن اعتباطية، فقد استغرقت كثيراً من الوقت والبحث والتشاور، لكننا كنا نعمل بصمت على رغم كلّ الملفات السياسية والدبلوماسية الكبيرة التي كانت أمامنا". وأشار الى ان هذه التشكيلات لم تكن سهلة، خصوصا انه قد مرّ عليها سنوات انتجَت فراغا كبيرا في الخارج على صعيد السفراء، أي نحو 34 سفيرا، إضافة الى 31 مستشارا والى عدد من المراكز الشاغرة منذ سنوات".

وعلمنا ان جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل ستكون نهارية، وستشهد غداء يقيمه رئيس الجمهورية على شرف الوزراء لمناسبة الاعياد، ويشارك فيه عدد من الشخصيات والقيادات، وفي مقدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

في غضون ذلك، علمنا ان قوى 14 آذار عقدت مساء امس الاول اجتماعا لها في "بيت الوسط"، بعد اجتماعها الأخير مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في المكان نفسه. وشكّل اللقاء الماروني مادة البحث الأساسية في هذا الاجتماع، إلى جانب موضوعات أخرى تتصِل بتطورات الأزمة السورية بعد توقيع دمشق بروتوكول المراقبين، فضلا عن التوترات الأمنية المتنقلة بين بيروت والجنوب، والتمَسّك بشعار "بيروت مَنزوعة السلاح"، لاختبار جديّة السلطة ومدى استعدادها لرفع الغطاء السياسي عن المجموعات الميليشيوية، والانطلاق من نقطة معينة وصولا إلى لبنان مَنزوع السلاح، كذلك تخوّفها من الاستهدافات المتكررة لليونيفيل، ووضع المخيمات المفتوح على الفوضى.

إلّا أن الطبق الرئيسي في النقاش، كان اللقاء الماروني الذي تبنّى الاقتراح الأرثوذكسي الانتخابي، وكلّف لجنة المتابعة المنبثقة منه بدء التشاور مع المكوّنات الوطنية. وفي هذا السياق، تمّ شرح الأسباب الموجبة لهذا الاقتراح على الصعيدين الوطني والمسيحي، على قاعدة أنّ التمثيل العادل والفاعل وتحقيق المناصفة الفعلية، لا الشكلية، يؤدي إلى تصحيح الخلل الوطني، ويعيد المسيحيين مؤثرين في الحياة الوطنية، خصوصا أن المصلحة الوطنية العليا تقضي بتَرييح المسيحيين الذي شكّلوا تاريخيا صمّام أمان صيغة العيش المشترك في لبنان، على حد تعبير مصادر في 14 آذار، مضيفة "أن النقاش كان غنيّا جدا، ودخل في جوهر القضية المطروحة، وعلى رغم بعض التباينات في المقاربات الانتخابية، فإن الجميع سلّموا بأحقية الهواجس المسيحية وموضوعيتها، وبأن يكون النقاش تحت سقف وحدة 14 آذار السياسية والإدارية".

وعلى خط آخر، وبتكليف من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، زار وفد ضمّ رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وعُضوَي لجنة بكركي للحوار مع "حزب الله" النائب البطريركي المطران سمير مظلوم والأمير حارث شهاب، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في حضور عضو المجلس السياسي غالب أبو زينب.

وذكر بيان العلاقات الإعلامية في الحزب أنّ الوفد شكر لـ نصرالله "إرساله وفدا لتهنئة الراعي بعد انتخابه، والاهتمام الذي عبّرت عنه الاستقبالات الشعبية الحاشدة له في مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصا في الجنوب وبعلبك ـ الهرمل". واكد أنّ البحث تطرّق إلى "مختلف الأوضاع المحلية والإقليمية، وتمّ الاتّفاق على التواصل الدائم حول مختلف القضايا والمستجدّات".

وفي حين اكتفت مصادر مطر بالقول لـنا إنه كان ممثّلا للبطريرك و"إنّ ما دار من نقاش هو ملك لبكركي، وليس ملكا للمطران لكي يتحدث في الموضوعات التي أثيرت"، قال مظلوم إنّ الراعي "يريد أن يعيد الحوار مع جميع الأفرقاء"، وأوضح "ان اللقاء تطرّق الى التطورات المحلية والاقليمية"، نافيا "ان يكون قد تطرّق الى ملف لاسا، او الى موضوع قانون الانتخابات".

بدوره، قال شهاب لـنا إنّ "العنوان الرئيسي للزيارة كان شكر السيد نصرالله على تهنئته للبطريرك بمناسبة انتخابه، وكان من الطبيعي في ظل الواقع المأزوم الراهن والشرذمة الداخلية والوضع الاقليمي الذي لا بد من أن يتأثر لبنان به مهما كانت نتائجه، ان تطرح كل هذه القضايا على بساط البحث، وعرضنا لأفضل السُبل الآيلة الى تحصين الوضع الداخلي". واكد انه "تمّ التوافق على إعطاء دفع جديد لعمل لجنة بكركي للحوار مع "حزب الله"، وهو ليس الاجتماع الأول ولن يكون الأخير، فنحن مؤمنون بغضّ النظر عن المواقف، لأن التنوع في الآراء طبيعي في بلد ديموقراطي كلبنان، وأن الطريقة الوحيدة للوصول الى قواسم مشتركة هي الحوار، لأن لا بديل منه إلّا العنف، وقد جُرِّب في الماضي ورأينا تأثيره السلبي في البلاد".

وبدوره، اكّد ابو زينب "ان اللقاء كان ايجابيا جدا، وهو تأكيد للتواصل بين الحزب وبكركي، ويرسم طريقا إيجابية للعلاقة مستقبلا". وقال: "تمّ الاتفاق على تفعيل لجنة الحوار بين بكركي والحزب للبحث في كل الموضوعات".

وقال مصدر ماروني رفيع لـنا إنّ الزيارة "شكّلت مفاجأة للقادة الموارنة الذين اجتمعوا أخيراً في بكركي برعاية الراعي، وقد أثارت تساؤلات لجهة مدى ضرورة حصولها في المرحلة الراهنة، خصوصا بعد التصريحات الاخيرة لـ"حزب الله"، والتي اكد فيها ديمومة سلاحه، وبعد مواقف الراعي التي دعا فيها الى نزع كل سلاح إلّا سلاح الجيش اللبناني، إضافة الى ان موضوع لاسا واملاك البطريركية والابرشيات لم يُحلّ بعد في أي منطقة، ثم ان البطريرك يجري عادة حوارا مع المرجعيات الدينية، أي مع مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن. أمّا السيد نصرالله، فصحيح انه رجل دين، لكنه رئيس حزب سياسي وعسكري".  

السابق
هل صحيح أن مخابرات حزب الله وحدات وخلايا… في كلّ مكان !!؟
التالي
الاخبار: غصن: أفراد من القاعدة يدخلون لبنان